قرأ البريد الإلكتروني لجنرالات في البنتاغون وهو في الـ17
الصحافية هيذر بروك تصف أسانج شخص بأنه عنيد ونرجسي
لندن ـ سليم كرم
اتهمت صحافية بريطانية مؤسس موقع "ويكليكس" جوليان أسانج بأنه شخص عنيد ونرجسي وبأنه حاول استمالتها على الرغم من علمه بأنه سيدة متزوجة. وقال هيذر بروك "كنا نجلس بمنزل في لندن في وقت متأخر من المساء، وكان جوليان أسانج، لا يتحدث عن العدالة ولا عن حرية المعلومات، والذي هو علي قناعة تامة بالحرية ، ولا عن أي شيء من أشكال الرقابة عليه وتضييق الخناق، ولكنه تحدث عن مغامراته وتجاربه المثيرة مع الإناث. وأخذ وقته في التحدث والتذكر والسرد، ولكني وصلت معه بطريقة أو بأخرى حول شخصيته والمصاعب المهنية التي يواجهها وسيواجهها، فهو المسرب الأشهر في العالم صاحب موقع ويكيليكس، وهو يتحدث معي بكل أريحيه لأنه يعلم أنني من دعاة حرية تداول المعلومات". واستكملت الصحافية هيذر بروك، حديثها قائلة "في ذلك المساء لم أكن أشعر بالراحة وأنا معه وحدنا في الغرفة نفسها، فعندما سألته عن كلمة خاصة من الممكن أن أستخدمها في مناقشة بحثي، فأحسست أنه سيأخذها كمدخل لأنضم لأحدى تجاربه النسائية. وفي وقت لاحق من تلك الليلة بينما نمشي إلى محطة بيمليك، توقف فجأة ليحدق بي ويقول إنه لا يمكنه أن يفهم علي وجه التحديد كيف يعيش الناس في لندن فالبيوت بعضها فوق بعض، ثم أخذ في محاصرتي على الجدار خلفي على مرأى ومسمع من المارة حولنا، فاضطرت للمشي بعيدًا عنه، مندهشة من سلوكه الذي اتبعه رغم من علمه بأنني متزوجة، ولكن من الواضح أن ذلك لم يشكل فارقًا لديه، وأسانج الذي رفض جميع وجهات النظر المتعلقة بموقعه، والخطر الذي يمثله عليه، وأبدى لا مبالاة واضحة في عملية تسريب الوثائق، فقد وجهت له تهمة الاعتداء الجنسي والاغتصاب من قبل، كما أن سلوكه ضد المرأة عنصري بعض الشيء".
ولا عجب في أنه فقد المتعاونين معه بعد سنوات من علاقتهم الطيبة، وفقد الكثير من صخب مؤيديه والداعمين له، فمن وجهة نظري أن ويكيليكس يجب أن تكون الآن في أقوي حالاتها بينما في الواقع هي في أسوأ حالاتها، وكان أحد الصحافيين الذين عملوا معه قد أخبرني بأن أسانج كان قد قال له أن عليه استخدام كلمة مجنون خطير كمصطلح تقني". وتؤكد بروك أن أسانج لم يكن ينتهج هذا السلوك عندما قابلته للمرة الأولى عندما دعيت إلى إلقاء كلمة في آذار/مارس الماضي وعلمت بأن أسانج سيكون موجودًا هناك، فقد كانت مفتونة به وبطريقة عمله وبشجاعته. ولم يكن آسانج خجولا، وكان ذو عقل متفتح يؤمن إيمانًا كاملا بحرية الرأي والتعبير وحق الناس في المعرفة وإتاحة ومشاركة المعلومات مع الجميع، وقد قال سابقًا إن المملكة المتحدة هي أسوأ ديمقراطية ليبرالية في العالم أجمع.
"وحينما كان مستعدًا للحديث، قمت بمقابلة صحافية معه، وقال لي بعد جلوسه إنه يحاول أن يجد لنفسه متسعًا من المكان حتى لا يلامس ظهري، فأجبته مازحة بأنه يجب أن يشعر بالقلق إزاء القليل من إطلاق النار حال حدوث ذلك، فقال إنه لا يعترض على ذلك أبدًا. وكانت الصالة الرئيسية للفندق، حيث عقد المؤتمر، يوجد بها بار على جانب واحد وبجانبه نوافذ زجاجية تعطي شكلا بانوراميًا للنهر، فقلت له إننا يمكننا الحديث في جزء من اللوبي لا يوجد به نوافذ. وعندما شاهدته في وقت آخر يجلس على الكمبيوتر المحمول خاصته أمام نوافذ ممتددة من الأرض إلى السقف، سألته عن ماذا حدث للقناصة؟ هل تظن أنهم شعروا بالممل جراء عدم مقدرتهم على تصفيتك؟ فابتسم بخجل، فقلت له إن عليه أخذ الأمر بصورة جدية إن كان يعتقد أنه مستهدف ولا يجلس أمام النوافذ بطريقة مستفزة كهذه، فسألته مرة أخرى حول احتمالية وجود قناصة الآن يصوبون بنادقهم نحو قلبه؟ قال إنه أثناء عودته من آيسلندا كان هناك اثنان من مسؤولي الخارجية الأميركية يتتبعونه من قبل ركوبه الطائرة وحتى وصوله. وبالنسبة لي هو أمر مشكوك فيه نسبة كبيرة، من الممكن أن تكون النرجسية أو كونه شخص عنيد قد تخيل له بعض تلك الأشياء، فحاولت الاستفسار قائلة إن كل ذلك قد يكون غير صحيح فما الذي يؤكد لك تلك الشكوك؟، وأن كانوا يراقبونه فبالتأكيد لن يعلنوا عن أنفسهم، رد أسانج سريعًا "لدي أصدقاء يعملون في مكتب الطيران، وتحققوا من جوازات السفر وقاموا بلفت نظري إلى وجود جوازات دبلوماسية أميركية على الطائرة، وعددهم اثنان من الخارجية الأميركية".
بدأت في إدخال عنصر المؤامرة السياسية كافتراض لإثراء الحديث ولسحب الكلمات منه، فقد كنت أعتقد أنه يعانى من البارانويا، فسألته بنبرة تحدٍّ واضحة، لماذا تعتقد أن الخارجية الأميركية مهتمة بك وتضعك تحت المراقبة؟ قال إنه لن يستطيع أن يخبرني بذلك، لكن في وقت لاحق قال أإه كان عليه الذهاب إلى واشنطن في الخامس من نيسان/أبريل حيث كان هناك مؤتمر صحافي، حيث حصل على لقطات سرية مذهلة ومروعة التي تظهر قتل المدنيين من قبل الحكومة الأميركية، فقد أخذت اللقطات من طائرة آباتشي لجنود أميركيين يقومون بأطلاق النار على المواطنين العزل في شوارع بغداد عام 2007 . فتسائلت، لماذ قد يعطيك شخص التقيته توًا شيئًا كهذا وبهذه السرية؟ كيف لا تخاف وأنت تفعل أشياء تهز كيان أنظمة قائمة ودولا بأكملها ولا تقلق حتى بسبب ما فعلته؟ وأجاب وهو يقترب مني، من الطبيعي أن أكون حريص ولكن يجب أن أفعل ما أخاف منه، فالخوف هو موجود بشكل كبير في الخيال فقط، إنه منهج حياة في الدول، فالشرطة تعلم أن أعدادها قليلة ولذلك تتبع نظرية التخويف حتى تستطيع السيطرة على جموع الشعب. كما أن الناس الأبرياء يعطونني الحافز الكافي لاستكمال ما بدأته، حيث شعوري بأنني لا أقهر ولا أحد قادر على إخضاعي، رفعت جانب من حاجبي في شكل استنكاري أو اندهاشي لما يقول، لا أعلم علي وجه التحديد، فقد كان التحول مذهلا وتصدر لي شعور بأنه يحاول البحث بداخلي عن فتاة مراهقة له، ولكن عمومًا ففي تقرير الذي خلصت أليه هو انه اجتهد وعمل بتقنية حديثة من أجل حمل الناس علي الانفتاح المعلوماتي المؤمن به والتخلي عن أسرارهم وعناده الدائم، وأخيرًا انتهى به المطاف إلى إفلاس أو شبه إفلاس.
وقال إنه عندما كان شابًا في السابعة عشر من عمره كان يتسلل من خلال الإنترنت ليقرأ البريد الإلكتروني في صندوق الوارد لجنرالات في البنتاغون، ردًا على سؤالي ما الذي يحركه باستثناء حرية المعلومات؟. وقد اتهم قبل فترة الجندي الأميركي الشاب برادلي مينغ بتحميل 90 ألف وثيقة عسكرية سرية حول الحرب في أفغانستان، وأثبت أسانج بالوثائق وأن ذلك تم بالتعاون مع العديد من الصحف التي كانت تخطط لنشر تلك الوثائق.
وقال إن الولايات المتحدة نفذت عملية عسكرية في أفغانستان راح ضحيتها أكثر من 2000 من المدنين الأبرياء، هذا الرقم البشع في عملية واحدة فقط، وكان الجيش الأميركي يحتفظ بتلك المعلومات بكل هدوء حتى أننا لم نسمع عنها في الإعلام وهو ما يؤكد سيطرة أميركا وغيرها علي الإعلام العالمي.