أبلغها بالرغبة في الوصول إلى حل لم تتضح معالمه بعد
ممثل الخارجية الليبي يزور اليونان لجعلها وسيطاً بين طرابلس والغرب
رجلان من المعارضة الليبية يشيران بعلامة النصر
بنغازي ـ مفتاح السعدي
توجه القائم بأعمال وزارة الخارجية الليبية عبد العاطي العبيدي إلى اليونان في زيارة رسمية تهدف للوصول إلى حل لإيقاف القتال الدائر على الأراضي الليبية. وفي ظل ما يراه نظام القذافي من خيانة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا له بالمشاركة في الضربات الجوية على ليبيا، فقد أصبحت أثينا، التي تربطها علاقات جيدة بطرابلس ، هي الوسيط الدبلوماسي الذي يراه النظام الليبي مناسبًا لنقل وجهة نظره إلى الغرب. والتقى العبيدي برئيس الوزراء اليوناني جورج بابانديرو، ليصرح وزير الخارجية اليوناني ديمتري دروتساس بعد الاجتماع بإنه يعتقد في رغبة الحكومة الليبية في الوصول إلى حل، وإن كانت تفاصيل هذا الحل لم تتضح بعد، مؤكدًا إن بابانديرو كان على اتصال بالأطراف الغربية خلال الأيام الماضية للوقوف على حقيقة الوضع الراهن، ومن المتوقع أن يواصل العبيدي جولته الأوروبية في الأيام المقبلة بزيارة كل من تركيا ومالطا.
من جانبه، استبعد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، الأحد، مقترحات السلام التي تقدم بها النظام الليبي واصفًا إياها بأنها غير جديرة بالثقة، وذلك في أعقاب لقاء له مع قيادة الثوار الليبيين. وقال الوزير الإيطالي "النظام في طرابلس يقوم بإرسال بعض المسؤولين إلى بعض البلدان، مثل اليونان ومالطا، حاملين معهم رسائل ومقترحات لكن هذه المقترحات غير جديرة بالثقة". وقال أيضًا إنه تحدث مع وزير الخارجية اليوناني الذي أخبره بأن مبعوث القذافي تعهد باحترام وقف إطلاق النار ولكنه لم يتحدث عن مسألة رحيل القذافي، وهو ما يحول دون قبول المقترحات الليبية.
وتشير تقارير حديثة إلى وجود عرض من سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي بنقل الحكم إلى سلطة دستورية، يقوم خلالها هو بتولي القيادة في المرحلة الانتقالية مع تخلي والده عن الحكم، وإن كانت المؤشرات تقول إن هذا الحل لا يلق أيّة موافقة سواء من جانب المعارضة أو من جانب العقيد القذافي نفسه، والذي يصر على اعتبار تحركات الثوار نتيجة لمؤامرات قام بها تنظيم القاعدة مع بعض الأطراف الغربية.
على جانب آخر، وصل وفد من النيابة الاسكتلندية إلى العاصمة البريطانية لندن للتحقيق مع وزير الخارجية الليبي الهارب موسى كوسا حول المعلومات التي يمتلكها حول تفجير لوكيربي، وسط مطالبات من أهالي الضحايا بعدم منحه أي حصانة قضائية إذا ما ثبت تورطه في الأمر، لاسيما بعد ما أشيع عن وجود أدلة على كونه الوسيط الذي ساعد في جلب المتفجرات التي تم تنفيذ العملية بها من الجيش الجمهوري الأيرلندي، وتسعى السلطات البريطانية لتأجيل أي إجراء قانوني لحين إنهاء الوضع في ليبيا على اعتبار أن إسقاط القذافي أولوية حالية.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قد ألقى بيانًا في مجلس العموم أكد فيه على حق الحكومة في السماح ل كوسا بدخول بريطانيا، مؤكدًا إنه قد تحدث معه لفترة وجيزة قبل وصوله لكنه لم يلتق به بعد، ومشيرًا إلى إنه من الوارد أن يطالب كوسا، الذي لم يظهر بشكل علني منذ وصوله للبلاد، بإلقاء حديث علني لتشجيع الدبلوماسيين الليبيين على الانقلاب ضد نظام القذافي، وأكد هيغ على إن الحكومة لم تتفق مع كوسا على منحه أي حصانة، وإن كان الأمر لا يمنعه من تقديم طلب للجوء السياسي، كما أشار إلى سفر وفد دبلوماسي إلى ليبيا للاجتماع بقادة المعارضة.
وعلى مسرح العمليات العسكرية في ليبيا، استمرت طائرات التحالف الغربي في التحليق فوق مدينة برقة النفطية، وسط تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة وتصاعد الدخان من المدينة، في الوقت نفسه الذي قامت فيه سفينة تركية بإجلاء 250 جريحًا من مدينة مصراتة التي تستمر قوات القذافي في محاصرتها وقصفها، والتي لا يزال الآلاف من سكانها بحاجة للإجلاء من الخطر المستمر الذي يتعرضون له.