سوسن عاشت 10 سنوات أسيرة للحزن وأم عبدالرحمن فضَّلت الطلاق
نساء يكسرن جدار الصمت ويكشفن لـ"سبق": ماذا يفعل السعودي "الضعيف جنسياً"؟!
ريم سليمان – سبق – جدة : كشفت دراسات حديثة النقاب عن أن السعوديين ينفقون نحو 1.5 بليون دولار سنوياً على أدوية الضعف الجنسي، وأن المملكة تحتل المركز السادس عالمياً في استهلاك أدوية المقويات الجنسية.
وأرجعت هذه الدراسات أسباب ذلك إلى أن المملكة أصبحت منفذاً لبيع هذه الأدوية لدول أخرى، بالإضافه إلى ارتفاع نسبة مرض الضعف الجنسي في المنطقة بسبب توافر العوامل المسببة له، مثل زيادة نسب مرضى السكري، وزيادة الوزن، ونمط الحياة.
ومن جانبها تفتح "سبق" هذا الملف الحساس للتعرف على أسباب هذا المرض الذي تحول إلى ظاهرة، وماهي الثقافة الجنسية الصحيحة التي يتعين أن يتحلى بها طرفا العلاقة؟ وهل صارت المقويات الجنسية بمثابة الحل السحري للعلاقات الزوجية؟
حالات واقعية
في البداية حكت "سوسن" متزوجة منذ أكثر من 10 سنوات معاناتها مع زوجها الذي كان يعاني ضعفاً جنسياً، ما حول حياتها إلى جحيم، مشيرة إلى أن زوجها يرفض بشدة الذهاب إلى الطبيب لمعرفة أسباب الضعف، وهل هو عَرَض نستطيع علاجه أم بات مشكلة لا يمكن علاجها، واكتفى باستعمال المقويات الجنسية.
وقالت أم سارة: منذ بداية زواج ابنتي وأنا أجدها غير سعيدة وعلامات الحزن والاكتئاب على وجهها، وعندما سألتها علمت أن زوجها يعاني ضعفاً جنسياً، وحاولت التحدث إليها بالاقتراب من زوجها والتحدث إليه بضرورة الذهاب إلى الطبيب، ولكنه رفض بشدة أن يشكك أحد في رجولته، وأضافت: ابنتي لا تفارق الدموع عينها ولا تشعر بأي نوع من السعادة، والخوف من نظرات المجتمع هو ما يجعلها تحافظ على حياتها معه.
بينما قالت أم عبد الرحمن رداً على تساؤل "سبق" عن سبب طلبها الطلاق ولماذا لم تسع إلى مشاركة زوجها وعلاجه: إن الرجل العربي يرفض أن يواجهه أي أحد بضعفه، خاصة ما يتعلق بالحالة الجنسية، فكيف نستطيع أن نقنعه بالذهاب إلى طبيب، وأكدت أنها انفصلت عن زوجها بحكم محكمة بعدما أدمن المخدرات وصار عاجزاً جنسياً، ما دفعها إلى طلب الطلاق، مشيرة إلى أنها حاولت كثيراً إقناعه بترك المخدرات التي اعتبرتها العائق الرئيسي في إقامة أي علاقة زوجية بينهما، بيد أن رده دائماً يأتي بالإهانة والضرب.
الخوف من الفشل
من جهته أكد استشاري أمراض الذكورة والضعف الجنسي الدكتور تركي العمري أنه من الصعب تحديد النسبة الحقيقية لمرضى الضعف الجنسي، فما زال هناك خجل من الإفصاح والبوح عند العديد، مشيراً إلى أن هناك العديد من الأمراض يمكن أن تسبب الضعف الجنسي، منها تصلب الشرايين، والسكري، وأمراض الجهاز التناسلي، والأمراض العصبية، كما أن الخوف من الفشل في العلاقة الزوجية من أهم أسباب الضعف الجنسي.
وحول أدوية الضعف الجنسي الموجودة حالياً في الصيدليات، وربما قريباً نجدها في السوبر ماركت، قال الدكتور العمري: للأسف الأدوية موجود وبطريقة غير منتظمة، بالرغم من أن لها أضراراً كبيرة ولا بد أن توصف بأمر الطبيب، فهناك فئات يجب ألا تقترب من هذه الأدوية، وما يحدث الآن هو تهافت الناس عليها وإذا لم تأت بثمارها يذهبون إلى الطبيب، وهذا خطأ كبير.
وأشار إلى أن هناك سوء فهم للثقافة الجنسية، وكثير من الناس لديهم فهم خاطئ للضعف الجنسي، فيرسمون صورة لأنفسهم وما ينبغي أن يكون عليه الرجل، وإذا اختلفت هذه الصورة عند إقامة العلاقة يشعرون بالضعف، وتلك الأفكار الخاطئة هي التي تجعل الشخص يجهز نفسه للفشل، ناصحاً الشباب بالبعد عن الأفلام والقصص الجنسية الخيالية التي تعطي فكراً خاطئاً وغير صحيح عن العلاقات الجنسية.
وأكد العمري أن أدوية الضعف الجنسي لا تكتب للمريض إلا إذا كان لديه ضعف جنسي حقيقي، يستطيع الطبيب بعد سماع الشكوى التأكد من وجوده، مع عدم وجود أي خلل في الهرمون.
المرض الأكثر انتشاراً
إلى ذلك رأى أخصائي الطب النفسي بمستشفى الصحة النفسية، رئيس وحدة الطب النفسي بصحة جدة الدكتور خالد العوفي أن الضعف الجنسي من الأمراض الأكثر انتشاراً على مستوى العالم بشكل عام وفي مجتمعاتنا العربية بشكل خاص، فهو من الاضطرابات الجنسية التي تصيب الذكور والإناث على حد سواء، وتحمل بعداً عضوياً فسيولوجياً وبعداً نفسياً سيكولوجياً.
وأشار إلى أن هناك أسباباً نفسية المنشأ، كالضغوط النفسية والاجتماعية والخلافات، وعدم تقبل الطرف الآخر وبرود المشاعر والعواطف، والإرهاق والقلق والاكتئاب، والاضطرابات الذهنية وضعف الثقافة الجنسية، والخجل والرهبة والخوف من الفشل، كما أن هنالك عدة عوامل نفسية لا شعورية قد لا يعيها الشخص نتيجة تراكمات في العقل الباطن تقف وراء أعراض الضعف الجنسي، ومنها قلق العلاقة الحميمية الذي يصيب 18 % من الأزواج، والخوف من الألم والحمل وألم الولادة، والعلاقة الزوجية غير المرضية، وغياب مشاعر الحب والعاطفة، وغياب أو قلة الرغبة والرومانسية، وغياب أو قلة الجاذبية والتفاعل وعدم الاهتمام بالمظهر، وعدم التقبل والوفاق، وعدم الرغبة في الزواج منذ البداية.
ونصح العوفي جميع الأزواج بعدم التهاون أو السكوت عن مثل هذه الأعراض، وبضرورة استشارة الطبيب المختص لتشخيص الأسباب وعمل الخطة العلاجية المناسبة.
من المحرمات
أما الأخصائية الاجتماعية مروة مراد فاعتبرت أن التحدث عن الجنس أمر يرفضه المجتمع ويخجل منه، حيث يرى أنه من المحرمات، ودائماً ما تكون الحلول لا تتوافق مع العلم والمنطق، مشيرة إلى أن الإسراع في تناول العقاقير والمقويات الجنسية له خطورته، كما أن التعود على هذه الطريقة للعلاقة الزوجية له سلبياته، ولا بد من الاعتراف بالمشكلة في البداية حتى نستطيع علاجها لدى الطبيب المختص.