مشاهد من معرض باهت سوق لكتوب ضعيف

مشاهد من معرض باهت
سوق لكتوب ضعيف
محمد خضيري




برودة هذه الفترة من السنة انتقلت إلى "المعرض الدولي للكتاب" الذي يعيش دورته الـ17 إلى غاية العشرين من فبراير الحالي. هيآت ثقافية تقاطع المعرض، إقبال الزوار كان ضعيفا خلال الأيام الأولى، والدورة تشهد عودة "الخوانجية" إلى أروقة عرس الكتاب بالمغرب.عودة الكتب الملتحية



معرض الكتاب بالدار البيضاء
جماعات صغيرة من أشخاص يبدو من ملامحهم وطريقة لباسهم أنهم سلفيون تتنقل بين الأروقة. المشهد الذي قد يبدو عاديا، يصبح مثيرا للاهتمام، لزائر يتفرس الوجوه. فهي لا تعد على رؤوس الأصابع، بل بالعشرات. مجموعات السلفيين تكونت من العشرات من مغاربة يقبلون على دور النشر "الإسلامية" التي ملأت حيزا مهما من فضاءات العرض. بهذا تحول الملتحون والمحجبات إلى جزء كبير من زوار المعرض. كتب "الجنة والنار" و"الشريعة على نهج السلف"، و"آداب الجماع الإسلامية"، عادت إلى بيت المعرض الذي كان أغلقَ أبوابه، أمام حضورها المكثف، بعد الأحداث الإرهابية التي شهدتها الدار البيضاء في ماي 2003. رغم أن دور النشر الدينية حضرت بقوة هذه السنة إلا أن أخرى تصنع الحداثة العربية عادت كما دأبت كل سنة إلى "المعرض الدولي للكتاب". دور من قبيل دار "الطليعة"، و"رياض الريس"، و"الآداب"، ودار "الجمل" ومنشورات "الزمن". هذه الكتب لها زوارها الذين يدمنون إصداراتها، ويأتون سنويا لاقتنائها" يقول ناشر مصري. الأخير وضع علما كبيرا لمصر جانب رواق داره، ولم يشكل الاستثناء في هذه المبادرة. عدة دور نشر مصرية تشارك بالدورة الحالية من المعرض رفعت أعلام بلادها عاليا فرحا بانتصار الثورة وإسقاط نظام حسني مبارك. الناشر مازح قارئا أراه أحد كتب الدار الذي كان بعنوان "مصر تعود إلى الخلف". القارئ المغربي قال له إن الكتاب متجاوز وأن مصر الآن تسير إلى الأمام. تعليق المغربي لاقى موافقة المصري الذي بدا على وجهه الفرح، وهو يتلقى تهنئة المغربي، قبل أن يضيف أن مستقبلا مشرقا ينتظر المصريين وقطاع النشر الذي سيستطيع طبع كتب أكثر جرأة مما سبق.

الضيف الغائب
دولة إيطاليا ضيف هذه الدورة من معرض الكتاب. غير أن حضورها أكثر من باهت على عدة مستويات. الفضاء المخصص للدولة وضعت داخله سيارة من صنع إيطالي. ويغلب عليه الشكل في حين يغيب عنه المضمون. إصدارات المؤلفين الإيطاليين نادرة ولم تقم الوزارة بترجمة ولا كتاب إيطالي واحد تكريما لضيف شرف هذه الدورة. رواق إيطاليا ظل طيلة اليوم الثالث من المعرض شبه خال، ما عدا من أطفال وزوار عاديين، أخذوا صورا داخل الرواق. غياب الثقافة الإيطالية عن هذه الدورة ليس فقط على مستوى الإصدارات بل على مستوى نوعية الضيوف. بيان مشترك من "بيت الشعر المغربي"، و"اتحاد كتاب المغرب" و"الائتلاف المغربي للثقافة والفنون اعتبر أن "وزارة الثقافة غضت الطرف عن استضافة المكونات الفعلية للطيف الثقافي الإيطالي واكتفت باستضافة الجانب الثقافي الإيطالي الرسمي ، مغيبة تجارب رموز أساسية ومؤسسة من أمثال أمبرطو إيكو، وأنطونيو تابوكي، وروبرطو سافيانو.." الهيآت قاطعت بالمرة معرض الكتاب ولم تحضر إليه خلافا لما دأبت عليه طيلة سنوات. مصدر من "اتحاد كتاب المغرب" قال لـ"ﮔود" : "إن المعرض الحالي هو النقطة التي أفاضت الكأس في علاقة مكونات الثقافة المغربية بالوزير سالم حميش، الذي منذ حلوله على رأس الوزارة في التعديل الحكومي الأخير، راكم العديد من النزاعات مع المثقفين والمنظمات الثقافية المغربية". بعض الندوات التي أقيمت بقاعتين أطلق عليها اسم كل من المفكرين محمد عابد الجابري ومحمد أركون ظلت شبه خالية. برنامج الندوات وطبيعة مواضيعها ظل نقطة الضوء الوحيدة في التنظيم إذ كان مبتكرا خلافا للدورات السابقة التي اجترت نفس المواضيع لأكثر من ثلاث سنوات.