كتاب : التجربة التركية الأقرب للعالم العربي
الدوحة: صدر حديثاً عن مركز الجزيرة للدراسات كتاب جديد بعنوان "الحركة الإسلامية التركية، معالم التجربة وحدود المنوال في العالم العربي"، للباحث التونسي جلال الورغي، قدم له المفكر السوداني الدكتور عبد الوهاب الأفندي.
وبحسب صحيفة "القدس العربي" يستعرض المؤلف في كتابه التجربة التركية من خلال ثلاثة قضايا رئيسية أولاً محاولة إعادة قراءة التجربة الكمالية - إعلان الجمهورية التركية وانتخاب مصطفى كمال أتاتورك رئيساً لها- من منظور مختلف ووضعها في سياقها التاريخي، ثم يقدم المؤلف رصد لتجربة الحركة الإسلامية التركية وأطوارها المختلفة، وتتعلق القضية الثالثة بالبحث في حدود الاستفادة من النموذج التركي في العالم العربي.
ومن وجهة نظر مؤلف الكتاب تعد التجربة التركية هي الأكثر قرباً اليوم من العالم العربي وتستقطب اهتمام النخب العربية، كذلك هي الأوفر حظاً في إلهام العالم العربي معالم تجربة فريدة في النهوض والتنمية.
ويرى الورغي أنه ليس من المبالغة القول إن تجربة التنظيمات العثمانية، وما صحبها من إصلاحات في تركيا خلال القرن التاسع عشر مثلت تاريخيا التجربة الأكثر إلهاما للعرب، في قضايا الإصلاح والنهوض، وهو الدور الذي تلعبه اليوم من جديد وباقتدار في عالم متغير، قد تكون فيه هذه التجربة التركية أكثر نضجا.
وخلال الكتاب سعى المؤلف للتوقف عند أبرز معالم التجربة التركية الحديثة والمعاصرة، مركزا على أهم مقوماتها، خاصة التطور والتحول المستمر في علاقة الدين بالدولة، والديناميكية التي ميزت علاقة التيار العلماني بالتيار الإسلامي، وأبرز المحطات المفصلية التي طبعت هذه العلاقة.
ويعتبر المؤلف أن تركيا تمثل اليوم نموذجا حيويا وفريدا في امتحان واختبار دور الإسلام في الحياة السياسية، وتأثيراته في رسم معالم السياسات الخارجية للدول الكبرى، ويعتقد أن حزب "العدالة والتنمية" في تركيا نجح في التعاطي مع الدين في إطار يجعله حاضرا من حيث هو غائب في الشأن السياسي التركي. ولعل ذلك يعكس تميز التجربة التركية عن غيرها في التعامل مع الدين.
ويشير الكاتب إلى أن موقع الدين في المشهد التركي الراهن على الصعيد العام والخاص، يعكس التطور الذي طرأ على الفكر العلماني، الذي وجد نفسه تحت ضغوطات الجدل والحوار الدائر بين نخبة من المثقفين الجدد. فقد بات التدين حالة عامة، لا يمكن تجاهلها أو الدخول في اشتباك معها.
ويرجع الورغي تناوله لهذا الموضوع لاهتمام النخب العربية، بمختلف تياراتها وتنويهها المتزايد بالتجربة التركية، ما دفعه إلى محاولة إبراز أهم مفاصل التجربة التي يمكن للعرب أن يستلهموها.