عبد المهدي بحث مع موسى أهمية إنعقاد قمة بغداد العربيّة
النجيفي: مصر عادت للعرب.. ونواب يحذرون من سرقة الثورة
أسامة مهدي من لندن
حذر نواب عراقيون من الالتفاف على الثورة المصرية وسرقتها فيما اعتبر رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي تنحي الرئيس مبارك عودة لمصر إلى حاضنتها العربية بينما قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إن الشعب المصري سجل أروع صفحات التاريخ المشرقة في وقت بحث نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي مع ألأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أهمية انعقاد القمة العربية في بغداد بموعدها المقرر في 29 من الشهر المقبل للخروج بقرارات وتوصيات تاريخية لصالح العرب.
قال رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي في جلسة لمجلس النواب العراقي اليوم ناقش خلالها التطورات السياسية على الساحة المصرية أن ثورة شباب مصر توقف الامة عند مفترق طرق مصيري مشيرا الى ان مصر التي تخلت في العقود الأخيرة عن دورها الفاعل في المنطقة لابد أن تعود من جديد لتتكامل مع أخواتها العربية ما يعيد الثقة إلى مواطننا الذي علاه اليأس من إصلاح بلاده وبات الأمل في التغرب والرحيل ديدن حياته.
ودعا الحكام العرب الى الانحياز إلى الشعوب وتعزيز الثقة المتبادلة. وقال ان الانتفاضة الشعبية التي غيرت نظام أكبر بلد بالمنطقة دون أن يريق الثائرون فيها قطرة دم واحدة أو يحدثوا خرابا على أرضهم وفي مؤسساتهم جديرة بالتقدير والاحترام. وأضاف أن "ما يزيدنا فخرا أن نرى القائمون عليها شباب هذه الأمة وجيلها الواعد ما ينبئنا بمستقبل زاهر لابد أن يعم أرجاء المنطقة ويطرق أبواب الحكام المتسلطين بأيد ستقلق مضاجعهم وتجبرهم على تغيير نهجهم والاستماع إلى شعوبهم".
وحذر من انه بعد مصر لن تجد اليوم شعوبا تستجدي حقوقها من حكامها ولا تنتظر منة الحياة والحرية إلا من بارئها مؤكدا أن تونس ومصر علمت الشعوب إنها أقوى من كل المتجبرين الذين يظنون أن أجهزتهم الأمنية تستطيع قهر إرادة الشعوب. وأشار الى ان الفراغ السياسي الذي شهدته البلاد العربية نتيجة لأوضاع العراق وغياب مصر لابد أن يتغير.. وقال أن "واديي الرافدين والنيل هما قطبي حضارة المنطقة ومدار انطلاقها".
وقال ان الشعب العراقي الذي نظر إلى ثورة 25 من كانون الثاني (يناير) بعين الإكبار والإجلال "ينتظر اليوم مواقف على قدر الأحداث نعيد من خلالها ألق العراق وموقعه الحضاري والعربي والإقليمي الغائب ونستعين بخبرة الشباب المثقف من أبنائنا". ودعا الى الانحياز الى الشعوب موضحا أنها "هي التي تحمي الأنظمة متى شاءت وتسقطها متى أرادت".
وأضاف رئيس البرلمان العراقي أن "أملنا كبير بمصر وشبابنا المثقف الثائر وبحكمة رجالاتها ووعيهم وقدرتهم على استكمال مسيرتها في انتقال آمن للسلطة نحو جو الحرية والديمقراطية البناءة ما يدعم استقرار المنطقة".
ومن جهته أكد النائب ابراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني ان التيارات الشعبية لاتستهدف تغيير الحكومات فحسب وانما تسهدف تغيير كل الظواهر الفاسدة والممارسات القمعية داعيا الى تاليف جمهورية مصر الثانية وان لايكتفي الثوار بتغيير راس النظام مبينا ان نواة هذه الثورات كانت في العراق. وحذر من سرقة ثورة الشعب المصري ودعا الاعلام العربي الى الاهتمام بجرائم النظام العراقي السابق مثل اهتمامه بما جرى في مصر مؤخرا.
من ناحيته اعتبر النائب سلمان الجميلي عن ائتلاف العراقية ان ثورة مصر جاءت نتيجة للظلم والاقصاء والاستئثار بالمناصب مؤكدا مساندة العراق للتغيير الهادف الى تحقيق الديمقراطية في مصر.
واشاد النائب فؤاد معصوم عن التحالف الكردستاني بالانتفاضة في مصر "التي اثبت الشعب من خلالها موقفا حضاريا دون اراقة الدماء".اما النائب شورش حاجي عن كتلة التغيير الكردية فقد ناشد الشعب المصري بتاسيس نظام ديمقراطي تعددي يحتذى فيه بالمنطقة.. فيما لفت النائب سليم الجبوري عن كتلة الوسط الى ان اصوات المتشددين ممن يرومون تغيير النظام عن طريق العنف قد اخرست في مصر مثنيا على دور الاعلام الهادف الذي واكب ثورة مصر بكل مهنية وموضوعية. من جهته رأى النائب نجيب عبد الله عن كتلة الاتحاد الاسلامي الكردستاني ان الثورة المصرية احدثت انعطافة كبيرة في وضع المنطقة برمتها امام مرحلة جديدة سادت فيها ثقافة المواطن التي تلغي الحزبية والطائفية.
عبد المهدي بحث مع موسى ضرورة انعقاد قمة بغداد العربية
ومن جانبه بحث نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي هاتفيا مع ألأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى التطورات الايجابية الحاصلة في مصر وموضوع القمة العربية المقبلة المقرر انعقادها في بغداد الشهر المقبل.
وأعرب الجانبان "عن الأمل في ان تؤدي التطورات التي حصلت في مصر العربية الى استقرار الاوضاع في هذا البلد العربي الهام وان يتمكن الشعب المصري من تحقيق طموحاته في بناء نظام ديمقراطي حر وازدهار اقتصادي".
وأكدا ان القمة العربية القادمة في بغداد في 29 من الشهر المقبل اصبح انعقادها امرا ضروريا وهاما لبحث وتقييم الاوضاع والتطورات الجارية في العالم العربي للخروج بقرارات وتوصيات تاريخية لصالح البلدان والشعوب العربية.
وفي رسالة الى الشعب المصري قال عبد المهدي ان الثورة المصرية هي واحدة من اروع الثورات واكثرها اثراً في تحويل مسارات منطقتنا العربية والاسلامية حيث تميزت باسلوبها الحضاري والسلمي ووسائلها الابداعية وحيويتها الشبابية وصبرها وصمودها لحين تحقيق اهدافها.
وأضاف ان الثورة ستحدث تغييرات لا مستقبل للمنطقة بدونها.. وان الامم والشعوب لن تقبل بغير الحرية والديمقراطية والنظم المؤسساتية العادلة التي لا شرعية لها الا مما يمنحها الشعب من شرعية وقبول.. ان الثورة المصرية قد خطت الخطوة الاولى وامامها خطوات وعقبات وصعوبات كثيرة.. واننا نتمنى من القلب ان يوفق الشعب المصري لمواجهة هذه التحديات للوصول الى كافة مطامحه ومطامحنا جميعاً ليرتقي العالمين العربي والاسلامي الى مصاف الامم المتقدمة بعد تأخر واستعمار واستبداد وحرمان طال امده.
الصدر: صفحة تاريخية جديدة
وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصر ان الشعب المصري قد سجل اروع صفحات التاريخ المشرقة. وأضاف الصدر في بيان اليوم قائلا " لقد خط الشعب المصري الحبيب اروع صفحات التاريخ المشرقة التي تعكس الصورة الناصعة والوضاءة التي كنا وما زلنا نستلهم منها اسمى معاني التضحية والفداء والشجاعة والإباء.وما زالت المقاومة الاسلامية في العراق تسير على نهج الإباء والاحرار ورافضة الظلم". وقال "حيّا الله الشعب المصري وحيّا الله الثوار المنتفضين ضد الظلم والطغيان ليعيشوا في كنف الإسلام ينعمون بخيرات بلدهم العظيم بعيدين عن التدخلات الخارجية وإملاءاتها التي شاهدوها تنهش بهم وتهدم بلدهم سابقا".
وقال "نحن في الحوزة العلمية في النجف الأشرف نتقدم لكم بل ولأنفسنا بالتهنئة المكللة بالحب والوفاء والاخلاص لكم ولكل الشعوب العربية الأبية للظلم مستمدة ثوراتها من خطى الأنبياء وأصحابهم أجمعين.. فنسأل الله أن يحميهم ويكلل نجاحهم بالوصول الى كل مآربهم ولا سيما خلاص المظلومين أجمع من الظلم والطغيان". وكانت الحكومة العراقية اعتبرت امس تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن الحكم خطوة في الاتجاه الصحيح مؤكدة ثقتها بان مصر بما فيها من كفاءات ستفرز قيادة تلبي طموحاته.
وقال رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان تسلمته "ايلاف" ان "تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن الحكم يعد خطوة في الاتجاه الصحيح لانها تاتي في اطار الاستجابة لرغبة وارادة والشعب في التغيير". وأضاف "اننا على ثقة اكيدة بان مصر الشقيقة وشعبها العظيم بما لديه من خبرة وتاريخ عريق وكفاءات عالية سيفرز القيادة التي تلبي طموحاته وتحفظ لمصر امنها واستقرارها ومكانتها اللائقة بين دول العالم". وقال "سنبقى نولي اهتماما خاصا لعلاقاتنا مع جمهورية مصر الشقيقة وما ينبثق عنها من قيادة جديدة".
وسبق للمالكي ان قال الاسبوع الماضي في اوج الاحتجاجات المصرية ضد مبارك ان "الشعب المصري هو صاحب الحق الوحيد ومن حقه ان يقرر ما يريد وينبغي ان يعطى حريته في التعبير". وأضاف "اتمنى تحقيق الديمقراطية والشراكة وان لا يضطهد الشعب او يحرم من حقه في التعبير حتى خلال هذه التحركات الاخيرة". وتنحى الرئيس مبارك من منصبه بعد ان حكم مصر دون منازع طوال ثلاثين عاما وكلف الجيش بتولي السلطة في اليوم الثامن عشر لانتفاضة شعبية غير مسبوقة بلغت ذروتها الجمعة.