وفد من قيادة حزب المؤتمر الحاكم يصل الرياض للتشاور مع صالح حول نقلها
الرئيس اليمني يرضخ للضغوط الأميركية والسعودية ويقبل بالتخلي عن سلطاته
صنعاء ـ خالد الهروجي
كشفت مصادر سياسية يمنية عن خطوات متسارعة لحلحلة الأزمة السياسية في البلاد، وقالت المصادر لـ"العرب اليوم" أن الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة، وستشهد انفراجًا كبيرًا للأزمة، وأن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي يقضي فترة نقاهة في الرياض بعد شهرين من العلاج في المستشفى العسكري السعودي، ربما اقتنع أخيرًا بفعل قوة الضغوط الأميركية السعودية، بالتخلي عن السلطة وتوقيع اتفاق المبادرة الخليجية بعد إجراء تعديلات بسيطة عليه، تتعلق بالمدد الزمنية لمتطلبات الفترة الانتقالية.
وأوضحت ذات المصادر إن واشنطن والرياض نصحتا صالح، بعدم العودة إلى اليمن في الوقت الراهن، لأن عودته قد تشعل حربًا أهلية في البلاد، وأن الوضع الذي تعيشه اليمن يتطلب تحرك سريع من قبل الرئيس للتخلي عن سلطاته لنائبه عبدربه منصور هادي، وأكدتا له أن الوضع لا يحتمل التأخير والمماطلة، مشيرة إلى أن الجهود الأميركية والخليجية، حققت نتائج ممتازة في هذا الجانب، من خلال الحصول على موافقة صالح وقبوله بالتخلي عن منصب الرئاسة، وكذا قبول المعارضة في تكتل "اللقاء المشترك" بتأجيل الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني الذي كان مقررًا في الأسبوع الأول من شهر رمضان، إلى 17 منه بهدف إفساح المجال للجهود السياسية التي تبذل لحل الأزمة بالطرق السلمية.
وأكدت المصادر السياسية اليمنية أن وفذًا من قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) في اليمن، غادر صنعاء فجر الأربعاء، متوجهًا إلى العاصمة السعودية الرياض، للالتقاء بالرئيس صالح والتشاور معه بشأن الصيغ المطروحة لحل الأزمة السياسية في البلاد، وقالت المصادر أن وفد الحزب الحاكم ضم كلاً من النائب الثاني لرئيس المؤتمر عبدالكريم الإرياني، ووزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي والأمينان المساعدان سلطان البركاني وأحمد عبيد بن دغر.
وذكرت صحيفة يمنية، الأربعاء، عن دبلوماسي خليجي رفيع قوله إن "دول الخليج والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تلقت تأكيدات من الجانب الأميركي أن صالح بعث بخطاب للبيت الأبيض، أكد فيه موافقته الصريحة لنقل السلطة إلى نائبه وكذلك قراره في عدم الرغبة بالعودة إلى اليمن"، وقالت صحيفة أخبار اليوم أن الدبلوماسي الخليجي الذي طلب عدم كشف هويته أن خطاب صالح لقي ترحيبًا من جانب البيت الأبيض، الذي طالب عبر أحد مستشاري الرئيس الأميركي أوباما، بالنقل الفوري للسلطة دون تأخير وفق المبادرة الخليجية.
هذا وتدعم الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي اتفاق المبادرة الخليجية الذي يقضي باستقالة صالح ونقل صلاحياته لنائبه، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة مقابل منحه وعائلته وأركان نظامه حصانة ضد الملاحقة القضائية، غير أن الرئيس صالح تنصل عن وعوده بالتوقيع على اتفاق المبادرة الخليجية ثلاث مرات متتالية.