مدير الموساد الإسرائيلي السابق: هناك حاجة إلى التعامل مع حماس !!

وزير خارجية بوش كولن باول : ينبغي التعامل مع حماس لقد فازوا بالإنتخابات التي أصررنا على إجرائها
كان لدى الموساد خطة جديدة لقتل مشعل وكان جهاز أمن مشعل متنبهاً لذلك
حماس تتحدي الجميع :
?{? بعد أربعين عاماً من أراقة الدماء وعقد المؤتمرات لم تكن إسرائيل قد حققت سواء أمنها أو استولت على كل الأراضي التي يشعر شعبها بأنها له .. بالتشبث بمستعمراتها غير الشرعية كانت قد قدمت مبرراً لنظام أمني قاسي يحاصر ملايين الفلسطينيين الذين يشعرون بمرارة شديدة وقد ترك ذلك العيد من مواطنيها يعيشون واقعاً ممزوجاً بالخوف والغضب . بعد أربعين عاماً كانت اسرائيل لا تزال تقاتل اليوم الأخير من حرب الأيام الستة.
?{? كان الذي يحل بين المناسبتين الإسرائيليتين ذكرى تأسيس حماس العشرون في هذين العقدين كانت حماس قد قاومت كل الضغوط التي مارستها اسرائيل وفتح والعالم عليها .. بالرغم من ذلك كانت الحركة الإسلامية في أواخر العام 2007م مختلفة جداً عن حركة المجموعة الغاضبة التي كانت قد انبثقت في بداية الإنتفاضة الأولى عام 1987م.
?{? كانت حماس قد تحدث التوقعات المبكرة باخفاقها لم يبد أن قيام اسرائيل بترحيل مئات من شخصياتها البارزة في العام 1992م قد أثر على خطط حماس في نقل زمام القيادة إلى الجيل التالي . كان قادة فتح قد أدعوا دائماً أن الحركة ستتفكك عندما يستولي المحاربون الشباب على السلطة من الحرس القديم الحذر للأخوان المسلمين لكنهم كانوا على خطأ. لم تستطع عمليات الإغتيال التي قامت بها إسرائيل ولا الإجراءات الصارمة التي أتخذها عرفات تحطيم العمود الفقري لحماس ولا روحها لدى استشهاد الشيخ أحمد ياسين كان معلقون اسرائيليون قد أصروا على أن ذلك سيترك فراغاً في القيادة وأن الإسلاميين الشباب سيمزقون الحركة إرباًَ كانوا هم أيضاً على خطأ.

من الجهاد إلى الهدنة:
?{? بالرغم من الجهود الإستراتيجية المكثفة لاسرائيل وأمريكا والتأثير المدمر للعقوبات الدولية التي دعمتها لندن وباريس إلا أن حماس صمدت. قال قائد بارز من فتح كان في موقع يستطيع من خلاله مراقبة حماس في الأراضي المحتلة. من الواضح أنه ستكون هناك اختلافات في الحكم والسيطرة الفعالة .. لكن في حماس لن يصل الأمر إلى حد حدوث انشقاق أو تمرد انظر في الأمر ولا أرى ذلك.
?{? كانت أصوات رسمية في الولايات المتحدة قد القت بثقلها خلف وجهة نظر مدير الموساد السابق أفرايم هالفي بان هناك حاجة الى التعامل مع حماس. بين هؤلاء مستشاراً الأمن القومي السابقين برجنسكي وسكوكرفت سفير الولايات المتحدة السابق إلى الأمم المتحدة توماس كان وزير خارجية بوش السابق كولن باول قد أوضح بجلاء موقفه قال : ينبغي التعامل مع حماس لقد فازوا بالإنتخابات التي أصررنا على إجرائها.
?{?كان التركيز في خطاب حماس قد تحول من الجهاد إلى الهدنة كانت مطالباتها بالأرض قد تحولت من استعادة كل التراب الذي يمتد من النهر إلى البحر إلى حل الدولتين بناء على حدود العام 1967م كان الهدف قد أصبح الإحتلال الاسرائيلي وليس اليهودية.
القتال .. ووقف إطلاق النار:
كانت حماس قد أثبتت أن بمقدورها القتال لكنها أظهرت بوضوح أيضاً أن باستطاعتها الإلتزام بوقف إطلاق النار . كان لايزال للحركة موطيء قدم ثابت في المقاومة لكنها أبلت حسناًَ في العملية السياسية الديمقراطية رفضت حماس الإعتراف بإسرائيل لكنها كانت قد غيرت هدفها الأساسي كان يمكنها القبول بدولة فلسطينية مجاورة لدولة عبرية .. وأن تترك لمفاوضات مستقبلية مسألة حق الفلسطينيين بكل الأراضي التي أصبحت اسرائيل.
?{? كان ميثاق حماس للعام 1988م بلغته العنيفة ومعاداته للسامية وتحريضه على القتال قد أصبح بحاجة إلى تعديل على نطاق واسع على أي حال حافظ على شكله القديم.. كانت لجنة داخلية من حماس قد أمضت معظم العام 2005م تعمل على تنقيحه لكن تم وضع نتائج عملها على الرف بعد إنتصار حماس الإنتخابي غير المتوقع في الأراضي المحتلة. لكن حتى يحين وقت الغاء مطالبة الميثاق بابادة اسرائيل يمكن لإسرائيل والغرب الإشارة إلى ذلك على أنه عقيده حماس الأولية.
?{? لايزال مشعل نفسه يحافظ على التزام حماس المتشدد بالصراع المسلح كمصدر وحيد للقوة الفلسطينية في أي مفاوضات مع اسرائيل . لن يشجب العنف بغياب تنازلات حقيقية . مخاطباً حشداً أجتمع في دمشق أعلن: لا يمكن تحرير الأرض إلا بقوة السلاح. كان ذلك تكراراً للتحدي الذي أظهره في مقابلة مع (بي –بي –سي) والتي حذر فيها .. مفاوضات من دون مقاومة تقود إلى استسلام ربما تكون الأيدلوجية في طور التحول .. لكن خطاب المقاومة أبعد ما يكون عن نهايته.
محاضرة أستاذ خالد مشعل :
?{? لم تكن هناك نهاية للنصائح التي كان خالد مشعل يتلقاها . قلقاًَ من عمق الإنقسام الفلسطيني الجديد . كان شقيقه الأصغر ماهر يتكلم معه على الهاتف من عمان ويصر على ان حماس ينبغي أن تتخلي عن سيطرتها الجديدة على غزة .
جاء الهجوم التالي خلال زيارة قام بها إلى دمشق استاذ مشعل القديم في الجامعة أسد عبدالرحمن حذر تلميذه السابق أن عليه الاختيار . قال له عبدالرحمن : لا يمكنك حكم بلد بمواعظ ومؤسسات خيرية واسلحة لا يمكن ان تكون مسلماً متشددا وفي الوقت نفسه سياسياً .. خاصة في عالم حديث فيه عدوان عملاقان الولايات المتحدة عالمياً وإسرائيل إقليمياً .
?{? كان القصد من محاضرة عبدالرحمن أن على حماس الإقرار بأن حدود العام 1967م ستصبح من دون شك الأساس لحل الدولتين . ولهذا السبب حان الوقت ليقبل الإسلاميون علانية وجود دولة إسرائيل كانت تلك النتيجة المحتملة المقبولة لدى معظم الدول العربية كما قال وقد أخذ الكثير من الناخبين الإسرائيليين يعتقدون بضرورة إجراء حوار مع حماس . قال عبدالرحمن لمشعل لكن ينبغي ان تقرر لا يمكن أن تكون نصف حامل أما أنك تريد الإشتراك في العملية السلمية أو لا . وإذا لم تفعل ذلك هناك ثمن ينبغي دفعه.
?{? كما هو معتاد كان الوقت متأخراً في دمشق عندما باح عبدالرحمن بما في سريرته . كان رد مشعل مغتضباً وقال قائد حماس عندما يحين الوقت . كان لدى الموساد خطة جديدة لقتل مشعل كان جهاز أمن مشعل متنبهاً لإمكانية أن تكون المحاولة التالية وشيكة . كان التنفيذ سيعتمد على تحليل التكلفة الفائدة العقدة مثل تخمين توقيت العملية الإستشهادية التالية .. كانوا قد حاولوا وفشلوا مرة وكانت مهمة الموساد القضاء على أعداء إسرائيل. إذا ظهر مشعل في ظروف مواتية ربما تكون الضربة ببساطة لاترد . كانت تلك هي حال الفرص النادرة التي يمكن من خلالها كسب حروب أو خسارتها لم يكن احد يعرف متى تحين.
إختراق اسرائيلي بالطائرات :
?{? كانت إسرائيل قد اغتالت سلف مشعل وعشرات من رفاقه وقد تلقي تحذيرات كثيرة أنه يبقي هدفاَ. بالرغم من الفشل قبل عقد في عمان لم يكن الاختباء في دمشق يضع قائد حماس خارج متناول الإسرائيليين . بقي مشعل رابط الجأش في رده على مكالمة هاتفية في الأسبوع الأول من 2007م عندما تم إبلاغه أن طائرات اسرائيلية قد اخترقت الأجواء السورية لقصف هدف سري سيقال لاحقاَ أنه يمثل المرحلة الاولى من منشأة نووية مزعومة.
?{? لم تكن إسرائيل تنحو لتؤكد رسمياً قيامها بعمليات قتل في الخارج لكن هجمات في أوربا وفي عمان وتونس ومالطا في الماضي كانت قد أظهرت ان أجهزتها لا تأخذ الحدود الدولية بعين الاعتبار كانت تتمتع بسجل حافل على الأرض في العاصمة السورية .. كان القيادي في حماس مصباح أبو حويلة قد نجا باعجوبة من الموت عندما أنفجرت سيارته بعد دقائق من مغادرته أياها بصحبة زوجته وابنته في حى المزة في دمشق في 14 كانون الاول 2004م كان هناك اعتقاد على نطاق واسع أن التفجير نفذه الامن الاسرائيلي أو جماعة بالنيابة عنه كانت سوريا قد القت باللوم على اسرائيل في تفجير آخر قبل ثلاثة شهور تقريباً والذي وقع عندما ادار صانع قنابل حماس عزالدين شيخ خليل مفتاح تشغيل سيارته في حي الزهرة في دمشق.
كان لدى مشعل دائماً أجوبة جاهزة على اسئلة بشأن محاولة اغتياله في عام 1997م لكن عندماكان الامر يتعلق بآليات للهجوم المستقبلي المحتمل كان يتردد في توقع ذلك . كان يصر على أن التفجيرين السابقين في دمشق كم يكونا موجهين له شخصياً ... لكنه كان يعرف أن الإسرائيلين يجدون في أثره كان كل ما يقوله اتوقع الشهادة في أي وقت لكن قرار كيف ومتى سأموت بيد الله (عز وجل ) وليس الموساد.