من سيسقط الأول القذافي علي عبد الله صالح أم ملك البحرين ؟
يبدو من تصاعد المواجهات وعمليات قتل المتظاهرين الذين سقط منهم العشرات في ليبيا وعدد آخر في كل من اليمن والبحرين أن العد التنازلي لسقوط هذه الأنظمة العربية الثلاث قد بدأ بالفعل وما هي إلا مسالة وقت.
ودفع الاستعمال المفرط للقوة في قمع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي وتواتر أنباء عن استعانته بمرتزقة من دول إفريقية في مواجهة المحتجين، إلى تصاعد الاضطرابات التي اتسع نطاقها ليشمل عدة مدن ليبية.
وكانت مظاهرات أمس الجمعة ضد نظام القذافي الذي يحكم ليبيا بالحديد والنار منذ 42 سنة غير مسبوقة مع إعلان منظمة العفو الدولية أن عدد القتلى منذ بدء المظاهرات قبل ثلاثة أيام بلغ 46 شخصا، في حين رفعت منظمة هيومان رايتس ووتش هذا العدد إلى 84 قتيلا.
وتجعل هذه الأرقام معدل سقوط القتلى في هذه الاحتجاجات يفوق بكثير ما حصل في الثورتين الشعبيتين بتونس ومصر، خلال نفس الفترة، مما يؤشر على أن سقوط النظام الليبي أو إحداث تغيير جدري عليه سيكون أكثر مأساويا من سقوط الديكتاتور التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك.
والمثير في الاحتجاجات الليبية أن الأهالي استهدفوا مواقع كانت تعتبر رمزا للنظام خاصة في مدينة بنغازي التي أفاد شهود عيان فيها أن المتظاهرين أحرقوا جميع المراكز الثورية ومقر إذاعة بنغازي، كما هدموا نصبا يمثل الكتاب الأخضر وسيطروا على ثلاث دبابات للجيش، واقتحم محتجون سجن الكويفية المركزي بالمدينة وأطلقوا سراح عشرات السجناء.
وسقط أمس الجمعة 21 قتيلاً برصاص "قناصة" يرتدون قبعات صفراء لم تعرف جنسيتهم بعد، أثناء تشييع 19 شخصا قتلوا الخميس كما أصيب 45 آخرون، ومن المرجح أن تثير أي جنازات جديدة لمحتجين مظاهرات أخرى اليوم السبت وتزيد من رقعة اتساع المواجهات.
وفي اليمن، حيث سقط العديد من القتلى والجرحى خلال مواجهات الأيام الثلاثة الماضية، قامت قوات الأمن بإغلاق جميع مداخل مدينة عدن بجنوب اليمن وأوقفت حركة الدخول بعد دعوات وجهتها قيادات الحراك الجنوبي لأنصارها بالزحف صوب المدينة للمشاركة في المظاهرات و"مساندة إخوانهم من أبناء عدن".
وقد استمرت المواجهات بين قوات الأمن اليمنية ومتظاهرين يطالب بعضهم بالإصلاح والتغيير وبعضهم بالانفصال عن شمال اليمن حتى فجر اليوم السبت، وذلك بعدما أسفرت عن سقوط أربعة قتلى وأكثر من عشرة جرحى أمس الجمعة.
وشارك الآلاف في المظاهرات التي انطلقت من المنصورة وكريتر والشيخ عثمان والمعلا ودار سعد وعدد من الأحياء في عدن، ثم اتسع نطاقها لتشمل جميع مديريات عدن الثمانية، حيث قام المتظاهرون بإحراق مبنى المجلس المحلي ومركز الشرطة في حي الشيخ عثمان وأضرموا النار في عدد من السيارات.
أما في البحرين، فقد أطلقت قوات الأمن أمس الجمعة النار على المتظاهرين الذين ينادون بإرساء الديمقراطية مما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وأزيد من 230 جريحا، في حين سقط يوم الخميس أربعة متظاهرين برصاص الشرطة في العاصمة المنامة.
وفي تطور آخر، طلب ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة من ولي عهده بدء حوار وطني مع جميع الأطراف والفئات لحل الأزمة التي تعصف بالمملكة.
وجاء في بيان رسمي أن ملك البلاد أعطى ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة "جميع الصلاحيات اللازمة لتحقيق الآمال والتطلعات التي يصبو إليها المواطنون الكرام بكافة أطيافهم".
ومن جانبه قال وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة إن تدخل أجهزة الأمن كان ضروريا خشية انزلاق البلاد في أتون صراع طائفي، مشيرا إلى أن تدخل القوات الأمنية لإخلاء دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة من المتظاهرين كان مطلوبا لإنقاذ البلاد من خطر ما وصفه بالانشقاق الطائفي.