نزل من الافق بمعطفه
الاسود الفاخر
نظر حوله كانه
اخر بقية البشر
ركن سيارته السوداء الفارهة
سواد ملكي يندر ولا يبشر
لكنه لا يعادل سواد الثوب
المرقع الدي كان يتقوقع داخله
شاب ..شاب شعره.. وجلده
من قساوة الدهر ...والنكران المر
رفع شبح الشاب عينيه وحدق النظر
لملم ثوبه المرقع وتقوقع
......اكثر....... فاكثر
التصق بالحائط يطلب اللجوء
من احساس القهر
والجوع والبؤس والفقر
ركز عينيه على السيجار الفاخر
الرجل صاحب المعطف الاسود
لا يزال ينظر في اللاشيء
كانه اخر البشر
بلع شبح الشاب ريقه
فرائحة السيجار الساحر
اسالت لعابه
من الجوع والحرمان القاهر
اما العطر الثمين الدي ضرب وجه الشاب الغائر
اصابه بالاغماء لانه الف رائحة المقابر
الرجل صاحب المعطف الفاخر
لازال ينظر الى اللاشيء
رمى بعقب سيجارته
على ارض الشاب المحرومة الموحلة
اخرج شبح الشاب يده
من تحت بقايا اسمال الدل والوحدة القاتلة
كانت السيجارة وسط الشارع
مرتمية بانفة
كصاحبها سليل اخر البشر
حبى الشاب على ركبتيه
رجلاه رفضت لتحملاه
اكمل على رجليه ويديه
ليست الاولى لديه
حتى رغيف الخبز ياخده دائما من الاسفل
الف من بني ادم ان يرميه وينحني هو عليه
الف المشي على يديه
صارت طبيعة اكثر من عادة
حتى نسي
طول قامته
انفته وعزته
كرامته
كبريائه
اقترب شبح الشاب من السيجارة
ومن لهفته
وضعها بين شفتيه
لم يتحرك من مكانه
سحب اول جرعته
لكن صاحب المعطف الاسود الفاخر
وكانه استخسر حتى هده اللدة فيه
ركب السيارة السوداء
وداس على داك الشيء غير المرئي
انه شبح انسان
لكن صاحب المعطف الاسود الفاخر
هو اخر البشر
وشبح الشاب ليس في مستوى النظر
لكن شبح الشاب دي الوجه الاغبر
ربما كان له واسع النظر وصفاء الفكر
بخلاف سليل اخر البشر
خديجة جبران