ثورة 20 فبراير ألهمت الإسلاميين ، هكذا يثور سجناء السلفية داخل السجون
أصدرت مجموعة من المعتقلين على ذمة قضايا الإرهاب ، بيانا بللرأي العام الوطني والدولي ، تكلفت بتوزيعه على وسائل الإعلام ، الجمعية المغربية المساندة لقضيتهم ، جمعيةالنصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين ، والتي يقوده المعتقل الاسلامي السابق عبد الرحيم مهتاد .
البيان الأخير يحمل جرعة زائدة من الغضب ، وتشتم منه رائحة الثورة ، حيث أنه وبعد احتلال سجناء السلفية الجهادية لسطح السجن ، حاملين عبوات من البنزين ، مهددين بمحرقة جماعية ، أصدروا أمس بيانا خطوطه العريضة هي :
- المطالبة بإلغاء قانون مكافحة الإرهاب وبكل ما من شانه النيل من كرامتنا وخنق حرياتنا وكتم أنفاسنا.
- الإغلاق الفوري لمعتقل تمارة وأقبية المعاريف لكونها رمزا شاخصا لمرحلة سوداء في تاريخنا المعاصر.
- مناهضة كافة إشكال الإفلات من العقاب ومحاسبة جلادينا وكبار الجلاوزة في زمن الجبر الجديد.
- إطلاق سراحنا بصفة عامة ودون قيد أو شرط مع ما يصاحبه من جبر الضرر ورد الاعتبار.
يشار إلى أن البيان صادر عن السجناء الاسلاميين بالسجن المركزي للقنيطرة ، وقبل يومين قاد إسلاميو سجن سلا اعتصاما هددوا فيه بإحراق ذواتهم ، ولم يتم فك الاعتصام إلا بحضور قوات خاصة من الدرك حازت جوائز دولية في التسلق ، وبعد وعد من حفيظ بنهاشم منذوب السجون بالمملكة ، ومحمد ليديدي ، وقد استنجد المسوؤلون بأهالي السجناء ، هذا ، فضلا عن تمرد جماعي تشهده أغلب السجون التي "تستضيف" سجناء السلفية الجهادية .
لقد أصبحت للسلفية الجهادية قواعد متينة داخل سجون المملكة ، والدولة أدرى بهذه المسألة ، لذلك فقد تم تكليف صديق الملك فؤاد عالي الهمة لعقد حوار مع السجناء الاسلاميين ، وقد شفع لهم في هذا الحوار المراجعات الكثيرة التي أعلنها شيوخهم ، وبات سجنهم بلا فائدة تذكر ، لكونهم تدريجيا ، يستقطبون لصفهم فئات جديدة ، ويستهدفون بالذات سجناء الحق العام ، من المجرمين واللصوص ...
الثورات إذن فاتحة خير على شعوب العالم العربي بشكل عام ، وسجناء السلفية الجهادية في المغرب على وجه الخصوص ، حيث أنهم يقودون ثورات فريدة من نوعها داخل أغلب سجون بنهاشم ، وهذه الثورات تحرج الدولة ، ما جعلها تعجل بالتفكير في معالجة ملفهم ، الذي تميز بالمد و الجزر على مدى سنوات .
لأول مرة ، وبمناسبة عيد المولد النبوي الشريف ، يطلع علينا بيان وزارة العدل بخبر العفو على ثلاثة سجناء معتقلين على ذمة قضايا الإرهاب ، ولعل هذه إشارة قوية على أن هناك معالجة جديدة للملف في الأفق .
هل فعلا سيتم طي هذا الملف الذي يحرج المغرب حقوقيا ، حيث تتخذه منظمات حقوقية دولية بمثابة ورقة رابحة للضغط على المملكة ، وهل سيأتي الفرج على يد صديق الملك ، برلماني الرحامنة ومؤسس حزب الأصالة والمعاصرة ، قد يتحقق هذا ، وما هو على جوكير العهد الجديد ببعيد .
حسن الخباز