لمالكي يزور الكوت لبحث إرضاء المعتصمين
بغداد ـ جعفر نصراوي
يتوقع وصول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، الجمعة، بحسب مصادر مطلعة في المدينة. وسيبحث هناك الحلول التي ترضي المعتصمين الذين يواصلون اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي مطالبين باقالة المسؤولين المحليين في المحافظة وعلى راسهم المحافظ لطيف الطرفة.
وحمل المعتصمون باقات من الزهور قدموا بعضها لعناصر الجيش المنتشرين في المدينة، واصفين هذه الحالة بانها دليل على حسن نواياهم رافضين غب الوقت نفسه اتهام هذه التظاهرات بالتسييس لجهات اخرى.
كما شكل المعتصمون لجنة تمثلهم للقاء المالكي.
وفي الوقت ذاته، قال ممثل المرجع الديني علي السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان الاحتجاج والتظاهر حق مشروع وحق كفله الدستور لجميع العراقيين ولكن مع ذلك لا بد من التأكد ان هذه التظاهرات لا تؤدي الى الاضرار بالممتلكات العامة، محذرا القادة الامنيين من اللجوء الى العنف لفض مثل هذه التظاهرات
واضاف الكربلائي في خطبة الجمعه، التي القاها في كربلاء ان هناك خلل في العملية السياسية وامور معقدة وازمات ولكن يجب ان نفرق بينها وبين الممتلكات العامة.
كما حذر الكربلائي من العناصر المندسة التي تعمل على الاضرار بالممتلكات العامة وتكوين انطباع سلبي عن التظاهر وتعطي صورة مشوهة عن المتظاهرين وكذلك عدم اعطاء الفرصة لمن يستفيد سياسيا من هذه التظاهرات والادعاء بالوقوف ورائها.
كما قدم الكربلائي توصيات عدة بعضها للمواطنين وبعضها للمسؤولين وكذلك السياسيين، حيث طالب المسؤولين المحليين بوجوب الاستماع الى مطالب المتظاهرين وتخفيف معاناتهم وان يعملوا على إجراء حوار ويدرسوا هذه المطالب وان يعدوا بوعد صادق لتنفيذها.
وخاطب الكربلائي القادة الامنيين طالبا منهم عدم اللجوء الى العنف الذي يودي بحياة المتظاهرين لان ذلك يعكس صورة ديكتاتورية للنظام القائم والقمع الذي يلجا اليه للوقوف بوجه مشاكل المتظاهرين بدل السعي لحلها.
ووجه الكربلائي الى ضرورة القيام باجراءات عاجلة بحسب قوله لامتصاص الغضب الشعبي.
وحمل جميع الكتل السياسية المسؤولية عما يحدث في العراق لانها انشغلت بالسعي وراء المناصب، محذرا من
مخاطر وتداعيات ترك هذه المعاناة والازمات، من دون حل موضحا انه لابد من ايجاد حلول ناجحة ولو كتخفيف جزئي عن معاناة المواطن.
ومن الاجراءات التي دعا اليها الكربلائي
1- على جميع المسؤولين الكبار في الحكومة وكذلك اعضاء مجلس النواب خفض رواتبهم العالية بمقدار يعتد به كان يكون 10او20 بالمائة كاجراء عاجل وسريع وحتى الرواتب التعاقدية للمسؤولين الحكوميين والنواب السابقين لابد من نظر عاجل لتخفيضها.
واعتبر الكربلائي أن هذا الإجراء سيشعر المواطنين ان هؤلاء الذين أوصلهم لايعملون من اجل تحقيق منافع شخصية ومكاسب مالية وامتيازات وانما همهم خدمة المواطن.
2- رفع الشعور لدى المواطنين بالتمايز الطبقي لان البعض يجدون نفسهم في عوز والبعض الاخر يجدونه يثرى ثراء فاحش وان هناك غبن وظلم اجتماعي وان هذه المشاعر تولد الاحتجاج والانفجار فيجب على المسؤول ان يعيش حياة قريبة من بقية ابناء الشعب.
3- اعضاء الكتل السياسية والمسؤولين الوفاء بالوعود التي يطلقونها بتحسين الخدمات ولا تكون الوعود جزافا لان ذلك يفقد المواطن الثقة بالمسؤولين ويجب ان يكون هناك عمل جدي لتحسين الخدمات ومفردات البطاقة التموينية.
4- نحن بحاجة الى اصلاح سياسي وقيمي بالكتل من داخلها اذا انتقد الكربلائي فهم بعض السياسيين للديمقراطية على انها تغيير الحكومة واجراء انتخابات فقط وانما الفهم الصحيح هو ان نحكم الشعب في كيفية تسيير اموره وان نفهم ان من يختاره الشعب يعمل لصالحه ولا بد ان يكون هناك فهم صحيح وواقعي للنهج الديمقراطي.
واختتم الكربلائي خطبته الثانية السياسية بانتقاد الكتل السياسية قائلا نرى في هذه الايام والايام السابقة تكالب من قبل الكتل السياسية على المناصب واستحداث مناصب جديدة بغية إرضاء الكتل السياسية فالمفروض الاتجاه لارضاء الشعب فمن غير الصحيح ان يكون اكثر من اربعين وزارة ونائب رابع لرئيس الجمهورية لا ن نتائج هذه الاستحداث سوف يأخذ من الميزانية بما يرهقها لان هذه المستحدثات تحتاج الى أموال ورواتب لمنتسبيها ومكاتب وما إلى ذلك من صرفيات والمفروض ان يكون التوجه لخدمة مصالح الشعب العراقي وان تستثمر هذه الصرفيات لخدمته.
وأشار الكربلائي الى ضرورة الاتجاه الى إصلاح قيمي في الكتل السياسية وان يفهموا معنى القيم التي يجب ان يجعلوها نصب أعينهم.