العبوات الناسفة تثير الخوف في نفوس عشرات الأسر المهجرة العائدة

العبوات الناسفة تثير الخوف في نفوس عشرات الأسر المهجرة العائدة





يحاول كاظم عبد، رب اسرة مهجرة، عادت الى منزلها في الضواحي الجنوبية لمدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى قبل عام تقريبا، ترميم الواجهة الامامية لمنزله بعدما انفجرت عبوة ناسفة قبل نحو اسبوع مما تسبب في احداث خسائر مادية من دون تسجيل اصابات بشرية في صفوف اسرته المؤلفة من 7 اشخاص.

وقال كاظم لـ "الصباح الجديد" ان هناك هاجس خوف بدأ يطرق ابواب العشرات من بيوت الاسر المهجرة التي عادت الى منازلها في المدة الماضية من ان التنظيمات المسلحة تحاول اعادة الاستهداف الطائفي وتهجير الاسر مما يعني مزيدا من اراقة دماء الابرياء وازدياد معاناتهم في خضم التراحل والتنقل من منطقة الى اخرى بحث عما وصفه الامن المفقود.

واضاف كاظم ان دوي انفجار العبوات الناسفة في منطقته ارتفع صداها اكثر من خمس مرات خلال شهر كانون الثاني وجميعها كانت تستهدف الاسر المهجرة العائدة مما يعني ان الاستهداف منظم ويجري ضمن سيناريو محدد يهدف الى زرع الرعب والخوف في نفوس الاسر المهجرة من اجل ارغامها على ترك منازلها ليتم استغلالها من مَن وصفهم بالارهابين بعدما يأمنوا ان جميع الافواه سوف تصمت حيال ما يجري داخل مناطقنا.

ودعا كاظم الاجهزة الامنية الى زيادة وجودها في الاحياء الغربية التي تعد ابرز مناطق التي توجد بها الخلايا النائمة المرتبطة بالقاعدة مؤكدا ان هناك نشاط ملحوظ لها وهي تمارس دورا مخلا بالامن والاستقرار انطلاقا من بعض الاحياء والمناطق السكنية داخل الاحياء.

فيما اكد هادي الباوي، رب اسرة مهجرة، عادت قبل نحو عام ونصف الى منزلها بعدما ارغمت على ترك منزلها عام 2007 بسبب سيطرة القاعدة على منطقة المفرق 5كم غرب بعقوبة احدى المناطق الرئيسة المؤلفة للاحياء الغربية لمدينة بعقوبة ان قريبه قتل قبل يومين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت عجلته مبينا انه من الاسر المهجرة العائدة وقد استهدف بناءا على ذلك مؤكدا ان مسلسل استهداف الاسر المهجرة اصبح واضحا للعيان لا يحتاج الى دلائل، حسب تعبيره.

واشار الباوي الى ان الاستهداف المتكرر للاسر المهجرة اصبح علامة واضحة ينبغي ان تعمل الاجهزة الامنية على ايجاد الحلول الملموسة لها لأن استمرارها سيؤدي الى عواقب وخيمة ربما تصبح بمثابة عدوى تنتقل الى مناطق اخرى ويصبح هناك رد فعل مما يزيد تعقيد الموقف، على حد قوله.

وطالب الباوي باجراء مؤتمر شعبي بدعم من الاجهزة الامنية من اجل خلق التكاتف الاجتماعي والامني الذي يمنع اشتعال فتيل ازمة لا تزال في مهداها لكنها ربما تشتعل وتتصاعد السنتها لتحرق الاخضر واليابس على حد قوله.

فيما اكدت السيدة زينب الشمري، عشرات الاسر المهجرة عادت الى منازلها داخل الاحياء الغربية لمدينة بعقوبة في العامين الماضيين بعد استقرار ملموس للاوضاع الامنية الا ان يد الارهاب لم تنقطع بصورة تامة ولا تزال تعبث بالأوضاع الامنية عبر زرع عبوات الموت او مهاجمة منازل الامنيين بين مدة واخرى.

واضافت السيدة زينب انها فقدت زوجها ودمر جزء من منزلها نتجية احداث العنف الماضية ان القاعدة بدأت تستهدف الاسر المهجرة بصورة متكررة في الاسابيع الماضية وكان آخر هجوم تعرض له رب اسرة مهجرة قبل يومين اسفر عن مقتله بعد انفجار عبوة ناسفة استهدفت عجلته وسط حي المفرق كبرى الاحياء الغربية لمدينة بعقوبة داعيا الاجهزة الامنية الى اخذ هواجس ومخاوف الاسر المهجرة على نطاق الاهمية من اجل دعم الملف الامني وعدم افساح المجال امام من تسميهم بالمتربصين ان يعاودوا استهداف الاسر الآمنة داخل منازلها من جديد.

فيما اكد الناطق الاعلامي باسم قيادة شرطة ديالى المقدم غالب الكرخي ان مستوى الخروقات الامنية داخل الاحياء الغربية لمدينة بعقوبة قليلا جدا وليس هناك ما يثير الرعب او الخوف فالاجهزة الامنية تبسط سيطرتها على عموم الاحياء السكنية وهناك انتشار للمراكز الامنية والمفارز في عموم تلك المناطق.

واضاف الكرخي ان الجماعات المسلحة تحاول ان تضرب هنا وهناك لكنها لن تنجح في اعادة هيمنتها على الواقع الامني من جديد مؤكدا ان الاجهزة الامنية تنجح يوميا في توجيه ضربات قاسية للقاعدة واعوانها في عموم مناطق المحافظة وهذا ما اسهم في انخفاض كبير في معدل الهجمات ليصبح بنسبه قليلة جدا لا يمكن مقارنته بالاعوام الماضية، حسب تعبيره.

ودعا الكرخي جميع المواطنيين وارباب الاسر المهجرة من التعاون مع الاجهز ة الامنية في حال الحاجة الى اي مساعدة مؤكدا ان هناك خطوط هاتفية ساخنة يمكن الاتصال بها للتواصل والابلاغ عن كل من شأنه تعكير صفو الامن والاستقرار، حسب تعبيره.

فيما اكد مصدر استخباري في مدينة بعقوبة ان المؤشرات الميدانية لاداء ونشاط الجماعات المسلحة في الاسابيع القليلة الماضية يؤكد انها بطور تصعيد اعمال العنف ضد الاسر المهجرة تحديدا بهدف اثارة الفوضى وهاجس الخوف مما يعاني اعادة التهجير مرة اخرى.

واضاف المصدر ان مستوى الهجمات لا يزال في نطاق ضيق لكن التكرار يؤكد على مسالة مهمة ان هناك بعد ستراتيجي تحاول القاعدة تنفيذه وهي الاستمرار في اتجاه استهداف الاسر المهجرة، نظرا لان الامر مبني على بعد طائفي يمكن ان يكون ذو تاثير سلبي على المشهد الامني بصورة عامة فيما لو انتقل الامر الى مناطق اوسع وحصل استهداف متبادل مؤكدا ان هناك اجراءات وقائية تعمل عليها الاجهزة الامنية بالوقت الحالي للتحقيق في جميع الهجمات المسلحة التي استهدفت الاسر المهجرة مؤخرا وملاحقة الجماعات التي تقف ورائها من اجل بسط الامن والاستقرار ومنع حصول اي خرق امني يكون تاثيره عام بالمحافظة.

فيما اكد مصدر في شرطة بعقوبة ان شهر كانون الثاني من العام الحالي شهد انفجار خمسة عبوات ناسفة داخل الاحياء الغربية لمدينة بعقوبة جميعها استهدفت منازل الاسر المهجرة تسبب بعضها في وقوع خسائر بشرية ناهيك عن اضرار مادية بجزء كبير منها.

واضاف المصدر ان الاجهزة الامنية نجحت في اعتقال خلية مسلحة مرتبطة بالقاعدة كانت مسوؤلة عن نصب وتفجير الجزء الاكبر من تلك العبوات ويجري بالوقت الحالي عمليات التحقيق معها في احدى مراكز الاحتجاز الامني وسط بعقوبة.

فيما اكد جهاد البكري خبير في الشؤون الامنية المحلية في بعقوبة ان معادوة القاعدة استهداف الاسر المهجرة على بعد طائفي امر مقلق لابد من تدراكه وايجاد الحلول الناجعة لمنع اتساعه نظرا لتداعياته الخطرة فيما لو استمر دون اي اجراء وقائي ضده.

واضاف البكري ان القاعدة بقية التنظيمات المسلحة نجحت في بسط همينتها بين عامي 2000ـ 2007 اعتمادا على استراتجية الاستهداف الطائفي وتهجير الاسر من منازلها مبينا ان معادوة التنظيمات المسلحة نفس استراتجية العمل امر خطير يدلل ان القاعدة لديها مخططات واجندة بهذا الاتجاه ينبغي منعه حصوله والتحقيق في اي استهداف يحصل بالوقت الحالي مهمها كان بسيطا الا انه قد يظهر مؤشرات ودلالات كثيرة تهم الواقع الامني العام.

وكانت الاحياء الغربية لمدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى من ابرز معاقل القاعدة وبقية التنظيمات المتحالفة معها بين عامي 2006 ـ 2007 وهي لا تزال تشكل خطرا على الوضع الامني بشكل عام نتجية وجود الكثير من الخلايا النائمة المرتبطة بالقاعدة تنشط بها بحسب اغلب تصريحات القيادات الامنية والحكومية بالمحافظة.