سوق العمل اللبناني لن يستطيع استيعاب العائدين إليه
تراجع تحويلات المغتربين بسبب أحداث الدول العربية والأفريقية
ريما زهار من بيروت
هل تؤثر الأحداث الجارية في الدول العربية وأفريقيا على انخفاض تحويلات المغتربين إلى لبنان؟، وهل تستوعب السوق اللبنانية عدد المغتربين، وهي تعاني أصلاً كسادًا؟.. وما هو الحل للأعداد الكبيرة من العائدين إلى لبنان بعدما جرى في الدول العربية وأفريقيا؟.
بيروت: يقول الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لإيلاف إن الاحداث الجارية في الدول العربية وافريقيا تؤثر كثيرًا على انخفاض تحويلات المغتربين إلى لبنان، ويتابع "هناك اشخاص خسروا عملهم ومنازلهم، بسبب الدمار في أبيدجان وليبيا والبحرين، ولكن يبقى ساحل العاج الاكثر تأثرًا، ومن كان يحول الاموال الى لبنان، مضطر اليوم الى تحسين منزله بعد تضرره، وسيخفّ تحويله الى لبنان، وقد يسحب اموالاً ارسلها في السابق الى لبنان، لان اللبناني في بلاد الاغتراب لا يبقي الاموال هناك، لان هناك قلة ثقة بالمؤسسات، لذلك يتم تحويلها الى الخارج والى لبنان تحديدًا.
ومن خسر عمله هناك قد يبقى اكثر من عامين كي يعيد تحويل الاموال، ومن يعودون يشكلون مشكلة لاقتصاد البلد، لان اوضاعه متعثرة ونزوحهم حتى لو الف منهم، سيشكل مشكلة لان سوق العمل ضيق جدًا.
كثيرون خسروا اعمالهم، كيف يؤثر ذلك على اقتصاد لبنان؟ يجيب حبيقة: "اذا خسروا اعمالهم لن يستطيعوا تحويل اموال الى لبنان، وسيسحبون اموالهم، من اجل تصليح منازلهم".
اما هل تستوعب السوق اللبنانية كما ذكرت اعداد المغتربين وهي اصلاً تعاني كسادًا؟، فيجيب: "تستوعب كسكان، ولكن ليس كسوق عمل، تزيد البطالة، ومن يملك اموالاً لدى عودته لا خوف عليه، يستطيع ان يفتح مصلحة، ولكن عادة من يعود من غير الميسورين، من الموظفين، لا املاك لديه، وهناك مسألة الاولاد والمدارس، رغم ان هذه الاخيرة تتحضر لاستيعابهم، فالمسألة لن تكون بهذه السهولة".
ماذا عن الحل بالنسبة إلى العائدين الى لبنان؟ يجيب حبيقة: "من يرجع عليه ان يعود موقتًا، وليس لمدى طويل، لان في ساحل العاج سوف تتحسن الامور بعد ايام عدة ويحسم الموضوع، وسيعود الى سابق عهده، لذلك يستطيع اللبناني العودة بعد فترة، وسيستقر البلد وتعود مصالحهم، لان لبنان اليوم لا يحتمل رجوع كثيف للمغتربين.
اما كيف كان يساهم سفر المغتربين في اعلاء اقتصاد لبنان؟ يقول حبيقة: "من خلال التحويلات التي كانت كمجموعة مغتربين تشكل 8 مليارات دولار في السنة، وكانت تساهم في زيادة الودائع في المصارف، وفي شراء عقارات واسهم وسندات، كانت اموال للايداع او للاستثمارات، سوف تخف بالطبع، ولكن مع تحسين اوضاع ساحل العاج، سوف تعود كل هذه التحويلات".
هل عدم اجراء التحويلات يؤثر مباشرة على مصارف لبنان؟ يقول حبيقة "طبعًا يؤثر لان المصارف اللبنانية كانت تزداد ودائعها بسبب هذه التحويلات، وقد تنقص اليوم في المصارف، ومن جهة اخرى كانت هذه الاخيرة تستطيع ان تستمر باقراض الدولة اللبنانية، بسبب عجز الموازنة بسبب هذه الودائع، وعندما تنقص فان امكانية المصارف لاقراض الدولة اللبنانية ستخف كثيرًا".
وينفي حبيقة ان يكون هناك خوف على المصارف اليوم، لكنها ستتوجه الى الدولة لتقول لها ان تلغي العجز والخوف الا تستطيع المصارف ان تقرض الدولة.
ويضيف حبيقة: "اللبنانيون في الخليج تعرضوا الى الازمة المالية العالمية، ورغم ذلك صمدوا في بلاد الاغتراب، وربما يتكرر ذلك اليوم، لان الاحداث ليست في كل انحاء بلاد الاغتراب".
وما يحصل في البحرين ايضًا لن يؤثر على وجود اللبنانيين هناك، لان البلد هناك بحاجة الى اللبنانيين في المطارات والشركات.
وردًا على سؤال ما هو دور الاحداث في الدول العربية والافريقية على السياحة في لبنان لكونها تعتمد في الاصل على المغتربين؟ يجيب حبيقة: "برأيي لا موسم سياحي هذا الصيف، انتهى قبل ان يبدأ، لان السياحة في كل الدول نعرف نتائجها خلال شهر آذار/مارس، مع بدء الرحلات، لبنان ليس اليوم في الخارطة السياحية، ومن هو في بعض الدول العربية من لبنانيين قد يأتون لقضاء فصل الصيف، لزيارة الاهل، لكنهم ليسوا سياحًا، والسياح لن يأتوا الى لبنان، خصوصًا ان السياح الاجانب من استراليا واميركا لن يأتوا، لانهم يزورون لبنان الاردن وسوريا، وهم يعلمون ان الشرق الاوسط اليوم ليس في حال سلام، لذلك فلن يتوجهوا الى لبنان، ولن نرى سوى بعض اللبنانيين الذين سيقصدون بلدهم في الصيف.