حشد لـ «جمعة حرائر» وروسيا تحذر من تدخل أجنبيّ
نتشار مكثف للجيش وعناصر الامن في معاقل الاحتجاج في سوريا
وكالات
دعا ناشطون سوريون الى التظاهر اليوم في ما سمّوه «جمعة حرائر سورية»، على غرار التظاهرات الحاشدة التي تخرج أيام الجمعة منذ بدء موجة الاحتجاجات منتصف مارس الماضي، والتي قوبلت بتدخل قوات الأمن والجيش، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى، واعتقال الالاف.
الجيش ينتشر في المدن السورية لمنع الاحتجاجات
دمشق: انتشر الجيش ورجال الامن بكثافة الجمعة في ابرز معاقل الاحتجاجات غير المسبوقة وذلك تحسبا للتظاهرات المتوقع قيامها في عدة مدن سورية، حسبما افاد ناشط حقوقي.
وذكر الناشط الحقوقي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان "هناك انتشار امني كثيف واقيمت حواجز امنية في كل المدن السورية والقرى التي شهدت تظاهرات" مؤخرا للمطالة باطلاق الحريات.
واشار الى "حملة اعتقالات واسعة في جميع ارجاء سوريا شملت ناشطين حقوقيين في دير الزور (شمال شرق) واللاذقية (غرب) والقامشلي (شمال) ودرعا (جنوب)" حيث اندلعت التظاهرات منتصف اذار/مارس.
وبحسب ناشط اخر "فان اكثر من الفي عنصر من الجيش انتشروا في الساحة التي تجري فيها عادة التظاهرات وفي الشوارع المؤدية لها في بانياس" التي دخلها الجيش السبت الماضي.
وقتل 9 اشخاص بينهم اربعة متظاهرات في هذه المدينة التي يقطنها نحو 50 الف نسمة.
وتنوي السلطات "تنظيم مظاهرات مؤيدة للنظام في درعا وبانياس" حسبما افاد الناشط.
ودعا ناشطون الى التظاهر في "يوم جمعة الحرائر" على الرغم من القمع الذي واجهت به السلطات التظاهرات واسفر عن مقتل نحو 700 شخص واعتقال الالاف بحسب منظمات حقوقية.
وتتهم السلطات جماعات ارهابية مسلحة يديرها الخارج من اجل نشر الفوضى في البلاد.
ويعتزم الناشطون السوريون أن تكون تظاهرة «جمعة حرائر سورية» اليوم تضامنا مع نساء يقولُن إنهن تعرضن للاعتقال والإهانة على أيدي قوات الأمن.
وتأتي «جمعة حرائر سورية» في خضم سلسلة التظاهرات التي خرجت في عدد من أيام الجمعة الماضية باسم «جمعة التحدي» و«جمعة الغضب» و«جمعة الإصرار» و«الجمعة العظيمة».
وقد قوبلت هذه التظاهرات بتدخل عنيف من قبل قوات الأمن والجيش، ما جعل من تلك الاحتجاجات أياما دامية شهدت سقوط عشرات القتلى والجرحى في مدن عدة، وفق ما تقول منظمات حقوق الإنسان وشهود عيان.
إلا أن ناشط حقوقي سوري أعلن اليوم الجمعة أن الرئيس السوري بشار الاسد أصدر اوامر الى قواته بعدم اطلاق النار على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية قبل ساعات من صلاة الجمعة التي اصبحت بؤرة تجمع للمحتجين في انتفاضة مضى عليها ثمانية اسابيع.
الجيش يعزز سيطرته والأمن يواصل حملات الإعتقال في سوريا
وقال لؤي حسين ان بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري أبلغته في اتصال هاتفي "انه صدرت أوامر رئاسية حاسمة بعدم اطلاق النار على المتظاهرين وكل من يخالف ذلك يتحمل كامل المسؤولية".
وامل حسين في بيان أرسله الى وكالة "رويترز" أن يتحقق ذلك، داعيا الى سلمية أي شكل من اشكال الاحتجاج مهما كان اداء السلطات الامنية.
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة من اي تدخل اجنبي في سوريا، داعيا المعارضة السورية الى عدم تكرار "السيناريو الليبي"، كما افادت وكالات الانباء الروسية.
وقال لافروف خلال زيارة الى كازاخستان "اننا قلقون جدا لان عملية المصالحة، عملية بداية الحوار (...) تاخرت بسبب نوايا بعض المشاركين في العملية استدراج قوات اجنبية لدعم تحركاتهم".
واوضح ان روسيا تامل ان "لا يتكرر السيناريو الليبي مع تدخل اطراف اجنبية في الوضع (السوري) بما فيه باللجوء الى القوة".
في هذه الاثناء، كشف سياسي خليجي لصحيفة "النهار اللبنانية" عن "مضمون لقاءات الرئيس السوري بشار الأسد ووزراء خارجية دول الإمارات والبحرين وقطر الذين زاروا دمشق على التوالي أخيراً في عز الاحتجاجات والاضطرابات التي عمت المدن والمحافظات السورية".
ولفت السياسي الخليجي الواسع الاطلاع إلى ان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد أبلغ الأسد موقفاً لبلاده مختصره "إننا مع سوريا ونريد استقرارها، ولكن لا يجوز في الوقت نفسه الاستمرار في قمع المتظاهرين بهذه القسوة". وإن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة شكر للأسد "تأييده طلب سلطات البحرين قوة "درع الجزيرة" لإنهاء الحركة الشعبية الشيعية التي اندلعت في وجه النظام"، ملمحاً إلى "تشابه في ظروف البلدين اللذين تحكم كل منهما أقلية، وإلى أهمية التنسيق والتعاون بينهما".
أما لقاء الأسد ورئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم فوصفه السياسي الخليجي بأنه كان "سيئاً"، مشيراً إلى "قول الرئيس السوري لضيفه إن لبلاده قطر استثمارات في سوريا تبلغ نحو 6 مليارات دولار سوف تخسرها بسبب سياسة قناة "الجزيرة"، مما أثار استياء الشيخ حمد". وعلّق السياسي الخليجي على كلام الأسد هذا "مذكّراً بأن قطر "اشترت" مونديال كرة القدم للسنة 2014 بنحو 100 مليار دولار، وليس بهذا الأسلوب تكون مقاربة الموقف القطري من سوريا".
ولفت السياسي الخليجي الذي كان يقوم بزيارة خاصة لبيروت استمرت أياماً إلى "مشاريع تعاون تركية - قطرية يقع بعضها في مجال الإعلام"، يلح رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان على أحدها، وهو "مشروع إنشاء قناة فضائية إخبارية للأتراك على غرار "الجزيرة" بمشاركة الدوحة".
في غضون ذلك، أكد المعارض السوري ميشال كيلو في حديث لصحيفة "الراي" الكويتية أن اجتماعه مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان "ليس حواراً" إنما الغرض منه كان سماع وجهة نظره حول التطورات الجارية ودلالاتها.
ولفت الى انه "لم يحدث حوار فعلي، وما جرى كان الغرض منه سماع وجهة نظري، وقد ذهبتُ اليها وأطلعتُها على رأيي وعدت الى منزلي".
واشار الى انه تحدثت مع شعبان عن التطورات الحاصلة ودلالاتها، وعن طاقة الشعب السوري وكيفية تعامل السلطات الأمنية مع التظاهرات التي تجري في المدن السورية".
ورأى كيلو ان الحركة الاحتجاجية واسعة جداً، وهي تحت السيطرة داخل المدن المحاصَرة.
وعن العقوبات الاوروبية على القيادات المقربة من الرئيس بشار الاسد، اعتبر ان "هذه العقوبات لا معنى لها، والاتحاد الاوروبي على سبيل المثال وضع سلة من العقوبات تشمل منع شراء السلاح من اوروبا وحظر سفر وتجميد أصول مالية".
وردا على سؤال عما اذا كانت سوريا ستستمر بحالة المد والجزر بين الحركة الاحتجاجية والنظام اشار الى ان "هذه المسألة تتوقف على استعداد النظام لاجراء اصلاحات جذرية، وفي رأيي أن انصاف الحلول لن تؤدي الى تحقيق مطالب الشعب السوري".