الإجراءات الأمنية تفقد تظاهرات البحرين زخمها
المعارضة تريد الحوار.. والإحتجاجات متواصلة بإطلاق البالونات
عبد الاله مجيد
بدأت الإحتجاجات في البحرين تفقد زخمها، بعد فرض السلطات إجراءات أمنية مشددة تمنع التظاهر، وتشير التقارير إلى أن المحتجين تظاهروا في أحيائهم بشكل متفرق، غير أن الإعتقالات تتواصل لقادة المعارضة، وقد دعا البعض منهم إلى استئناف الحوار على اعتباره الحل الأمثل حالياً.
من الإحتجاجات التي جرت الجمعة
المنامة: يلاحظ مراقبون ان احتجاجات البحرين فقدت زخمها إثر الاجراءات التي اتخذتها السلطات لوقف نشاطات المعارضة. فإن قادة الاحتجاج اعتُقلوا بالجملة في مداهمات كانت تُنفذ قبل الفجر. وأُضرمت النار في مقر جماعة الوعد المعارضة. وبعد إعلان الأحكام العرفية وصلت 100 دبابة سعودية في 13 آذار ـ مارس لمساعدة الشرطة في ضبط الشارع. وأُغلق عمليا مستشفى السلمانية الذي كان مركز التجمع الرئيسي للاحتجاجات. وعلى حواجز التفتيش في انحاء المنامة كان بلطجية ملثمون يسحبون السائقين من السيارات عند أدنى شبهة في نشاط مناوئ للنظام، وكثيرا ما ينهالون عليهم بالضرب، كما أفادت مجلة تايم في تقرير من المنامة.
وتتحدث الأنباء عن اعمال انتقام من المحتجين في اجواء ترهيب تسود المملكة. ونقلت مجلة تايم عن مسؤول "ان الاصابات وآثار الرصاص دائما في الظهر ـ عندما يكون الأشخاص مغادرين".
في يوم الخميس مساء دخلت قوات من شرطة مكافحة الشغب ودبابات بلدتي سترة والديه اللتان تعتبران من المناطق الساخنة في عملية استباقية. وتحركت السلطة بسرعة لإجهاض خطة المعارضة التي كانت تعتزم تنظيم مسيرة يوم الجمعة من القرى المحيطة بمدينتي السنابس والديه والأحياء الواقعة في وسط هاتين المدينتين الى دوار اللؤلؤة الذي سوته الجرافات بالأرض بعدما كان مركز حركة الاحتجاج. وبهذه الاجراءات فإن المحتجين بدلا من التجمع في مكان واحد توزعوا على تظاهرات محدودة في أحيائهم التي كانت مطوقة بحواجز التفتيش. وكانت المنامة نفسها مدينة أشباح والمعنويات هابطة في مقر حزب جمعية الوفاق، على حد وصف مجلة تايم.
ويبدو ان أساليب التخويف أدت مفعولها في حمل الناشطين على التخلي عن تظاهراتهم. وعاد المحتجون يطلبون الحوار بعدما أعرضوا عنه بسبب التدخل السعودي والحملة التي أعقبته ضد محتجين مسالمين، بحسب مجلة تايم ناقلة عن الشيخ علي السلمان زعيم حزب جمعية الوفاق قوله "ان الحل الوحيد الآن هو حل سياسي" واضاف ان حزبه سيتصدر هذا الحوار مع السلطة. واكد "نحن كمعارضة موافقون".
في المقابل، أشاد ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بحملة يوم الجمعة قائلا ان الأمن والاستقرار قاما بدور حاسم في صيانة منجزات البحرين وخطواتها على طريق التنمية. وشدد ايضا على اهمية التواصل مع البحرينيين الذين يريدون الخير لوطنهم، في دعوة الى استئناف الحوار بين الجانبين على ما يبدو. وأصدرت وزارة الداخلية بيانا قالت فيه ان توجيهات صدرت الى قوات الشرطة للتعامل بالطريقة المناسبة مع التجمعات من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن في البحرين. واشار البيان الى ان المشاركين في احد التجمعات بدؤوا يعتدون على عناصر الشرطة فاستخدمت الغاز المسيل للدموع في تفريقهم.
وقال مطر ابراهيم علي مطر ممثل حزب جمعية الوفاق في مجلس النواب في اتصال هاتفي مع مجلة تايم من بلدة الديه يوم الجمعة انه ما زال يسمع فرقعة قنابل الغاز والطلقات المطاطية. وأثار مطر ما سماه عملية تنكيل وحشية بالإشارة الى قضية عيسى محمد علي (71 عاما) الذي قضى اختناقا بالغاز المسيل للدموع. ويقول النائب مطر ان عائلة الضحية اتصلت برقم الطوارئ لكنها لم تتلق ردا أو معونة من مستشفى السلمانية. ونفت وزارة الداخلية التفاصيل المتعلقة بموت علي قائلة ان اسباب الوفاة طبيعة.
الآن بعد انحسار حركة الاحتجاج يقول السلمان زعيم الوفاق ان المحتجين لن يعطلوا الاقتصاد مثلما فعلوا عندما سيطروا على ميناء البحرين المالي الذي يعتبر مركز المنطقة التجارية في المملكة. واستبعد السلمان توقف الاحتجاجات ولكنه دعا الى تظاهرات سلمية وإبقاء الطرق مفتوحة والبدء بالحوار.
وحين سئل السلمان كيف يمكن الاستمرار في الاحتجاج دون مسيرات وتظاهرات في الشارع قال ان الناشطين يستطيعون الوقوف على الأسطح بعد حظر التجوال لترديد الهتافات واطلاق البالونات الاحتجاجية. ورغم الشكوك في ان يكون لمثل هذه الفعاليات تأثير اقتصادي أو سياسي يُذكر فإن السلمان يقول انها تعزز الرسالة الجديدة التي تريد حركة الاحتجاج توصيلها. وأوضح السلمان ان الجمعيات السياسية تطلب الوقوف على الأسطح كل مساء وتطلب ان يقول المحتجون نحن موجودون. ويرى مراقبون انه ما على الحكومة الآن إلا ان تجد طريقة تُفجر بها البالونات.