تطرقت كل الجرائد الصادرة هذا الأسبوع لموضوع مسيرة 20 فبراير ، وقد أظهرت الصور المرافقة لهذه المواد الإعلامية حجم الدمار الذي لحق بمنشآت عمومية وأخرى خاصة ، جراء اندفاع شباب طائش من المراهقين والناقمين على الدولة حكومة وشعبا ، فعاثوا في الأرض فسادا كما يحلو لهم .
الخطير في أن بعض رجال الأمن بمختلف أنواعهم رغم أنهم واكبوا كل المسيرات ، لكنهم نحوا حيادا سلبيا ، ووقفوا وقفة متفرج وكأن الأمر لا يعنيهم ، لذلك كان عدد المعتقلين على ذمة هذه الأحداث قليلا جدا ، بحيث قدره وزير الداخلية بمائة وعشرين موقوفا منهم قاصرين ، تم تسليمهم لوالديهم .
لا لا تبارك الله عليكم ، ديك الساعة أسي الشرقاوي كان عليكم تدوروا مع لوليدات مساكن راه لعواشر هادي ، واه استاضفتوهم بلا ما تكرموهم ، وعلاش شديتوهم أصلا منين غاتطلقوهم ؟ والله أستغرب لمثل هذه التصرفات ، فمع نهاية كل مباراة لكرة القدم ، وبعد الأحداث التي تليها ، والتي باتت مألوفة في المشهد المغربي ، يتم القبض على مجموعة من القاصرين ، لا لإعادة تربيتهم ، إنما لإعادتهم لأهلهم . لعب الدراري هادا . وحدة فالجوج ياشدوه هو يا شدو والديه اللي ما رباوهش ، علاه كون كان مربي غايمشي للتيران راسو ؟ بما أنهم سمحوا له بذلك فإنهم مسامحين فيه ، وما دام الأمر كذلك ، فسجون الأحداث أولى به .
إن معاملتكم اللطيفة هذه هي ما يشجعهم على تكرار نفس السيناريو كل مرة ، حتى صرنا نعيش أحد أحداثا جديدة ، فكيف تستغربون لهذه الأحداث وأنتم تعيشونها كل نهاية أسبوع ؟
لقد ترتبت عن الأحداث خسائر بشرية ومادية جسيمة من الممتلكات العمومية دون إغفال ملك الخواص ، وقد سبق أن حذرنا من هذه المسألة بالذات في هذا العمود ، حيث وجهت خطابي لوزير الداخلية بأن يمنح الترخيص لحزب منظم ، حتى لا يحدث ما حدث ، أو يمنع المسيرة خاطر ولا صحة ، ولو اقتضى الأمر تكليف الديستي باختطاف المنظمين ، حتى يمر يوم الأحد 20 فبراير، لكن كما يقول الشاعر :
قد أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي
لقد نبههم العبد الضعيف لله لعدم الإعتماد على البوليس ، لأنه لا يعول عليه ، لأننا في الدار البيضاء مثلا نعيش نفس الأحداث كل أحد ، عند نهاية مباراة كرة القدم ، ومع أن ولاية الأمن تكون في حالة استنفار قصوى ، بل وتساعداها قوات عمومية يتم إحضارها من مختلف مدن المملكة ، إلا أن نفس السيناريو يتكرر ، بحيث يتم تكسير زجاج الحافلات والسيارات والمحلات التجارية ، دون الحديث عن الشجارات التي تحدث داخل الملعب ، والتي تنتهي غالبا بإصابات خطيرة ، يذهب ضحيتها بعض المشجعين .
لازال هناك بريق أمل في القبض على المجرمين الذين تسببوا في هذه الأحداث إن بشكل مادي أو بشكل معنوي كالمنظرين لفكرة التظاهرة ، فالصحافة الوطنية نشرت صورا لا تعد ولا تخصى لهؤلاء المجرمين ، والتي لازلت حائرا في تفسير سبب إخفاء معالم وجوههم ، وكأنها ستسدي خدمة جليلة للبلد بفعلها هذا ، فعوض أن تفضحهم على رؤوس العباد ، حتى يكونون عبرة لمن كان ذا نزعة عدائية .
إن الرسول "ص" يقول : "أذكروا الفاجر بما فيه ، كي يحذره الناس ، لذلك يجب أن يتجند الأمن المغربي مستعينا بهذه الصور ليحاكم كل المتسببين في هذه الأحداث الدامية ، وعلى الصحافة أن لا تكرر هذا الخطأ ، بحيث من الواجب عليها أن لا تضع بنضا على أعين المجرمين ، بل عليها فضحهم ، ولا تأبه لمنظمات حقوق الإنسان ، فهي مختصة حقوق البشر ، ومثل هؤلاء لا يصنفون بشرا .
حسن الخباز
مدير موقع :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]