بحجة احتوائه على لقطات تسيء إلى والدته الراحلة تلفزيون "راي" يواجه هجومًا بسبب منع عرض إعلان فيلم عن بيرلسكوني

بحجة احتوائه على لقطات تسيء إلى والدته الراحلة
تلفزيون "راي" يواجه هجومًا بسبب منع عرض إعلان فيلم عن بيرلسكوني



روما ـ ليليان ضاهر
تواجه شبكة "راي" التلفزيونيّة الحكوميّة في إيطاليا هجومًا إعلاميًّا كبيرًا بتهمة ممارستها رقابة مفرطة بهدف حماية رئيس الوزراء سلفيو بيرلسكوني، وذلك بعد قرار الشبكة منع عرض إعلان دعائي لفيلم تسجيلي يتحدث عن بيرلسكوني، بحجة احتوائه على لقطات تسيء إلى والدته الراحلة روزا بيرلسكوني، والتي ظهرت في الإعلان في لقطات أرشيفية وهي تتحدث عن ابنها وتشيد بأخلاقه وابتعاده عن النساء، يليها لقطات توضح الفضائح الجنسية المتتالية لرئيس الوزراء، كان آخرها فضيحة الراقصة المغربية كريمة المحروق، الشهيرة بـ"روبي" والتي اتهم بيرلسكوني بممارسة الجنس معها مقابل المال حينما كانت قاصرًا لم تتعد السابعة عشر من عمرها.
تفصيلها لسبب المنع، قالت شبكة راي في بيان لها إن حظر الإعلان يرجع لاحتوائه على تصريحات لامرأة متوفاة، في إشارة إلى روزا، تلتها مجموعة من اللقطات التي تسخر من هذه الجملة المصرّح بها مما يظهر المتحدثة بشكل ساذج، وهو ما رأت الإدارة القانونية للشبكة أنه قد يضعها في موقف قانوني صعب، ويفتح الباب لرفع دعوى للمطالبة بتعويضات عن الإساءة لسمعة الفقيدة.
وبمجرد صدوره، أثار القرار عاصفة من الانتقادات نحو الشبكة الخاضعة لسيطرة بيرلسكوني بشكل غير مباشر، منها ما قاله النائب البرلماني وعضو حزب إيطاليا القيم المعارض ماسيمو دونادي إنه آخر قرار غير ليبرالي تتخذه إدارة الشبكة التابعة لبيرلسكوني، ووصف الكاتب الصحافي فيتوريو فيلتيري القرار بالغبي، مؤكدًا أن من حق جميع الأفلام بث إعلاناتها حتى وإن احتوت على معارضة لرئيس الوزراء.
وهذه الواقعة ليست الأولى من شبكة راي، حيث قامت الشبكة في العام 2009، بمنع إعلانات فيلم تسجيلي آخر بعنوان "Videocracy"، كان يناقش استغلال بيرلسكوني للنساء العاريات في بعض محطات التلفزيون الخاصة التي يمتلكها، وهو ما جعل الشبكة ترفض بثه متعللة بأن الفيلم عبارة عن رسالة سياسيّة وليس فيلمًا حقيقيًّا، في الوقت الذي تواصل فيه الشبكة بث برنامج إخباري مسائي يكتب افتتاحياته الكاتب الصحافي جوليانو فيريرا، والمعروف بموالاته لرئيس الوزراء والذي يهاجم باستمرار السلطات القضائيّة التي تحقق في قضية بيرلسكوني الجنسيّة الأخيرة، في الوقت نفسه الذي أعلن فيه بيرلسكوني عن سعيه لسن قوانين تحدّ من صلاحيات القضاء الإيطالي وتقلل من استخدامه للتصنت على المواطنين، ويأتي تصريح بيرلسكوني في الوقت الذي ظهرت فيه نصوص جديدة لمكالمات هاتفيّة مسجلة تؤكد التهم الموجهة إليه، منها مكالمة بين عارضة الأزياء إليسا توتي ووالدتها تخبرها فيها أنها حصلت على ستة آلاف يورو مقابل قضاء إسبوع مع بيرلسكوني، وأخرى تصف فيها العارضة إيريس بيراردي عنف المنافسة بين الفتيات لإرضاء رئيس الوزراء، حتى أنهن على استعداد لقتل بعضهن بعضًا.