الملك يرد الاعتبار للسلفية الجهادية ، ضدا على إرادة المخابرات المغربية.
في سابقة فريدة من نوعها ، أقدم عاهل البلاد الملك محمد السادس على العفو على سجناء معتقلين على ذمة الأحداث التي عاشت على إيقاعها العاصمة الاقتصادية للمملكة يوم 16 ماي 2003 ، بعدما قضوا بالسجن مددا متفاوتة .
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يشمل العفو معتقلين إسلاميين ، إذ مع كل عفو ينتظر أهل المعتقلين أية مناسبة ، عسى الله أن يفرج كروبهم على يد ملك البلاد ، لكن أمل يخيب ، رغم كل طلبات الاستعطاف التي بعثوها للقصر الملكي ، ولمديرية العفو بوزارة العدل .
مؤخرا عرفت هذا التيار السلفي عدة مراجعات فكرية ، بل وكان لهم حوارهم مع الدولة في أكثر من مرة ، وقد ترجع الكثير من شيوخ ما تصطلح عليه المحابرات أيام حميدو لعنيكري : "السلفية الجهادية" تراجعوا عن أفكارهم الخاطئة .
لقد اعترف المغرب في شخص ملكه للصحافة الاسبانية أن خروقات عدة شابت أحداث 16 ماي ،والتي تلتها أحداث 11 أبريل ، وأحداث 10 مارس ، حيث أن السلطات اعتقلت حينها ما يقارب العشرة آلاف سلفي من مختلف أنحاء المغرب ، أغلبهم لا علاقة له لا بالعير ولا بالنفير ، ومشى كفتة ، فهناك حالة لشاب اعتقل فقط لأنه ضبط يوجه السلام لمبحوث عنه ، فضلا عن كون المخابرات حينها تعاملت مع الاسلاميين بنفس تعامل أمريكا ، بحيث أن كل من يعرف من قريب أو من بعيد أي مبحوث عنه يصير في عداد المبحوث عنهم .
هناك من اعتقل فقط لمواضبته على أداء الصلاة وخاصة صلاة الفجر ، فكل من يستيقظ في نصاصات الليالي ليؤدي فريضته الدينية ، فراسو العجينة في نظر المخابرات ، ومن طرائف ما وقع في خضم هذه الاعتقالات كون بعض المعتقلين كانوا ما كيسحاوش ، ومنين تابوا وولاو كيصليو نزلات عليهم لعنة المخابرات ، التي تعتبر السكارى والمعربدين مواطنين صالحين ، وخير دليل كون القانون لا يجرم السكر العلني .
لذلك صادفنا أمهات مكلومات يزرن الصحافة الوطنية لتنشر حقيقة أبنائهم المتمثلة في كونهم رواد حانات ونوادي ليلية ، عسى أن يتم الفرج عبر العفو عن أبنائهم .
لقد أنتجت اعتقالات السلفيين ظاهرة خطيرة تجلت في حرمان العديد من الأسر المغربية من معيلها أو معيليها ، فكل متهم يجر أوتوماتيكيا كل الذكور من أفراد أسرته ، لذلك راجت ظاهرة التسول بكثرة ، بحيث ترى متسولات منقبات ،يستجدين المارة في الطرق العامة وأمام المساجد .
إن القرار الذي اتخذه ملك البلاد نصره الله وأيده سيفتح أبواب الأمل على مصراعيها لعائلات كثيرة فقدت فردا أو أفرادا منها فقط لكونهم تقزبوا ، ياك كتقلبوا على المقزبين مالكم ما تشدوا الدريات اللي معريات كي لفجر ، ولا هاد الشي اللي باغين ، الانحلال والتفسخ الأخلاقي باش المواطن ينسى الدين ديالو ، ويبقى مقابل غير المسخ ، سيرو الله يمسخكم ، هاهو سيدنا جابها ليكم فالتمام ، وضرب ليكم خدمتكم فالزيرو ، والمرة الجاية إن شاء الله سيعفو عفوا شاملا ، {قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [سورة آل عمران: من الآية 119) ، خليتو تشدوا الارهابيين الحقيقيين الذين يسلبون النلس في واضحة النهار أموالهم ، ويعتدون عليهم ، وتفرغتم للفراغ .
إن من حسنات الظاهرة البوعزيزية أنها شغلت كل المخابرات العربية عن الاسلاميين ، ورغم محاولة أمريكا البئيسة لتذكيرهم ، حيث أصدرت مؤخرا بيانا تقول فيه أنها إذا أمسكت بن لادن و الظواهري ستأخذهم لمعتقل كوانتانامو ، إيوا حتى تشدوهم بعدا ، وديروهم حتى فجيبي . إلى ما قدهمش كوانتاناموا ولا تستيقظوا .
حسن الخباز
مدير موقع
Festival.7olm.org