بداية العكسي لاندحار حركة 20 فبراير ، هكذا خططت المخابرات لوأد الثورة المغربية .
حسن الخباز – هبة بريس
أطفأت مؤخرا حركة 20 فبراير شمعة يومها المائة ، لكن ليس في أجواء احتفالية ، إنما في ظل صراعات وتطاحنات بين أعضائها ، الذي ذب الخلاف بينهم ، وحركتهم مازالت في طور التكوين .
إن آخر اجتماع للحركة الفبرايرية عرف أحداثا لم يسبق للحركة أن عاشتها منذ تأسيسها ، فقد عرف أخيرا العنف طريقه لاجتماعات الحركة ، وكان مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ساحة لهذه المعركة التي كبدت الأموي خسائر جمة جراء اختلاف ثوريي 20 فبراير .
فأخيرا وليس آخرا اختلف أعضاء الحركة بين الاحتجاج يوم الأحد 12 يونيو من عدمه ، وقبله كان أصل الخلاف حول اختيار الأحياء الشعبية مكانا للإحتجاج ، وبعده اختلف رفاق يوسف مزي حول تقييم عمل مائة يوم على تأسيس حركتهم ...
طالب بعض الأعضاء بمحاسبة اللجان المسيرة للحركة وعلى رأسها لجنة اللوجستيك ، لجنة الإعلام ، لجنة الشعارات ، الإبداع ..." بل ذهب بعض الأعضاء إلى حد المطالبة بحلها للتشكيك في فسادها ، مما أدى للغة العنف والتي ذهب ضحيتها بعض الحركيين ...
هناك خلاف آخر بشأن رفع بعض الأعضاء لشعارات تتطاول على المؤسسة الملكية ، حيث أن الحركة منذ تأسيسها أكدت عبر لسان مسيريها ، انه لا مشكل لها مع المؤسسة الملكية ، في الوقت الذي خرج عن هذه القاعدة بعض أعضائها مؤخرا ، ما ساهم في تأجيج الخلافات داخل الحركة .
مع كل خلاف تتهاوى الحركة وينقص أعضاؤها يوما عن يوم ، فمنهم من استقل بهيئته ومنهم من فضل اعتزال الإحتجاج وما يأتي من ورائه .
أول اختلاف كاد يهوي بالحركة تسبب فيه الخطاب الملكي ليوم التاسع من مارس 2011 ، والذي ارتاح له بعض الأعضاء واقترحوا على البقية ، التريث لمعرفة ما سيؤول إليه دستور المنوني ، لكن البعض لم يعجبهم الرأي ، وقرروا الإستمرار في احتجاجاتهم .
خرجت للوجود بعد الإجتماع الحاسم الأخير حركة تصحيحية من رحم حركة 20 فبراير ، اتهمت الحركة الأم بخدمة أجندات خارجية ، خاصة بعدما ظهر مؤخرا شريط فيديو على اليوتوب يفضح مصادر دعم الحركة والتي نسبها للبوليزاريو ، الشيء الذي أثار حنق البعض ، فطالبوا بالحقيقة عبر تقييم عمل اللجان ، فكان الجواب تكسيرا لنوافذ الجهة المضيفة وتكسيرا لكراسيها فضلا عن" تبوقيل" بعض الرؤوس من الجانبين .
قبل طلب البعض بالمحاسبة كانت هناك نقطة حاسمة أخرى أدت إلى انقسام الحركة ، ونقصد الخطاب الملكي والذي لوحده قصم ظهر الحركة ، وقلب موازينها رأسا على عقب ، لكن الدستور الشفوي للمعتصم والمنوني قد يعيد الأعضاء المنسحبين بسبب الخطاب الملكي .
حيث أن اللجنة الإستشارية لمراجعة الدستور ضربت كل أحلامهم في الصفر بعدما رفضت منح الأحزاب مسودة الدستور مكتوبة ، واكتفت بعرض الخطوط العريضة شفويا ، وليس مستبعدا أن يشارك الذين انسحبوا سابقا تفاؤلا بالخطاب الملكي في مسيرة هذا الأحد والتي جعلت كشعار لها في المسيرة المقبلة : "لا للدستور الشفوي " .
ليست الأسباب التي ذكرنا سالفا الوحيدة التي شكلت معولا لهدم أول ثورة للربيع العربي في نسخته المغربية ، فقط يكون اختراق المخابرات سببا رئيسيا وراء كل ما يحدث لرفاق نجيب شوقي ويوسف مزي اللذين طردا رئيسهما أسامة لخليفي بسبب تسرب صوره مع طلبة يهود قد يكون جهاز الديستي من سربها .