الكتب الممنوعة تطرح بأسعار رمزية تضامنا مع المطالبين بإسقاط مبارك
القاهرة - في اليوم السادس عشر للاحتجاجات المطالبة بإسقاط حكم الرئيس المصري حسني مبارك طرحت على جانب من ميدان التحرير بوسط القاهرة مجموعة من الكتب التي تمثل نبوءة بما حدث.
وحملت أرفف الكتب مؤلفات منها (الأيام الأخيرة) و(الرئيس البديل) (كارت أحمر للرئيس) وهي لعبد الحليم قنديل و(جمهوركية آل مبارك) لمحمد طعيمة.
وتباع النسخة الواحدة بعشرة جنيهات مصرية (1.7 دولار) بدلا من 25 جنيها "تضامنا مع شباب 25 يناير" الذي انطلقت فيه الاحتجاجات في القاهرة ومعظم المحافظات المصرية.
وشغل قنديل منصب المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) التي تأسست نهاية عام 2004 وأصبح لها في الشارع تأثير يفوق احزاب المعارضة المعترف بها وظلت ملتقى مقبولا لألوان الطيف السياسي والفكري والثقافي والنقابي. وأعلنت الحركة منذ البداية شعار "لا للتجديد (لمبارك) لا للتوريث (لابنه جمال)."
وكان قنديل في مقدمة الكتاب الذين حذروا من سيناريو التوريث في كتب ظلت توزع توزيعا محدودا عن طريق دور نشر صغيرة.
أما كتاب (جمهوركية آل مبارك) لطعيمة فصدرت طبعاته الأولى على نفقة مؤلفه الذي كان يوزعه بنفسه. وعنوان الكتاب نحت لغوي مبتكر يجمع الجمهورية والملكية معا في إشارة إلى اختلاط الأمور وتحول الجمهورية إلى حكم ملكي يتوارثه الأبناء.
ولكن الطبعة الخامسة التي صدرت قبل تفجر الاحتجاجات المطروحة حاليا في ميدان التحرير أصدرتها (دار الثقافة الجديدة) بالقاهرة وتقع في 200 صفحة متوسطة القطع وحذف منها المؤلف العنوان الفرعي للطبعات السابقة وهو (صعود سيناريو التوريث).
ويقول المؤلف إنه "في ظل حكم الأب ثم بالشراكة مع الابن تآكل الرصيد الاقتصادي والسياسي والإقليمي والاجتماعي والثقافي والانتمائي للبلد. فإذا كان الأب لم يع معنى.. رجل دولة.. فالابن وفريقه يتصرفون وكأنها مخطوفة" ولكنه يرجح أن قوى في النظام أوقفت سيناريو التوريث.
وقال الروائي المصري صنع الله إبراهيم المعروف بانتقاده الحاد للنظام الحاكم في مقدمة الكتاب "فيما بعد. عندما ينجلي غبار المعركة ويفوز الشعب المصري بحقه في اختيار حكامه" سيكون القارئ بحاجة إلى سجل بأعمال أعاقت "فضيحة التوريث" منها هذا كتاب (جمهوركية آل مبارك) وكتابات آخرين منهم محمد حسنين هيكل ودور الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) التي "نقلت المعركة من الغرف المغلقة إلى الشارع رغم أنف الطغيان.