تغييرات واسعة مع تعيين رئيس جديد لـ «إن بي سي»
بيرك يفضل الجلوس في مقهى مانهاتن أكثر من مكتبه تجنبا للثرثرة الإعلامية
ستيفن بيرك المدير الجديد لمحطة «إن بي سي» («نيويورك تايمز»)
واشنطن: تيم أرانجو وبيل كارتر
في ساعة متأخرة في مركز روكفلر، قام بريان ويليام بتقديم المدير الجديد للشركة ستيفن بيرك. ويبلغ عدد موظفي الشركة الإعلامية العملاقة نحو 27000 موظف، وقد تم توزيع العديد من النشرات خلال هذا الاجتماع. حيث تم الترحيب بالمدير الجديد ستيفن بيرك، ودارت حلقة نقاشات عن آلية العمل وإدخال طرق تفاوضات جديدة تهم مستقبل الشركة.
هذا وقد لعبت الدراما الداخلية دورا كبيرا أكثر مما يعرض على الشاشة المتلفزة كما يظهر من جاي لينو وكونان أوبراين وإيلى سيلفرمان وما إلى ذلك. بيرك الذي غاب فترة ما يقرب من 12 عاما عن الإعلام، عاد من جديد ليتولى منصب الرئيس التنفيذي لقناة «إن بي سي». تظهر شخصية بيرك في مكانة مرموقة، حيث إنه لم يكن مقدم برامج ولم تكن لديه الخبرة الطويلة في الشركات الإعلامية، إلا أنه حاصل على ماجستير إدارة إعلام من جامعة هارفارد، ويفضل بيرك الجلوس في مقهى مانهاتن أكثر من مكتبه في مركز روكفلر وذلك تجنبا للثرثرة الإعلامية أو ما شابه ذلك.
إضافة إلى ما سبق، فإن الشركة تسير بالمسار الصحيح، حيث كانت تحت رقابة العديد من الشركات والقنوات التلفزيونية. وتشير رغبة بيرك إلى إعادة الشهرة إلى هذه القناة ولا سيما أن العديد من موظفيه يعتبرونه غير مبال ويمتاز بالبرودة وينظرون إليه بعين الريبة.
يضيف وارن، وهو الصديق المقرب له، ورفيق العائلة «إن بيرك ليس خجولا، وليس متحفظا ولكن شخصيته مرموقة». كما يضيف بوب رايت وهو الرئيس التنفيذي السابق لقناة «إن بي سي» والذي التقى مع بيرك في العديد من المرات في العام الماضي، أن بيرك سوف يتأثر كثيرا بعدة ضغوطات وذلك لطبيعة عمل القناة.
ويبلغ بيرك من العمر 52 عاما ويعرفه العديد من الشخصيات في المجال الإعلامي والمديرين التنفيذيين بكونه يمتلك شخصية قوية ومرموقة وأسلوبا يمتاز بالإبداع والسلاسة والحكمة. ويتوقع العديد من الناس حدوث تغيير جديد من قبل إدارته الجديدة.
ولما يقرب من العقد الماضي كان بيرك يلتقي مع مجموعة كبيرة من المديرين التنفيذيين في مدينة نيويورك مثل جيفري راست الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء، وبراين روبرتس الرئيس التنفيذي لشركة كومكاست. وخلال اللقاء تم الحديث عن رغبته في بيع القناة إلا أنه لاقى ترحيبا واسعا في النهاية، وفي أعقاب استقالة أوبرمان، حيث توقع العديد من النقاد أن هذا القرار تم من قبل كومكاست.
وخلال العام الماضي، قضى بيرك معظم أوقاته في نيويورك ولوس أنجليس مع العديد من المديرين التنفيذيين بالإضافة إلى عقد اجتماعات وسط المدينة وتوجد فيها سلسلة مقاهي مختلفة الأشكال. ووفقا لما قله العديد من الأشخاص إلى إن محطة «إن بي سي» تدار من خلال سياسة داخلية غير معروف مصدرها.
يقول مايكل لينتون رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة سوني ليكشرز إنترتينمنت «أتوقع أن يكون هنالك تغيير جديد في السياسة المتبعة في تلك القناة وهذا ما يولد انفتاحا كبيرا وتدفقا في المعلومات». يذكر أن لينتون قد عمل مع بيرك في فترة التسعينات في ديزني.
وبيرك يبدو غير مهتم بشكل ملحوظ في تجارة الإعلام، حيث كان والده السيد دانيال بيرك رئيس الاتصالات في عدة مدن. ويضيف شقيقه الأصغر وهو بيل بيرك «إن العائلة تمتاز بكونهم رجال أعمال». وتعود أصول بيرك إلى كونه كاثوليكيا آيرلنديا، حيث درس في جامعة كولغيت وبعدها انتقل لإكمال دراسته العليا في جامعة هارفارد في قسم إدارة الإعمال. وبعد إنهاء دراسته الجامعية، عمل في العديد من القطاعات في ديزني عام 1986.
وكان بيرك دائما برفقة والده في منطقة ديزني، حيث كان في ذلك الوقت يدير مجموعة كبيرة من مخازن التجزئة بديزني ويورو في باريس. لكن والد بيرك يعاني من الخرف والنسيان وفقدان الذاكرة إلا أنه يجهل عمل ابنه في مجلس إدارة الشركة بركشاير هاثاوي هذه الفترة. هذا ويضيف بافيت «إنه أمر محزن جدا» حيث إنه يعرف العائلة من زمن طويل وقد عين الابن الأصغر لبيرك في مجلس الإدارة وذلك تخليدا لوالده. ويضيف «أنا أعتمد عليه في كامل الأمور ودلك لإخلاصه ودقته في العمل».
وفي عام 1998، التحق بيرك بكومكاست بعد أن كان موظفا في شركة هيدهنتر، وهي الخطوة التي فاجأت العديد من الناس. هذا وقد أثارت التساؤلات العديد من الناس عن سبب انتقاله إلى شركه أخرى. ويقول بول بريسلر وهو زميل سابق في ديزني «أعتقد أن لديه بصيرة قوية في مستقبل الإعلام». ووفقا لمجلة فورتشن في عام 2009، بلغت عائدات بيرك ما يقدر بـ 34 مليون دولار وهو مبلغ يجعله يحتل مكانة مرموقة بين المديرين التنفيذيين.
ويشير العديد من المقربين له إلى علاقاته الحميمة مع زوجته وأطفاله الخمسة على ما يقرب من 30 عاما. إضافة إلى ذلك فإن إحدى المجلات قد أشارت إلى كتابة عدة صفحات عن حياته العائلية في عام 2010. حيث توضح هذه المقالات بيريك وزوجته وستيف كاريل وتينا بالإضافة إلى أطفاله الخمسة وأفلامهم المفضلة. وفي تلك الصفحات توضح أن جورج بيرتز وآلن جرايسي حيث تربطهما علاقة قوية مع بعضهما البعض إلى أن أطلق عليهما اسم واحد وهو سترتجين. واستأجر بيريك شقة في نيويورك بالقرب من مركز ليكولن بينما عائلته ستبقى في فيلادلفيا ودلك من أجل استمرار أطفالهم في الدراسة.
هذا وسيكون هدف بيريك الرئيسي هو تنشيط شبكة الإعلام في هذه المؤسسة الأميركية العريقة، حيث إنها فقدت أكثر من 500 مليون دولار في عام واحد، حسب ما صرح به المدير التنفيذي لكوماكست. ويضيف بيتر جيرمن وهو الرئيس التنفيذي السابق لنيوز كوربوريشن والذي يدير الآن مجموعة من شركات جيرمن «إن وظيفته كمدير تنفيذي إنما هي إشارة إلى ما سيبذله في إدارة الشركة بشكل جيد».
هذا وقد أضاف أحد المديرين التنفيذيين في شركة «إن بي سي» «إننا نحتاج إلى المزيد من الإصلاحات الضخمة لما لها من مكانة إعلامية عريقة في الولايات المتحدة الأميركية والدول الأخرى، حيث تعتبر مؤسسة وطنية والاهتمام بها واجب وطني».
* «خدمة نيويورك تايمز»