واشنطن ترد علي جواب مبارك لمبعوثها:التغيير فوراً وليس في سبتمبر
الحكومة المصرية ترفض الدعوات الدولية لنقل السلطة فوراً الوفد يقبل وأحزاب المعارضة تريد الحوار بعد رحيل الرئيس
معركة في ميدان التحرير لم يحسمها السلاح الأبيض وسليمان يقرن التفاوض بوقف التظاهر
القاهرة ــ مصطفي عمارة
واشنطن ــ مرسي أبوطوق
لندن ــ بروكسل ــ الزمان:
اشترط عمر سليمان نائب الرئيس المصري وقف التظاهر من الجانبين قبل التفاوض مع المعارضة.
فيما رفضت الحكومة المصرية الجديدة دعوات الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون البدء فوراً بنقل السلطة ومباشرة العملية الانتقالية. وقالت ان ذلك يتناقض مع الدستور المصري وتعهدات الرئيس المصري حسني مبارك في كلمته امس الاول. فيما سقط أكثر من 035 حريحاً وقتيل واحد بين المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة حسب مصدر رسمي اثر اقتحامه بعد ظهر امس من آلاف الموالين للرئيس حسني مبارك الذين كانوا يرشقون المحتجين بالحجارة مستخدمين الخيول والإبل وقنابل المولوتوف. لكن مصادر أخري قالت إن الجرحي أكثر من ألف. ودعا البيت الأبيض الي انتقال فوري للسلطة سلميا وطالب بوقف العنف فوراً.
وصعد البيت الأبيض ضد مبارك وقال: اننا عنينا بالتغيير أن يحدث الآن وليس في سبتمبر المقبل. وكشف مجدي الدقاق رئيس تحرير أكتوبر عن ابلاغ المبعوث الامريكي ان الرئيس مبارك هو شرعي ومنتخب وسيكمل فترته الدستورية وان الشعب المصري سينتخب الرئيس المقبل. وقالت مصادر علي صلة بما نقله المبعوث الأمريكي الي القاهرة ان واشنطن تريد التضحية بالرئيس مبارك للمحافظة علي النظام واستقرار العلاقة مع الغرب واسرائيل وغير رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو رأيه وقال أمام الكنيست أمس: ان هناك (أملاً بفجر جديد) وان (الديمقراطية عزيزة علينا وأن مصر ديمقراطية لن تكون تهديداً للسلام وإنما العكس). من جانبها رفضت وزارة الخارجية المصرية امس ماوصفته التدخلات الخارجية في التطورات التي تشهدها البلاد منذ بدء التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك، وقالت ان حديث بعض الأطراف الخارجية عن البدء فورا بـ"مرحلة انتقالية" يتناقض مع الدستور. جاء ذلك ردا علي الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء البريطاني اللذين طالبا ان تكون "المرحلة الانتقالية في مصر سريعة وان "تتسم بالمصداقية وتبدأ الان". كما القي المقتحمون قنابل مولوتوف بحدود عشر قنابل علي المتظاهرين في رد منظم من السلطات علي المتظاهرين لاخلاء ميدان التحرير منهم. واطلقت قنابل مسيلة للدموع علي المتظاهرين المعارضين لمبارك في ميدان التحرير.
وكانت ثلاث مجموعات احتجاجية شاركت في تنظيم التظاهرات اكدت في بيان ان "رجال امن يرتدون الزي المدني اقتحموا ميدان التحرير". في وقت واصل الجيش الحياد بين الجانبين واكتفي بوضع دبابات تفصل بين الجانبين.
وقال مراسل (الزمان) في القاهرة: ان اشتباكات مماثلة يستخدم فيها انصار مبارك السكاكين ضد المتظاهرين تجري في جميع المحافظات المصرية ورد المتظاهرون بالحجارة. ورفض انصار مبارك اتهامات حول قيام الحزب الوطني الذي يتراسه مبارك انه نظم هذه التظاهرات علي وفق تصريحات حصل عليها مراسل (الزمان) في القاهرة. وقال متظاهرون في ميدان التحرير لمراسل (الزمان): ان عناصر من الشرطة والامن المركزي بملابس مدنية وبلطجية حرضهم الحزب الوطني مسلحين بالسكاكين يمتطي عدد منهم الجمال والخيول هاجموهم واصابوا المئات منهم. وردد انصار مبارك هتافات مؤيدة للرئيس مرحبين بما قدمه امس الاول لحل الازمة. علي صعيد متصل اعرب البيت الابيض عن استنكاره وادانته لاستخدام العنف ضد التظاهرات السلمية في القاهرة، مؤكدا قلقه البالغ من الهجمات التي يتعرض لها الاعلام. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس في بيان مقتضب ان "الولايات المتحدة تدين اعمال العنف في مصر واننا قلقون جدا للهجمات علي وسائل الاعلام والمتظاهرين المسالمين. نجدد دعوتنا لضبط النفس". من جانبه قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال زيارة رسمية امس الي لندن ان "الهجمات علي متظاهرين مسالمين في مصر غير مقبولة". واضاف في ختام لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان "الهجمات علي المتظاهرين المسالمين غير مقبولة وادينها بشدة". وحمل متظاهرون مصريون لافتات ضد المعارض احمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق حيث وصفوه بـ(مدمر العراق) بوصفه احد الذين برروا الاحتلال الامريكي للعراق من خلال تقارير الوكالة التي كانت تؤكد امتلاك العراق اسلحة دمار شامل.
في وقت انقسمت المعارضة المصرية من خطاب مبارك فقد انفرد حزب الوفد باعلان استعداده للحوار مع نائب الرئيس المصري عمر سليمان. فيما رفضت احزاب المعارضة الاخري المنضوية في اطار ائتلاف الحوار قبل رحيل مبارك مجددة موقفها السابق. من جانبه رفض المفكر محمد سعيد العوا المفوض من المتظاهرين في ميدان التحرير العروض التي وردت في خطاب مبارك واصر علي رحيله. في وقت دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب الشباب المشاركين في التظاهرات التي تطالب بتنحي مبارك الي تهدئة الأوضاع، وانتخاب مجموعة منهم للاجتماع معه للتباحث في حل للأزمة.
وحث الطيب في بيان أصدره امس الشباب" علي التعقل"، لافتا نظرهم الي ان هذه "الأحداث يراد بها تفتيت مصر وتصفية حسابات وتنفيذ أجندات خارجية". وتساءل "أين أصوات العقلاء؟". في وقت أحدث خطاب مبارك مساء امس الاول انقساما في الشارع المصري بين مؤيد ومعارض. ويري المؤيدون ان الرئيس مصري تجاوب مع معظم مطالب المعارضة من عدم الترشيح لفترة ثانية واقصاء رموز في النظام تورطت في قضايا الفساد والوعد بتعديلات دستورية وانه يجب اعطاء الفرصة لتنفيذ تلك الاصلاحات.
اما الفريق الاخر فيري ان ما طرحه مبارك هو محاولة للالتفاف حول مطالب المعارضة. ومع انتشار حالة الفوضي كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة ان مبارك تعهد للمبعوث الامريكي الخاص في اجتماعهما امس الاول اعادة الهدوء مرة اخري والحيلولة دون تطور الاوضاع بصورة تؤدي الي انهيار النظام وقيام نظام اخر معادٍ للسياسة الامريكية. وبناء علي ذلك فلقد وافق المبعوث الامريكي الخاص باعطاء تلك الفرصة لمبارك الا ان الادارة الامريكية قد تجد نفسها مضطرة للتخلي عن هذا الطرح وانتقال السلطة الي نائب الرئيس عمر سليمان.
وبناء علي ذلك فلقد اصدرت قيادة الجيش نداء الي المحتجين بعودتهم الي منازلهم.
ومع استمرار الازمة اصدر الائتلاف الشعبي لقوي المعارضة بيانا اكدت فيه رفضها لما طرحه مبارك واعلنت تمسكها بمطالبها الداعية لتنحي مبارك قبل التفاوض حول مطالب المعارضة والداعية الي حل مجلسي الشعب والشوري وتشكيل لجنة لوضع دستور جديد وتولي رئيس محكمة النقض الرئاسة بصفة مؤقتة لحين اجراء انتخابات جديدة.
فيما هدد المعارضون ان تكون يوم الجمعة الاخيرة هي المهلة لمبارك في حال عدم الاستجابة لمطالبهم وان المتظاهرين ربما يزحفون الي القصر الجمهوري لاسقاط نظام مبارك.
فيما قال حسن نافعة القيادي بحركة كفاية لـ(الزمان) ان التنازلات التي قدمها مبارك غير كافية بالاضافة الي انه لم يقل صراحة ان جمال مبارك نجله لن يترشح لرئاسة الجمهورية ولم يوضح كيف سيتم تعديل المادة 76 و 77 من الدستور.
واوضح نافعة ان طريقة الرئيس في تقديم التنازلات توضح انه يتحرك حسب ضغط الشارع المصري وفي كل مرة يكون التنازل محدودا وما يطرحه المتظاهرون في الشارع المصري هو رحيل الرئيس مبارك واضاف نافعة ان مبارك لم يتحدث عن تعديل المادة 88 وان حديثه عن رفض المعارضة للحوار يوحي بأن هناك اتجاها لاستخدام القوي ولكنني استعبد ان يستخدم الجيش القوة.
واعتبر حمدين صباحي ما جاء في خطاب الرئيس التفافا علي مطالب الحركة الوطنية.