هل يريد فعلا الأمير هشام الإطاحة بملك المغرب؟

هل يريد فعلا الأمير هشام الاطاحة بملك المغرب؟

كثرت الأقاويل بخصوص خرجات الأميرمولاي هشام ، وبشكل خاص التي تلت ثورتي تونس ومصر ، لدرجة أن سأله الصحافي "إيف كَالفي" ، مقدم برنامج " كلمات متقاطعة " ، إن كان فعلا يريد الإطاحة بابن عمه الملك محمد السادس ، فكان جوابه مراوغة ذكرتنا بحوارات عمه الراحل الحسن الثاني ، الذي كان يحير صحافيي العالم وماكيديو منو لا حق لا باطل.حيث كان جواب الأمير الأحمر : "أظنّ أنّ عنوان البرنامج هو كلمات متقاطعة لا الرُّولِيتْ الروسية".
والروليت الروسية أو لعبة الموت بتعبير أصح لمن لا يعرفها هي : هي لعبة حظ مميتة نشأت في روسيا. حيث يقوم الشخص الذي يود القيام بها بوضع رصاصة واحدة في المسدس، ثم يقوم بتدوير الإسطوانة التي يمكن أن تحمل ست رصاصات عدة مرات بحيث لا يعرف ما إذا كانت الرصاصة ستطلق أم لا، ومن ثم يوجه المسدس نحو رأسه ويسحب الزند. فإذا وضع رصاصة واحدة فإن احتمال موته هو 1 من 6، أي 16.667 %. تستخدم اللعبة لعدة أسباب، منها الانتحار أو إثبات الشجاعة. نشأت اللعبة في روسيا عندما لعبها الجنود الروس لإثارة بعضهم البعض.
جواب الأمير جعل المحللين في حيرة من أمرهم ،هل يبرؤونه أم يدينونه ؟ خاصة وأنه في خرجاته الأخيرة أيد الثورة ، وأضاف أن المغرب ليس بعيدا عن نيرانها ، وهذا ما أكد شكوك جل إن لم نقل كل المتتبعين ، فكان أول المنددين بتصريحاته المخابرات المغربية ، ممثلة بالمنبر المقرب إليها ، يومية النهار المغربية ، والتي اتهمته بالاعداد لقلب نظام الحكم ، على أساس أن يكون الملك القادم للمغرب ، وأنه يخطط ليجعل من الصحافي بوبكر الجامعي وزيره الأول ...
أظن أن هذه القراءة غير صائبة بالمرة ، لكون الأمير مولاي هشام خير العارفين بشؤون المغرب ، فالملك محمد السادس مسنود من شعبه ، وهذا الشعب هو أول من سيتصدى لمن سولت له إيذاء ملكه ، ويبدو هذا جليا من خلال الكثير من الخرجات الملكية التي يحاول فيها التخلص من البروتوكول ، فغالبا ما يتحرر من قيود حراسه الخاصين. لأنه يعلم أنه محبوب من شعبه.
فهل يستطيع حاكم عربي التجول بسيارته دونما أية حراسة ، بل و مشيا على الأقدام كما يفعل وريث الحسن الثاني ، ومن بين الأمثلة على ذلك خروجه على البرنامج المسطر خلال زيارته للمدينة القديمة بالبيضاء ، وهو من أخطر أحياء المغرب ، حيث تجول في هذا الحي بقدميه ، ولم يأبه لنصائح حراسه ، بل وزار عائلة فقيرة في بيتها .
لا يمكن لمثقف من العيار الثقيل كمولاي هشام أن يكون سادجا لهذه الدرجة ، ويخطط للاطاحة بملكية عمرها قرون ، يمكن أن يحلم على غرار باقي الشعب بمغرب أفضل ، مغرب أكثر تطورا كما صرح لذات البرنامج "كلمات متقاطعة" .
الملك محمد السادس حتى إن كان له أعداء فهم على رؤوس الأصابع عكس والده الراحل الحسن الثاني الذي كان له أعداء كثر ، ورغم ذلك فقد كان الفشل حليف كل المحاولات الانقلابية التي قادها أعداؤه ضده ، ، لم تزعزع عرشه قط ، لأنه كان داهية . وحير العالم ، فهل يزعزعه انقلابي ولو كان بحجم أوفقير.
إن خرجات الأمير دشنها على عهد عمه ، وهو أدرى الناس باستحالة الانقلاب على رجل زادته المحاولات الانقلابة قوة و صلابة فالضربة التي لا تقتل تقوي كما يقول المثل الدارج ، وفي عهد الحسن الثاني ، كان الأمير لازال يبحث له عن موطئ قدم في الساحة السياسية .
لو كانت له نوايا من هذا القبيل فعلا ، ما كان ليغامر بالخروج في عهد أقوى ملك كان يقام له ويقعد في كل المحافل الدولية ، فالملك الراحل نفسه ما كان ليغفل مسألة خطيرة مثل هذه تمر مرور الكرام ،لو أن كانت لديه ذرة شك ، فقد مهد لانتقال الحكم بسلاسة ، وخصص لذلك ما يقارب العقد من الزمان ، عبر حكومة التناوب ، وخير شاهد على ذلك ، العهد الذي أخذه من الوزير الأول السابق عبد الرحمان اليوسفي عبر القسم على القرآن الذي يشترط عدم خيانته الملكية ، وأن يعمل على المساعدة من أجل الانتقال السلس للملكية من الحسن الثاني إلى محمد السادس، أو المساعدة على إخراج البلاد من السكتة القلبية التي اصبحت تهددها.


حسن الخباز