أحدهما تمنى لو كان هو قائد الثوار على والده أنباء عن سعي سيف الإسلام والساعدي لمرحلة انتقالية في ليبيا من دون القذافي

أحدهما تمنى لو كان هو قائد الثوار على والده
أنباء عن سعي سيف الإسلام والساعدي لمرحلة انتقالية في ليبيا من دون القذافي


تقارير تزعم إن سيف الإسلام القذافي وأخيه الساعدي لاعب كرة القدم السابق يدعمان خططًا للإطاحة بوالدهما
طرابلس، نيويورك ـ عصام مسعود/ سناء المرّ
ذكرت تقارير أن اثنين من أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، هما سيف الإسلام والساعدي، يدعمان خططًا للإطاحة بوالدهما من حكم ليبيا، في دلالة واضحة على تصدع النظام الليبي. وذكرت التقارير أنهما اقترحا أن يتخلى والدهما عن الحكم وأن يقوما بتولي مقاليد الأمور في البلاد خلال فترة "انتقال ديمقراطية" وذلك مقابل إنهاء قوات حلف الناتو غاراتها الجوية على ليبيا. ونسبت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى مصدر مقرب من كليهما قوله إنهما يرغبان في "التحرك نحو إحداث نوع من التغيير في ليبيا" من دون أن يكون القذافي في الحكم. وأضاف المصدر أنهما تخلصا من العديد من أفراد الحرس القديم في النظام الليبي وأنهما لو حصلا على الضوء الأخضر فإنهما سيرتقيا بليبيا على نحو سريع. وقال المصدر إن أحدهما تمنى صراحة لو أن التمرد كان بقيادته. وكان سيف القذافي قد أجرى اتصالات مع مسؤولين في بريطانيا وإيطاليا ولكنهم أصروا على استحالة أن يكون لسيف دور في رسم مستقبل ليبيا.
ومن غير المعروف بعد ما إذا كان الزعيم الليبي، البالغ من العمر 68 عامًا، قد وافق على تلك الخطة. ومع ذلك فإن العديد من التقارير تشير إلى ازدياد عزلة الزعيم القذافي في طرابلس في أعقاب تمرد وزير خارجيته موسى كوسا على نظامه خلال الأسبوع الماضي كما تشير تلك التقارير إلى العشرات من كبار المسؤولين باتوا على استعداد للتخلي عن القذافي.
قال سيف الاسلام القذافي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إنه لا يشعر هو ووالده بالخيانة بعد لجوء وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا الى بريطانيا الاسبوع الماضي. واضاف سيف الاسلام القذافي قائلا إن كوسا توجه الى لندن لأسباب صحية "كونه رجلا متقدما في السن ومريضا ويحتاج الى العلاج".
وكان كوسا في ذلك الوقت يعمل لحساب جهاز المخابرات الليبية. وتقول الحكومة البريطانية انها لم تعقد اي صفقات مع كوسا يحصل بموجبها على حصانة.
يذكر أن سيف الإسلام القذافي، الذي تخرج في جامعة لندن للاقتصاديات، هو من يتصدر محاولات النظام الليبي لقمع الثورة هناك، بعدما كان بعض المراقبين ينظرون إليه على اعتباره واحدًا من المجددين المنفتحين على الأفكار الغربية. أما الساعدي القذافي فقد احترف كرة القدم من قبل في إيطاليا وكان قائدًا للفريق الوطني الليبي لكرة القدم.
كما قام عدد من المسؤولين في نظام القذافي بمقابلة مسؤولين بريطانيين ويونانيين في محاولة لبدء مفاوضات سلام. وسافر نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي إلى العاصمة اليونانية أثينا مساء السبت حاملاً معه رسالة من القذافي، بينما عاد أحد معاوني القذافي محمد إسماعيل لتوه من لندن بعد محاولات من الجانب الليبي لفتح باب المفاوضات مع دول التحالف الغربي. ومع ذلك فإن العروض الليبية لم تلق قبولاً بعد ووصفت بأنها "غير جديرة بالثقة".
وفيما يتعلق ببقية أبناء القذافي السبعة، فقد وصفت تقارير صحافية كل من خميس ومعتصم بأنهما من الصقور الذين يعارضون أي محاولات لإحداث تغييرات في ليبيا. وتشير هذه التقارير إلى أن خميس القذافي على وجه التحديد يكره الشعب الليبي. وكانت تقارير صحافية ذكرت من قبل أن خميس، الذي يتزعم وحدة من الكوماندوس العسكرية وهي الكتيبة التي تحمل اسمه، قد قُتل في هجوم انتحاري قام به أحد الطيارين الليبيين واستهدف به مقر إقامة القذافي خلال الشهر الماضي، إلا أن النظام الليبي لا يزال ينفي أنباء مقتله. أما معتصم القذافي فهو مستشار الأمن القومي ويقال إنه منافس لسيف الإسلام القذافي.
وهناك أنباء تقول إن الزعيم الليبي يواجه في الوقت الراهن حالة من الانشقاق داخل أفراد عائلته في أعقاب بدء النظام الليبي محاولات الدخول في مفاوضات سلام مع دول التحالف الغربي بقيادة الناتو.
وفي هذا السياق، قال موسى ابراهيم المتحدث باسم نظام حكم الزعيم الليبي معمر القذافي ان طرابلس مستعدة للتوصل الى "حل سياسي" مع القوى الدولية، بشرط بقاء القذافي في الحكم، معبرا عن الاستعداد لمناقشة الاصلاحات في النظام السياسي. واضاف المتحدث ان الحكومة الليبية تأسف لقرار ايطاليا دعم المعارضة الليبية المسلحة، وانه كان قرارا مستندا الى معلومات مضللة، مؤكدا ان طرابلس مستعدة لاجراء انتخابات واستفتاء، او اي شكل آخر من اشكال الاصلاحات في نظامها السياسي.
وقال ابراهيم "يمكن ان نتخذ اي نظام سياسي او اي تغييرات، في الدستور والانتخابات، اي شيء، لكن الزعيم لا بد ان يقودنا الى الامام، هذا ما نؤمن به"، واوضح "لا احد يمكن ان يأتي الى ليبيا ويقول "لا بد ان تتخلوا عن قائدكم وتغيروا نظامكم، من انتم حتى تقولون كلاما كهذا".