الزعيم الألماني عمل في كتيبة بها الكثير من اليهود
بطولات "الجندي هتلر" في الحرب العالمية الأولى كانت كذبة إعلامية
برلين ـ جورج كرم
كشفت دراسة تاريخية حديثة أن الأعمال والمآثر البطولية التي نُسبت إلى الزعيم النازي أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الأولى، كانت من اختراع الآلة الإعلامية النازية. ونفت الدراسة ما كان معروفًا في السابق بأن هتلر عمل خلال الحرب العالمية الأولى كمبعوث في الجبهة الغربية، وهي منطقة تقع شمال كل فرنسا وبلجيكيا وشهدت أعنف المعارك خلال تلك الحرب، وحصل آنذاك على ميدالية الصليب الحديدية بسبب قيامه بنقل العديد من الرسائل المهمة، وقد زعم الزعيم النازي هتلر في سيرته الذاتية التي تحمل عنوان "كفاحي" أنه رأى الموت بعينيه وأنه كان يخاطر يوميًّا بحياته أثناء عمله كمبعوث في الجبهة الغربية.
إلا أن كتاب جديد بعنوان "حرب هتلر الأولى" من تأليف المؤرخ الألماني توماس ويبر، كشف أن "الجندي هتلر" كان في أغلب الأحوال خلال تلك الفترة يقيم خارج المناطق الأكثر الخطورة وأنه نادرًا ما كان يتواجد وسط مناطق القصف كما زعم في سيرته الذاتية. كما كشف ويبر أيضا في كتابه أن الروايات التي تحدثت عن شجاعة هتلر كانت روايات ملفقة تعمد أعضاء الحزب النازي المعروف باسم الحزب الاشتراكي القومي الترويج لها بداية من عام 1925 وذلك أثناء الفترة التي كان الحزب يرسم لزعيمه صورة مثالية في أذهان الجماهير. وقد توصل المؤرخ الألماني ويبر في كتابه إلى هذه النتائج بعد أن قام بدراسة عدد من الوثائق العسكرية والخطابات التي تتناول بالتفصيل تاريخ قائمة كتيبة المشاة السادسة عشر البافارية، وهي الوحدة التي كان يعمل بها هتلر خلال فترة الحرب التي استمرت من عام 1914 وحتى عام 1918.
وكانت الدعاية النازية قد وصفت هذه الكتيبة العسكرية بأنها تضم طلبة من المتحمسين وعدد من الخريجيين المتطوعين الذين كانوا فيما بعد بمثابة النواة التي شكلت الحزب النازي، إلا أن الدراسة التي قام بها المؤرخ ويبر كشفت أن أعدادًا كبيرة من المجندين كانوا من اليهود، وتؤكد تلك الوثائق التي أشار إليها المؤرخ الألماني أن هذه الكتيبة قامت بأولى عملياتها في تشرين الأول/أكتوبر عام 1914 في قرية غيلوفيلت في بلجيكا، وكان هتلر قد زعم بأنه كان الناجي الوحيد من ذلك الاشتباك، ولكن الوثائق العسكرية ذكرت أن هذه الكتيبة لم تفقد آنذاك سوى 13 فردًا.
وكشفت الدراسة أيضًا أن أعمال هتلر البطولية خلال الحرب كانت بمثابة مبالغات رددها زملاؤه في السلاح وقاموا بنشر شجاعته المزعومة في عدد من الكتب الشهيرة، ووصفوه فيها بأنه كان دائمًا واحدًا من أشجع الجنود في كل معركة.