مصراتة: صحافة واعدة تعد بمستقبل حر

أغسطس 15 2011 | مصنّف في ملفات و تقارير


مما لاشك فيه أن للإعلام دورا كبيرا في دعم وتعزيز ثورات التغيير التي تشهدها الدول العربية وهو أحد الأسلحة التي يعول عليها بشكل كبير في نقل حقيقة ما يجري.
وفي ليبيا حيث ثورة السابع عشر من فبراير أصبح للإعلام دور كبير في نقل مجريات الأحداث وكشف أكاذيب وزيف الإعلام المضاد لحكومة العقيد.
ومن هذا المنطلق بادر الكثير من المختصين وغير المختصين على حد السواء إلى العمل وبجد – رغم قلة الإمكانيات- لبناء إعلام مؤسساتي مستقل عن سلطة الحكومة.
وكغيرهم من شباب ليبيا تنادى عدد من أبناء مصراتة المدينة المحررة إلى إصدار عدد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية وإصدار صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تعنى بنشر مجريات الأحداث داخل المدينة وعلى جبهات القتال بالكلمة والصورة الفوتوغرافية والمرئية..ناهيك عن أنهم يعملون وبخطى ثابتة إلى تأسيس قناة فضائية لنقل الملاحم البطولية للمدينة التي هزمت الكتائب شر هزيمة.
يقول رئيس تحرير موقع “مصراتة الحرة” الكاتب والصحفي الشاب، رضا علي عيسى: “مطلع شهر إبريل الماضي ومع بداية الهجوم الشرس للقذافي تنادى الشباب لإطلاق موقع “مصراتة الحرة” الموجه للخارج أكثر منه للداخل بحكم عدم وجود الإنترنت بالداخل”.
وأضاف، عيسى، في حديث خاص مع صحيفة قورينا الجديدة:”أن الموقع أطلق ليكون سنداً للمقاتلين.. ومنذ بداية الانطلاق أصبح لدينا 250 ألف متصفح منذ إطلاق الموقع بمعدل 4آلاف متصفح يومياً”.
وتابع قائلاً:”تركيزنا أكبر على الحراك الاجتماعي القصصي الإنساني، وتغطية المؤتمرات الصحفية”..”لا يوجد لدينا مراسلين وإمكانياتنا لا تتجاوز الحجرة الموجودين فيها وأغلب الشباب العاملين في الموقع هم من الهواة”.
وقال رئيس تحرير الموقع: “اعتمادنا على صحيفة قورينا الجديدة، وعلى الوكالات العالمية في نقل الأخبار المحلية والعالمية”.
واسترسل عيسى، بقوله: “ليست لدينا سياسة عامة كخطاب إعلامي.. ولكننا متفقون على كل ما يحدث في مدينة مصراتة.. التمويل مساهمة من إذاعة مصراتة الحرة واللجنة الإعلامية وما يتعلق بخدمات الإنترنت فهو ذاتي من خلال الخيرين”.
وأردف، قائلاً:”الشباب لا يتلقون أية مرتبات أو منح.. الحماس والقضية هما من يدفعهم للعمل”.
صحف ورقية
وتشهد مصراتة كذلك صدور عديد الصحف الأسبوعية ونصف الشهرية.. يقول مخرج صحيفة “ليبيا الحرية” عبدالعظيم محمد الشقماني: إن الصحيفة من أوائل الصحف التي صدرت عند انطلاق الثورة حيث كان أول صدور لها في السابع والعشرين من شهر فبراير الماضي.
وأضاف أن الصحيفة تصدر عن اللجنة الإعلامية بمصراتة وهي نصف شهرية بدأت من 8 صفحات ومن ثم أصبحت12 وهي تعنى بنشر التحقيقات والحوارات والتقارير، حيث أجرت حوارات مهمة مع عدد من الشخصيات كان أبرزها حوار مع المحلل العسكري العميد “صفوت الزيات”.
ومضى الشقماني، يقول: لدينا متعاونون من خارج ليبيا، لكننا نعاني من تعطل طباعة الصحيفة التي تمول ذاتياً، وتباع بنصف دينار، مشيراً إلى أن الأعداد الأربعة الأولى وزعت مجاناً.
هذا والتقت قورينا برئيس تحرير صحيفة “وفاق ليبيا” عبدالعزيز علي عيسى، وهو شاب في العشرينيات من عمره، حيث يقول عن الصحيفة: كان أول صدور للصحيفة في الأول من شهر يونيو الماضي، وهي تحتوي على 12 صفحة تصدر مرة كل نصف شهر.
وأضاف عيسى، الصحيفة تمول تمويلا ذاتياً وتوزع مجاناً..اهتمامنا الأول بالثوار.. نقوم باستطلاعات ميدانية حول الثوار رسائل الثوار.. إضافة لأن الصحيفة تعنى بأخبار مصراتة والثوار بالدرجة الأولى.. العاملون بالصحيفة حوالي 12 شخصا جميعهم من الشباب.
قناة فضائية
ولم يقتصر العمل في مصراتة على إصدار الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية إنما العمل بدأ لإطلاق قناة فضائية اختير لها اسم “توباكتس” وهو الاسم القديم للمدينة الساحلية.. يقول مدير القناة: إن السبب المباشر للتفكير في إنشاء هذه القناة، هو الحدث القائم الآن.. هذه الحرب الدائرة بين أعوان القذافي وثوار ليبيا.. كذلك لعدم قدرة قنوات ثورة السابع عشر من فبراير – ومن بينها ليبيا الأحرار- على نقل صوتنا للعالم اضطررنا للتفكير في إطلاق قناة خاصة بمصراتة.
وأضاف، المدير الذي فضل عدم ذكر اسمه: “نعمل على تجهيز القناة وفق الإمكانيات المتاحة التي تم تطويرها.. وذلك بعد مخاطبتنا لأهل مصراتة بدعم هذه القناة التي لبى بعض أبنائها النداء بدفعه مبالغ كبيرة”.
وأردف مدير القناة: “الآن نواجه مشكلة تحويل الأموال التي من خلالها يتم تسيير القناة.. إنها جاهزة من حيث الكوادر الفنية والإعلامية، وقد تم تجهيز مجموعة من البرامج”. وتابع قائلاً: “نسعى لأن تكون القناة إخبارية.. شغلنا الشاغل الآن هو دعم الثوار وقضية الثورة.. نحن واثقين من أننا سننجح”.
وحول توقيت إطلاق القناة، قال: “ليس لدينا توقيت محدد لإطلاق القناة.. وذلك راجع لعدم القدرة على تحويل الأموال الخاصة بالأجهزة واستيرادها”..”قام بزيارتنا نائب رئيس المجلس الانتقالي الوطني، عبدالحفيظ غوقة، وأخذ فكرة عن مدى الصعوبات التي تواجهنا.. فنحن لدينا مبالغ مالية وناشدناه بسرعة العمل إلى تحويلها إلى عملة صعبة”.
قورينا الجديدة-خاص/ تصوير- محمد الشيخي