الجيش يواصل حصار عديد المدن وحملات الاعتقالات ضدّ النشطاء مستمرّة
14 قتيلاً وعشرات الجرحى خلال تظاهرات "جمعة التحدّي" في سوريا
وكالات
دخلت عدة دبابات مدينة حمص السورية الجمعة فيما شهدت مدن عدة تظاهرات دعا اليها معارضو نظام الأسد. وقتل عدد من المتظاهرين وجرح آخرون رغم قرار وزارة الداخلية حظر التظاهر "تحت اي عنوان كان" واستمرار الحصار على العديد من المدن والاعتقالات الواسعة.
سوريون يتظاهرون أمام مقر الجامعة العربية في القاهرة
دمشق: قتل 13 متظاهرا برصاص قوات الامن السورية في حمص وحماة الجمعة استنادا الى ناشطين حقوقيين في هاتين المدينتين الواقعتين وسط البلاد.
وقال ناشط حقوقي في مدينة حمص الصناعية الكبرى التي تبعد 160 كلم عن دمشق شمالا "قتل ثمانية متظاهرين واصيب عدد كبير اخر عندما اطلقت قوات الامن النار على تظاهرة".
واوضح ان عدة مسيرات جرت الجمعة في حمص اطلقت قوات الامن النار على واحدة منها لدى وصولها الى دوار باب دريب بوسط المدينة. واكد ناشطان حقوقيان اخران هذه الرواية والحصيلة.
كما اشار الناشط نفسه الى ان قوات الامن اطلقت النار على محطة كهرباء مما ادى الى انقطاع التيار في عدة احياء من حمص.
من جهة اخرى قتل خمسة متظاهرين برصاص قوات الامن ايضا في حماة وفقا لناشطين حقوقيين في هذه المدينة التي تبعد 210 كلم عن دمشق شمالا.
كما أعلنت اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ضابطا في الجيش واربعة عناصر من الشرطة قتلوا الجمعة في حمص في وسط سوريا على ايدي مجموعة مسلحة.
وافادت الوكالة عن "استشهاد ضابط من الجيش وأربعة من عناصر الشرطة برصاص مجموعة إجرامية مسلحة بحمص، وقامت يد الاجرام بالتمثيل بأجسادهم".
وكان ناشط حقوقي في حمص التي تبعد 160 كلم عن دمشق شمالا، اعلن في وقت سابق "مقتل ثمانية متظاهرين واصابة عدد كبير اخر عندما اطلقت قوات الامن النار على تظاهرة" في المدينة.
واوضح ان عدة مسيرات جرت الجمعة في حمص اطلقت قوات الامن النار على واحدة منها لدى وصولها الى دوار باب دريب بوسط المدينة. واكد ناشطان حقوقيان اخران هذه الرواية والحصيلة.
كما اشار الناشط نفسه الى ان قوات الامن اطلقت النار على محطة كهرباء مما ادى الى انقطاع التيار في عدة احياء من حمص.
وفي وقت سابق، فاد ناشطون حقوقيون ان خمسة قتلى وعدة جرحى حالة بعضهم حرجة سقطوا الجمعة عندما اطلق رجال الامن النار عليهم اثناء تفريق تظاهرة في حمص (وسط).
ذكر الناشط الحقوقي نجاتي طيارة لوكالة فرانس برس ان "قوات الامن استخدمت النار لتفريق المتظاهرين ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص على الاقل وجرح العديد حالة بعضهم حرجة".
واضاف ان "عدة تظاهرات جرت في مدينة حمص الا ان قوات الامن استخدمت النار لتفريق المتظاهرين في احداها عندما وصلت الى باب دريب" في مركز المدينة.
كما اكد عدة ناشطين مقتل المتظاهرين الخمسة.
واكد ناشط حقوقي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من مدينة حمص السوريةّة طالبا عدم كشف اسمه ان "عدة دبابات دخلت مدينة حمص وتوضعت في عدة امكنة في مركز المدينة".
كما اشار الناشط الى "وجود عشرات الدبابات التي انتشرت في الاحياء التي تقع على اطراف المدينة مثل بابا عمرو (غرب) ودير بعلبة (شمال شرق) والستين في حي عشيرة (شرق)".
ودعت الاجهزة الامنية عبر مكبرات صوت علقتها على شاحنات صغيرة، الذين شاركوا في التظاهرات الى التوجه الى مقاسم الشرطة في احيائهم وتسليم انفسهم ان "لم يكونوا يريدون ان يتم القبض عليهم ومعاقبتهم".
كما اجبرت السلطات اصحاب المحال التجارية المفتوحة الى اغلاق محالهم والعودة الى منازلهم كما دعت السكان الى عدم الخروج، حسب الناشط نفسه.
من جهة ثانية، اعلن الناشط الحقوقي نجاتي طيارة ان "قوات الامن قامت بعملية تمشيط ليل الخميس الجمعة وقامت باعتقال العشرات في عدة احياء" في حمص.
واهابت وزارة الداخلية في بيان "بالمواطنين في الظروف الراهنة (...) الامتناع عن القيام باي مسيرات او تظاهرات او اعتصامات تحت اي عنوان كان الا بعد اخذ موافقة رسمية على التظاهر".
واوضحت ان طلبها يأتي من اجل "المساهمة الفاعلة في ارساء الاستقرار والامن ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق هذا الهدف الوطني".
الا ان ناشطين تحدوا قرار الداخلية ودعوا الى التظاهر في "جمعة التحدي 6 ايار/مايو 2011". وعنون موقع "الثورة السورية 2011" الذي انشاه ناشطون شبان "سوريا، الحرية قريبة، الشعب يريد اسقاط النظام".
ويقول نص الدعوة "مع جمعة التحدي رسالة لكل من يعي نحن هنا ولن يمر من هنا القراصنة ..ليس بعد اليوم اجسادنا للحرية فداء للكرامة فداء للعزة فداء ومن اجلها نتحدى العالم"
وفي ريف دمشق، تظاهر الالاف في بلدة سقبا التي شهدت صباح الخميس اعتقال اكثر من 300 شخص بينهم عدة مشايخ خلال حملة اعتقالات شنتها الاجهزة الامنية بمساندة من الجيش.
وافاد ناشط حقوقي ان "المتظاهرين طالبوا بالافراج عن المعتقلين وهتفوا بشعارات مناهضة للنظام".
وفي شمال شرق سوريا، افاد الحقوقي حسن برو لوكالة فرانس برس ان "نحو خمسة شخص تظاهروا في القامشلي (680 كلم شمال شرق دمشق) هاتفين بشعارات تدعو الى الوحدة الوطنية وتضامنية مع اهل درعا"
واضاف برو ان "اكثر من ثلاثة الاف شخص خرجوا في منطقة عامودا (20 كلم القامشلي) رغم استدعاء الجهات الامنية لعدة شخصيات للتوقيع على تعهدات بعدم التظاهر".
كما اشار الى "مظاهرة شارك فيها نحو الف شخص في منطقة الدرباسية (50 كلم غرب القامشلي) اطلقت شعارات بينها +لا جماعة ولا احزاب ثورتنا ثورة شباب+"
وفي حمص، حيث انتشرت الدبابات صباح اليوم، "اطلقت قوات الامن النار لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا الجمعة في مركز المدينة" حسبما افاد ناشط للوكالة.
كما اشار ناشط اخر للوكالة ان "نحو خمسة الاف شخص خرجوا للتظاهر في مدينة بانياس" الساحلية حيث تجمع الخميس بالقرب منها عشرات الدبابات والمدرعات بالاضافة الى تعزيزات ضخمة من الجيش الخميس تمهيدا لمهاجمتها، بحسب ناشطين حقوقيين.
واشار احد الناشطين "يبدو انهم ينوون الهجوم على بانياس كما سبق وفعلوا في درعا" جنوب البلاد.
كما اشار الى خروج العديد من المظاهرات في كفر نبل التابعة لريف ادلب (شمال غرب) حيث اعتقل الاسبوع الماضي اكثر من 25 شخصا.
وعلى الارض يستكمل الجيش السوري اليوم الجمعة خروجه الذي بداه الامس من مدينة درعا، معقل الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ منتصف اذار/مارس.
وقال اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش السوري لوكالة فرانس برس ان "وحدات الجيش تتابع خروجها تدريجيا"، مشيرا الى ان "الوحدات استمرت بالخروج خلال الليل من درعا".
وذكر مراسلو وكالة فرانس برس ان نحو 350 جنديا استقلوا الخميس نحو عشرين ناقلة جنود الصقت عليها صور الرئيس السوري بشار الاسد وغادروا نحو الساعة العاشرة (7,00 تغ) المدينة التي تبعد عن دمشق 100 كلم.
واشار اللواء حداد الى "ارتياح كبير لدى الاهالي بعد مجئ الجيش لانه نشر الامن" لافتا الى ان "القناصة كانوا يطلقون النار على الناس من الاسطحة".
واكد ان السلطات "قامت بالقبض على نحو 600 شخص في درعا منذ دخول الجيش في 25 نيسان/ابريل".
اعتقال المعارض السوري رياض سيف في دمشق
قامت الاجهزة الامنية الجمعة باعتقال المعارض السوري رياض سيف، حسبما افاد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس.
وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن للوكالة ان "الاجهزة الامنية اعتقلت المعارض البارز رياض سيف بعد صلاة الجمعة في محيط جامع الحسن في حي الميدان" الواقع في مركز دمشق.
ورياض سيف (65 عاما) ينتمي الى مجموعة من 12 معارضا وقعوا على "اعلان دمشق" الذي يدعو الى تغيير ديموقراطي في سوريا.
وقد حكمت عليهم جميعا في تشرين الاول/اكتوبر 2008 محكمة الجنايات الاولى في دمشق بالسجن سنتين ونصف السنة بتهمة "نقل انباء كاذبة من شانها ان توهن نفسية الامة".
وافرجت عنه السلطات في تموز/يوليو 2010 بعدما انهى فترة عقوبته في السجن.
وعلى الصعيد الدولي وفي رد فعل على العنف الذي استخدمته السلطات السورية من اجل قمع موجة الاحتجاجات في مختلف المدن السورية ذكر دبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي سيبت بعد ظهر الجمعة في مسألة فرض عقوبات تستهدف شخصيات سورية.
وذكر دبلوماسي اوروبي لوكالة فرانس برس "ثمة مسألة لم تحسم بعد، وهي ادراج بشار الاسد ام لا" في لائحة تضم خمسة عشر اسما لاشخاص تستهدفهم تدابير تجميد ارصدة ومنعهم من الحصول على تأشيرات.
واشارت منظمات غير حكومية الى ان قمع الحركة الاحتجاجية اسفر عن 600 قتيل تقريبا في سوريا غالبيتهم في درعا (جنوب) التي انطلقت منها التظاهرات في اواسط اذار/مارس في حين ان عدد "المعتقلين او المفقودين يمكن ان يكون قد فاق 8000" شخص، بحسب ما اعلن وسام طريف المدير التنفيذي لمنظمة الدفاع عن حقوق الانسان "انسان".