الرئيس السوري يشيد بالموقف الروسي ويصفه بـ «المتوازن»
معارضون في الداخل يطالبون باسقاط النظام ويتمسكون بسلمية الثورة
أ. ف. ب.
معارضون سوريون يتظاهرون ضد النظام في حمص
دعا معارضون سوريون في الداخل في ختام أعمال مؤتمرهم إلى إسقاط النظام "الاستبدادي". وشدد المؤتمر على سلمية الثورة فيما أشاد الرئيس بشار الأسد الاحد بالموقف الروسي الذي وصفه بـ "المتوازن" حيال التطورات في البلاد.
دمشق: انهى معارضون سوريون الاحد اعمال مؤتمر عقد في بلدة في ريف دمشق بالدعوة الى "اسقاط النظام الاستبدادي الامني" مع التمسك بـ "سلمية الثورة".
وشارك نحو 300 شخص في هذا المؤتمر الذي انعقد السبت في بلدة حلبون في ريف دمشق بدعوة من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطية، التي تضم احزابا "قومية عربية" واخرى اشتراكية وماركسية، اضافة الى احزاب كردية وشخصيات مستقلة مثل الكاتب ميشال كيلو والاقتصادي عارف دليلة.
وقال حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية في مؤتمر صحافي عقده الاحد في دمشق لاعلان نتائج الاجتماع ان "النظام الاستبدادي الامني لا بد ان ينتهي. لا يعني ذلك اجتثاث احزاب البعث والجبهة، لا بد من اسقاط الاستبداد والامن وكل من لم تتلوث ايديه بالقتل نرحب به من اجل بناء الوطن".
من جهته قال سمير العيطة وهو مدير تحرير لوموند ديبلوماتيك بالعربية "هناك ضرورة لتوحيد الجهود حتى تحصل لحظة التغيير" داعيا المعارضة بمختلف اطيافها الى "ان تتوحد على اهداف مشتركة".
وشدد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الذي تلاه عبد العزيز خير على ضرورة "انخراط جميع القوى في الثورة" مع التمسك بابقاء طابعها السلمي. وجاء في البيان ان "العامل الحاسم في حصول التغيير الوطني الديموقراطي بما يعنيه من اسقاط النظام الاستبدادي الامني الفاسد هو استمرار الثورة السلمية للشعب السوري".
وتابع البيان "لذلك يدعو المؤتمر جميع القوى والفعاليات المشاركة واصدقاءهم ومناصريهم الى الاستمرار في الانخراط فيها وتقديم كل اشكال الدعم لها بما يساعد على استمرارها حتى تحقيق اهداف الشعب السوري في الحرية والكرامة والديموقراطية".
واعتبر البيان ان القمع المتواصل للمتظاهرين السلميين هو الذي ادى الى "افعال انتقامية مسلحة". واضاف "ان استمرار الخيار العسكري الامني للسلطة الحاكمة وتغول القوى الامنية والجيش وعناصر الشبيحة في قمع المتظاهرين السلميين هو المسؤول الرئيسي عن بروز ردود فعل انتقامية مسلحة"
وتابع البيان "لذلك فان المؤتمر في الوقت الذي يدعو فيه الى الوقف الفوري لقمع المتظاهرين فانه يشدد على ضرورة الحفاظ على سلمية الحراك الشعبي وعدم الانجراء وراء دعوة التسلح من اي جهة جاءت".
ولم يستبعد البيان الحل السياسي الا انه ربطه بضرورة "توقف الحل الامني العسكري".
وجاء في البيان بهذا الصدد "يؤكد المؤتمر انه حتى تحقيق لحظة التغيير لا يمكن تجاهل العمل السياسي من حيث المبدأ الا ان الحل السياسي لا يمكن ان يتحقق ما لم يتوقف الحل الامني العسكري ليفتح الطريق الى مرحلة انتقالية تجري مصالحة تاريخية وتوفر الظروف لبناء الدولة المدنية الديموقراطية البرلمانية التعددية".
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في سوريا بعد مؤتمرات عدة ضمت معارضين عقدت في انطاليا وانقرة واسطنبول والدوحة وبروكسل من دون التوصل بعد الى هيئة موحدة تمثل الثورة السورية.
إلى ذلك، اشاد الرئيس السوري بشار الاسد الاحد بالموقف الروسي "المتوازن" حيال التطورات في سوريا، وذلك خلال استقباله وفدا من المجلس الاتحادي الروسي (البرلمان). وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاسد اشاد ب"الموقف الروسي المتوازن والبناء من تطورات الاحداث في سوريا وحرصها على الامن والاستقرار فيها".
وحذر الاسد امام الوفد الروسي من "محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا ومحاولات زعزعة الاستقرار فيها" عبر "عمليات ارهابية مسلحة استهدفت المدنيين والجيش ورجال الامن والشرطة". كما حذر من ان "التدخل الخارجي يهدد بتقسيم وتفتيت دول المنطقة ويزيد من خطر التطرف فيها".
من جانبه، وصف نائب رئيس المجلس الاتحادي الروسي ايلياس اوماخانوف الذي يتراس الوفد، المحادثات مع الاسد بانها "منفتحة واستندت الى الثقة". واضاف اوماخانوف كما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية للانباء ان "هذا الامر يؤكد ان القادة (السوريين) ادركوا انه ينبغي توحيد كل القوى السياسية من اجل التوصل الى مخرج للازمة السياسية".
وتابع "نعتقد ايضا ان القادة السوريين ينوون المضي قدما في الاصلاحات السياسية وتوفير كل الظروف الضرورية لتصليب المجتمع والقوى الوطنية في البلاد".
ونقلت الوكالة السورية عن اعضاء الوفد تاكيدهم "دعم روسيا للاصلاحات الجارية في سورية ورفضها للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للشعب السوري وحرصهم على نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض إلى الشعب والبرلمان الروسي وجميع البرلمانات الأوروبية والصديقة".
والوفد الروسي الذي وصل السبت الى دمشق لمحاولة البدء بعملية تفاوض بين النظام السوري والمعارضة، سيزور ايضا مدينة درعا في جنوب البلاد التي تعتبر مهد الحركة الاحتجاجية اضافة الى مدينتي حمص (وسط) وحماة (شمال)، وفق انترفاكس.
ولا تزال روسيا تعارض صدور اي قرار عن مجلس الامن يدين نظام بشار الاسد على قمعه العنيف للانتفاضة وتكتفي بدعوة النظام والمعارضة الى ضبط النفس. لا بل اشارت روسيا الى وجود "ارهابيين" ناشطين داخل المعارضة السورية ولا تجد ضرورة لممارسة "اي ضغط اضافي" على دمشق، وتطالب النظام في المقابل ببدء تطبيق اصلاحات.
وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس انتفاضة شعبية غير مسبوقة مناهضة لنظام الاسد واسفرت في اخر حصيلة اوردتها الامم المتحدة عن مقتل 2600 شخص.