الفرح يغمر العرب المقيمين بإنتصار الثورة
الإمارات تصدر بيان مقتضباً.. ومصريون يطالبون بمحاكمة "فرعون"
مروة كريدية من دبي
عبّر المصريون المقيمون في الامارات عن فرحتهم الغامرة بتنحي حسني مبارك عن السلطة بينما تمنى الشباب منهم لو انهم شاركوا شباب الثورة فرحتهم في ميدان التحرير معتبرين ان عصر "الديكتاتور المُحنط " قد ولى الى غير رجعة وان انهيار "الفرعون " اعادهم الى الحياة مجددا وطالبوا بضرورة محاكمة "الطغاة" ومحاسبة الفاسدين واعادة الثروات المنهوبة الى الشعب مرحبين بقرار سويسرا تجميد حسابات مبارك وعائلته "البنكية". في وقت اعربت فيه الامارات عن ثقتها بقدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر على إدارة شؤون البلاد في هذه الظروف الدقيقة.
دبي: اجتاحت مشاعر الفرح المقيمين العرب والمصريين في الإمارات فور إعلان نائب الرئيس المصري عمر سليمان خبر تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم الذي أمضى فيه 30 عاما في ظل الأحكام العرفية وقانون الطوارئ.
وبعد ان أمضى المصريون المقيمون في الإمارات يوم الجمعة أمام الشاشات يتابعون تفاصيل أحداث الثورة لحظة بلحظة، ويترقبون بيانات القوات المسلحة وما سيؤول إليه مخاض ولادة ثورة طالما حلموا بها، إنهالت إتصالات التهنئة وتبادل الرسائل وغصت محلات الحلويات بالزبائن بهدف توزيعها فرحاً بإنتهاء ما أسموه "عصر الديكتاتور المحنط".
هذا الخبر حوّل بيوت المصريين الى خلية نحلٍ لإستقبال المهنئين وعلت الزغاريد والهتافات وذرفت دموع الفرح، بينما أعرب البعض عن حسرته لعدم تمكنه من مشاركة أبناء مصر في ميدان التحرير هذه الفرحة، كما تمنى بعضهم الخروج بمظاهرة تضامنية إحتفالية امام القنصلية المصرية في دبي، معربين في الوقت نفسه عن عدم رغبتهم خرق القوانين الإماراتية التي تحظر التظاهرات غير المرخص لها.
"إيلاف" واكبت الأجواء الاحتفالية واستطلعت إنعكاساتها على المصريين ورؤاهم المستقبلية لبلدٍ طالما تمنوا ان يروه مزدهراً، وهذا ما يتمناه مجدي عبد العظيم لوطنه مصر حيث قال "لقد انتهى عصر الديكتاتوريات وعادت مصر أم الدنيا إلى دورها الإقليمي من جديد" مضيفا "لقد خرجنا من ثلاجة التاريخ إلى النور مجدداً". وتمنى مجدي على شباب الثورة الإستمرار في ثورتهم حتى تحقيق "دولة مدنية علمانية ديموقراطية" مطالباً بمحاكمة "الفرعون" محاكمة عادلة واصفاً إياه بـ"السفاح" الذي ملأ السجون بالأبرياء الذين ماتوا تحت التعذيب". كما رحب مجدي بقرار سويسرا تجميد أرصدة مبارك وعائلته معتبراً ان تلك خطوة جديرة بالإحترام متمنياً على الدول العربية أن لا تتغاضى عن "أملاك مبارك واستثماراته على أرضها" وأنه ينبغي أن تعود الأموال المنهوبة المقدرة بـ70 مليار دولار إلى الشعب وإلى خزينة الدولة المصرية.
من جهتها بدت نورهان لوقا سيدهم في غاية السعادة مشيرة الى انها انفقت 1000 درهم فور سماعها الخبر إحتفالا بالمناسبة وقالت: "لم نكن نحلم ان مبارك سيتنحى فالحكام العرب كلهم لا يتركون مناصبهم أبداً مهما حصل، وإعتادوا أن يورثوها لأبنائهم وأحفادهم، وهم يتصرفون وكأن الشعب والأرض ملك لهم"، وتضيف "هذه المسرحية سقطت في هذه الثورة كما في تونس، وعلى الشعوب أن تتعلم الدرس وتحرر نفسها من فساد الحكام وإنهاء سيناريوهات التوريث كلّها ملكية كانت أو جمهورية لأنه من غير العادل أن يبقى الرجل مهما كان صالحاً في منصبه عشرات السنين".
وأشارت نورهان خريجة العلوم السياسية من بريطانيا إلى أن: "ما يميز الثورة انها ثورة شعبية حقيقية وليست إنقلاباً عسكرياً كحال ثورة يوليو 1952"، مؤكدة ان "مشوار المصريين مع الحرية والديموقراطية إنطلق الآن وآن أوان العمل"، وطالبت بضرورة محاكمة "الديكتاتور اللص وأبنائه ونظامه برمته لأنه سلب البسطاء لقمة عيشهم"، متسائلة من أين جاءت "ثروة مبارك وملياراته السبعين بينما يعيش ملايين بأقل من دولار يومياً؟". نورهان تمنت لو شاركت الثوار نضالهم وفرحتهم مؤكدة ان "الإنسان لا يضطر الى ترك بلده والانتقال للعمل في مكان آخر لولا الحاجة الملحة التي وضعنا بها نظام الحكم في ظل الفقر المدقع".
أما محمد حسن دمرداش فأشار الى دور مصر الاستراتيجي قائلا: "لقد عادت مصر الى مكانها المعهود كرأس حربة في مواجهة الاستبداد في الشرق الاوسط"، مؤكداً على عروبة مصر ودورها المحوري في الصراع العربي الاسرائيلي "لقد حول مبارك المصريين من منضالين الى أجراء للدولة العبرية يراقبون حدود رفح"، متسائلاً: "هل يُعقل ان يتفنن مبارك في بناء الجدار الفولاذي ليحكم الحصار على غزة ومن هم جزء من لحمنا ودمنا؟"، واصفاً إياه بـ"الدمية الكرتونية بيد اسرائيل". وبدا دمرداش متأثراً وقال دامعاً: "لقد ذقت سجون مبارك وتعذيب رجال الأمن وإني أحمد الله اني رأيت نهاية الإستبداد، فلقد تجاوزت الخمسين وأحلم ببلد مزدهر ديموقراطي لأبنائي".
بيان رسمي مقتضب
من جهة أخرى، كان الموقف الإماراتي الذي التزم الدعم للمؤسسة الرسمية المصرية بداية الثورة، متمثلاً ببيان رسمي مقتضب مساء امس عقب إعلان تنحي مبارك يؤكد على ثقة الإمارات بقدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر على إدارة شؤون البلاد كما حرص البيان "على تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين".