[center][b]ناشد الرئيس مساعدته ليبدأ حياة كريمة
عبد الرحيم.. ولد بلا أطراف علوية وتحدى الاعاقة ليكمل دراسته الجامعية
غزة :
بخلاف كل الأطفال عندما يولدون، تولد معهم الفرحة والبهجة والسرور، ويتبادل الأهل التهاني والتبريكات بهذا المقبل، فإن الوضع كان مختلفا بالنسبة لأم عبد الرحيم خشان 20 عاما، حينما وضعته بلا أطراف علوية إذ اخذ المحيطون بها من أقارب يدعون له بالموت، بل وصل الأمر إلى أن بعض النسوة اقترحت على أمه أن تمتنع عن إرضاعه حتى يموت، فكم كانت كلماتهم قاسية على قلب أم وضعت طفلها الذي طالما اشتاقت لرؤياه للتو، هل تقتله لأنه ولد بلا ذراعين ؟؟ وهل تعترض على أمر وإرادة الله، تقول أم عبد الرحيم " احتضنت طفلي ورفضت كل الأفكار الشيطانية بحرمانه من الحياة، بل إنني صممت على أن يكون إنسانا طبيعيا يمارس حقوقه جميعا دون أي انتقاص، والدته التي عانت طويلا لكي تراه إنسانا كاملا قادرا على الاعتماد على نفسه، كانت حريصة على إدخاله المدرسة لكي يتعلم، وينهي تعليمه لقناعتها بأنه لا مجال له إلا الدراسة لكي يصبح قادرا على إعالة نفسه، ولا تنسى أم عبد الرحيم إنها بكت طويلا حينما أعلنت المدارس النظامية رفضها استقبال حالة عبد الرحيم، إلى أن تعاطفت ناظرة إحدى المدارس مع حالته وتمت الموافقة على التحاق عبد الرحيم في المدرسة الابتدائية ليبدأ مشوار التحدي وعن أكثر الإشكاليات التي واجهها عبد الرحيم في المدرسة يقول، كنت كثير الوقوع بسبب عدم توازن جسمي، إذ كانت اقل لمسة لي من احد زملائي قادرة على إسقاطي أرضا، مما سبب لي كثيرا من الإصابات التي لم تنمحي مع الزمن واستدرك قائلا، انتهت مشكلة السقوط مع دخولي الصف السادس الابتدائي إذ أصبحت أكثر قدرة على الاحتفاظ بتوازني، وأضاف وابتسامة تعلو شفتيه "كان الجميع يستغربون إصرار أمي على إرسالي للمدرسة وتحملها لما كنت أعانيه وتعانيه معي، فقد كنت اكتب بقدمي وكان المدرسون يساعدونني في إخراج كتبي وجمعها آخر اليوم من جديد، وكان إخوتي يحملون لي حقيبتي المدرسية في رحلة الذهاب والإياب، ولا يخفي عبد الرحيم كراهيته لنظرات الاستغراب والشفقة التي يراها في عيون المحيطين به وقال " أنا إنسان لا ينقصني شيء ولم تكن يوما إعاقتي وفقداني لطرفي العلويين عائقا أمامي، والفضل في ذلك يعود لأمي التي لم تهملني منذ ولادتي، وأضاف لا يمكن أن أنسى أنني في طفولتي كنت أتساءل لماذا أنا مختلف عن الآخرين ولا املك يدين، فقالت لي يومها هذا قدر الله وان تلك الأيدي قد تكون سببا في كسب الإثم، فاليد قد تسرق وقد تقتل، وتدريجيا بدأت أتقبل الأمر، وعن كيفية ممارسته لحياته يقول عبد الرحيم الذي يكمل دراسته الجامعية رغم استغراب واستهجان الكثيرين "أمارس حياتي بشكل طبيعي جدا كل ما هنالك إنني استخدم قدمي كبديل عن اليدين، فأنا اكتب وآكل واشرب مستخدما أصابع قدمي، ويضيف "كثيرا من الأوقات أقوم بصناعة طعامي بنفسي كما لا ادخر جهدا في أن اصنع الشاي أو القهوة لنفسي، ويلفت عبد الرحيم إلى أن الفضل في ذلك يعود لأمه التي اعتادت منذ ولادته تدليك جسمه بالزيوت لكي تصبح قدماه أكثر ليونة ومرونة وطوعا الأمر الذي سهل عليه استخدامها فيما بعد في الكتابة وممارسة كل شي، ومن الأشياء التي تمنى أن يمارسها عبد الرحيم لعب كرة الطائرة ويستدرك لقد كنت اشعر بالألم عندما أرى أقراني يلعبون كرة الطائرة، كنت مدركا استحالة أن أقوم بذلك، ولذا استعضت عنها بكرة القدم التي أحببتها كثيرا. ووجه عبد الرحيم رسالة لأي إنسان مختلف أو فاقد لأي جزء من جسمه أو حاسة من حواسه بألا يستسلم للواقع، ولا ينتظر المساعدة من احد، مشيرا إلى أن المجتمع لن يقدم له شيئا ولن يمد له يد العون وأضاف بل ان المجتمع كثيرا ما يشكل عائقا ومعوقا محبطا لذوي الاحتياجات الخاصة مشددا على أن ذوي الاحتياجات الخاصة يناضلون لتحقيق ذاتهم، وعن المعيقات التي تواجهه قال عبد الرحيم الذي يعيش في أسرة مكونة من ثمانية أفراد دون وجود أي مصدر للرزق بعد وفاة والده، انه بحاجة إلى عمل يكفيه شر السؤال، مناشدا الرئيس محمود عباس النظر بعين الرأفة له ولأمثاله من ذوي الاحتياجات الخاصة لضمان حياة كريمة لهم.الحياة الجديدة - اسلام الأسطل:[/b]
[/center]