على الرغم من عدم استيعاب المساجد لأعدادهم
فرنسا تحظر على المسلمين الصلاة في الشوارع "حفاظًا" على "علمانية" الدولة
باريس ـ مارينا منصف
أدت قلة عدد المساجد في فرنسا إلى لجوء بعض المسلمين للصلاة في الشوارع والأماكن العامة، لكن السلطات الفرنسية قررت منع ذلك في العاصمة، باريس، بعدما أصدرت الحكومة قانونًا يمنع المسلمين من الصلاة في الشوارع. وجاءت هذه الخطوة الراديكالية، التي أثارت غضب كثيرين، بعد شكاوى من أن منظر مئات الرجال وهم يسجدون ويركعون في شوارع وطرقات العاصمة الفرنسية "غير لائق".
ويُلام في لجوء المسلمين إلى الأماكن العامة على قلة عدد المساجد. لكن وزير الداخلية الفرنسي اليميني كلود غيان قال، إن الصلاة في الشوارع "يؤذي مشاعر العديد من المواطنين. وأنه يريد الحفاظ على الطبيعية العلمانية للجمهورية الفرنسية، وسيتم تعميم هذا القانون على كل المدن الفرنسية الكبرى التي تنتشر فيها هذه الممارسة. وسيشمل ذلك مدن مثل ليون ومرسيليا حيث يعيش آلاف من الجالية المسلمة في فرنسا التي يصل عددها إلى خمسة ملايين نسمة، في تلك المدن.
ويرى غيان، إن الصلاة في الشوارع "تفتقر بالكامل إلى الهيبة والوقار اللازمين للعبادة والشعائر الدينية، وتنتهك مبادئ العلمانية"، زاعماً أن "كل قادة المسلمين يتفقون معه في هذا الأمر". وجاءت هذه الخطوة بعد فرض فرنسا، كأول دولة في أوروبا كلها، قانون يمنع ارتداء المرأة المسلمة للبرقع أو النقاب أو تغطية وجهها في الأماكن العامة في نيسان/إبريل الماضي. وأرجعوا السبب في ذلك أن النقاب أو البرقع "يُفسد الطبيعة العلمانية للدولة، إضافة إلى احتمال استخدامه كوسيلة للقيام بالجرائم".
ويرى زعيم الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة جان ماري لوبان أن الصلاة في الشوارع أصبحت "فعل سياسي للأصوليين، فيصطف آلاف الرجال للصلاة في الشارع ويبدو شكلهم مثل جيش احتلال".
أما الشيخ محمد صلاح حمزة، وهو إمام مسجد في شمال باريس، يرى أن منع الحكومة للصلاة في الشوارع يعني تدفق المصلين على المساجد وهي أعدادها محدودة "فيُحشر المسلمون فيها كالماشية". وطالب الشرطة بأن تتعامل بعقلانية في تطبيق هذا القانون. وقال الناشط المسلم، عبد الله صديقي "هذا مثال آخر على تضييق الحكومة الفرنسية على المسلمين وطريقة حياتهم"، وأضاف "إذا كانوا لا يريدون أن نصلي في الشارع، فعليهم السماح ببناء مزيد من المساجد، هذا القانون هو فضيحة للحكومة التي تخلق مشكلات". وقد تم منع بناء أماكن العبادة من التمويل العام وفقًا للقانون الفرنسي رقم 1905 الذي فصل الدين عن الدولة. وقال وزير الداخلية الفرنسي إنه يوجد 2000 مسجد في فرنسا، أكثر من نصفها جرى بناؤه في السنوات العشر الأخيرة فقط.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية الفرنسية إن الحكومة ستقدم المباني الفارغة للمسلمين الذين يودون الصلاة، بما في ذلك محطة سابقة لمكافحة الحرائق في شمال باريس يمكن للمسلمين استغلالها حتى يتم بناء مساجد جديدة.