كان الانتحار هاجسها اليومي لكنه مؤجل ومحاولات الهرب الثلاث كانت فاشلة لكنها تعلمت أن تبقى
بيتانكور:المعركة لم تكن مع الخاطفين وحسب بل مع أنفسنا ودواخلنا لأننا فقدنا البوصلة
بعد أن سُلخَت من الأسرة والأصدقاء وجردوها حتى من اسمها كان عليها أن تفكر في تجنب الجنون
ترجمة- كريم المالكي:
"كان الانتحار هاجسا يوميا لدى انجريد بيتانكور لكنه يؤجل كل يوم. تدربت على الهرب لكن محاولاتها الثلاث كانت فاشلة الأمر الذي دفع بساجنيها الى تقييدها بالسلاسل. تعلمت من ساجنيها دروسا في الحياة من أجل ان تبقى . لم تتوقع انها ستعود من الغابة ،من الأسر، في يوم ما رغم أنها كانت تقول حينما أعود سأفعل كذا وكذا.
كان مشهد تحريرها أكثر درامية، فقد بدا سريعا ومفاجئا بالنسبة إليها ،"هبطت طائرتا هليكوبتر ونزل منها جنود يرتدون ملابس منظمة "فارك" التي قامت باختطافها وأخبروا قائد المعسكر بأنهم كلفوا بنقل سجناء إلى مكان آخر. وما إن أقلعت الطائرتان، أبلغوها ومن معها أنهم أحرار .عادت إلى عائلتها لتجد أن والدها قد توفى خلال الأسر وتزوج زوجها امرأة أخرى ،وكبر أولادها حيث صار لكل واحد منهم حياته ،قضت سنتين وهي تعيد تكييف نفسها مع حياة الحرية الجديدة:ما زالت تشكو انجريد بيتانكور من كوابيس السنوات الست التي قضتها في الأسر رغم انها حينما عادت تم استقبالها استقبال الأبطال. بعد ذلك بدأت الشائعات تحوم حولها من بينها انها طالبت بامتيازات خاصة وعرضت حياة سجناء آخرين للخطر. في هذا الموضوع تكشف انغريد بيتانكور مرشحة الرئاسة الكولمبية سابقا عن حقيقة ما حدث في الغابة، في الأعوام الستة من أسرها.
انجريد بيتانكور، لها جسم صغير ونحيفة وترتدي ملابس أنيقة جيدا. كانت سابقا مرشحة للرئاسة في كولومبيا، وأمضت ست سنوات في الأسر، قضت المدة محتجزة في غابة لدى القوات المسلحة الثورية الكولومبية. وبعد عامين من إنقاذها، وعندما كانت في نيويورك، كانت العلامة الوحيدة الظاهرة على محنتها هي علامات صغيرة حول عنقها حيث كانت توضع السلسلة. وخلال الأشهر ال 18 الماضية كانت تعمل على تأليف كتاب ،وهو الأمر الذي يعني العودة يوميا الى تجربتها كرهينة. وتقول المرأة التي عمرها الان (48 عاما). "لقد كان التعذيب الذي من الصعب جدا أن تكتَب عنه ".
كتاب "حتى الصمت له نهاية" يروي قصة مثيرة عن انجريد بيتانكور التي نشأت في فرنسا واستقرت في كولومبيا في 1989 ،لقد تعرضت للضرب وسوء التغذية وأجبرت على السيرعبر الغابات وكانت تُهدَدْ بعيار ناري في الرأس في كل وقت. كانت على وشك الموت من التهاب الكبد لكن الجزء الأكثر رعبا في محنتها هو حالة الشر الدائم الذي كان يحيط بها في الغابة، وغياب أي معالم عن حياة مدنية، سواء مادية أو نفسية . وبعد بضعة أشهر من أسرها، أدركت أنه ذلك الذي يهددها والذي يشكل أكبر خطر على حياتها الجنون وليس العنف. لقد سُلخَت من الأسرة والأصدقاء، ومن وضعها الطبيعي، وعند نقطة ما جردت حتى من اسمها، وكان عليها أن تفكر كيف تتجنب الجنون. وتتساءل، ما هو جوهر الإنسان عندما يكون كل ما يحدد هويته الإنسانية قد سلب منه ؟
وحينما بدأت بالبكاء قالت "كانت معركة، ليس مع رجال العصابات وحسب بل مع أنفسنا ،مع دواخلنا، لأننا فقدنا البوصلة التي تأخذنا الى ما هو جيد. في الأسر كل شيء انقلب رأسا على عقب، ما أزال حتى اليوم أشاهد كوابيس العذابات التي عشناها، أنت بكامل عريك وعليك ان تواجه من أنت".
كانت عملية اختطاف انتهازية. في عام 2002، وبينما تقوم بيتانكور بحملتها للرئاسة في جميع أنحاء البلاد كزعيم لحزب الخضر، وهي منظمة شبابية تنهج فلسفة سياسية قوية مساندة للبيئة ومكرسة لمحاربة الفساد في كولومبيا. وفي 23 فبراير، كان من المقرر أن تظهر في قرية نائية تدعى سان فيسنتي لكن في اللحظة الأخيرة، تم إلغاء مكانها على متن المروحية العسكرية الأمر الذي دفعها الى ان تقرر القيام بالرحلة بالسيارة.
وكانت سان فيسنتي تقع داخل منطقة تسيطر عليها فارك، كانت سابقا جماعة من المتمردين الماركسيين، واليوم كما تصفها بيتانكور " منظمة مسلحة تابعة لأباطرة المخدرات".(وتصنف من قبل الاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الأمريكية على انها جماعة إرهابية) لا يمكن أن يكون هناك سياسي رفيع المستوى في كولومبيا لا يهتم الى احتمالية الاختطاف، وعلى الرغم من ان عمر حزبها مجرد أربع سنوات لكنها لها مكانة رفيعة جدا: كانت واحدة من اثنين من المرشحات للرئاسة ومن عائلة سياسية شهيرة -- والدتها يولاندا بوليسيو، كانت عضوا في مجلس الشيوخ ؛ وكان والدها غابرييل بيتانكور، دبلوماسي. وعندما اصطدمت سيارتها بحاجز على الطريق عرفت من تدريبها على الفور أنها في ورطة.
وذات مرة قالت بيتانكور لأولادها :"من الأفضل أن نموت على أن نركع". وكانت الساعات الأولى من أسرها عصيبة لكن قائد "الفارك" كان مهذبا جدا معها حيث سألها عما إذا كان تكييف الهواء يزعجها ويناديها " الدكتوره انجريد ". وبعد ذلك تحولوا من الطريق الرئيسي إلى طرق فرعية وصولا إلى قرى نائية، وفي نهاية المطاف، تم التخلي عن العجلات وبدأوا بالسير على الأقدام إلى مخيم مؤقت في الغابات الاستوائية . كانت تدرك ان حالتها سيئة،لكن معنوياتها جيدة وكانت مساعدتها، كلارا روخاس قد خطفت معها.
في السنة الأولى من الأسر كانت بيتانكور وروخاس مع بعضهم وبعدها تم نقلهم إلى سجن تم بناؤه في عمق الغابة، مع عشرات من الرهائن السياسيين والعسكريين . بعد الافراج عن بيتانكور، قيل الكثير من القصص المختلفة من سجناء كانوا معها. واشار ثلاثة متعاقدين في الجيش الأمريكي سقطت طائرتهم في الغابة، في كتاب الفوه الى سلوكها الخطير الذي عرضهم الى الخطر، على حد قولهم من خلال حديثها مع الحراس حيث حاولت استخدام وضعها للحصول على امتيازات خاصة. لكن بيتانكور تنفي ذلك.
في المعسكر الأول، بقيت هي وروخاس في كوخ مساحته (6 في 4 أقدام)، تحت ناموسية واحدة. وكان المرحاض عبارة عن حفرة في الأرض تعج بالذباب. كان لديهم كتاب واحد -- نسخة من هاري بوتر- كانت روخاس تحمله في حقيبتها. ومع توالي الأيام والشهور كانت الهواية الوحيدة اللاتي يمارسنها إزعاج بعضهن البعض. وتقول بيتانكور: الزمن يتحرك على نحو غريب جدا في هذا الفراغ بحيث إنها غير متأكدة من تسلسل للأحداث.
وعن وضع أقاربهم اتجاههم كرهائن، تتذكر روخاس قائلة : "لماذا يجب عليهم تقديم شكوى؟ على الأقل لقد كانت فرنسا تقاتل من أجلك!" وفي وقت لاحق، عندما حاولتا الفرار، انتقدت روخاس لانها بدأت بحصصها في وقت مبكر جدا. واعتقدت أن روخاس، التي حملت طفلا في الأسر من أحد الحراس، قد أصابها الجنون. ولم يعد هناك اتصال بينهما، ولكن في ذلك الوقت ،كانوا يسمون بيتانكور العرابة.
كان لدينا حراس يمكن ان يطلقوا النار علينا في أي وقت "ويستمتعوا بشعورهم بأنهم يستطيعون قتلنا إذا أرادوا، وسيطرتهم على إنسان آخر -- كان ذلك قاسيا جدا ولكن مع زملائي الرهائن كانت لنا مشاكل يومية صغيرة كتلك التي تحدث مع عائلتك. لكن ما رأيته في الغابة هو أننا كنا قادرين ان نغفر لهؤلاء الرجال الذين يمكن ان يقتلونا، ولكن لا يمكن أن نغفر للشخص الذي كان يعاني معنا".
وفي الحقيقة ان السجين الزميل، يعتبر هدفا آمنا من كل الخوف والإحباط . " قطعا لا يمكنك أن تكون عدوانيا إتجاه رجل لديه بندقية ولكن يمكنك أن تكون عدوانيا مع من يتواجد بجانبك ويزعجك بوجوده". وتتساءل، ما الذي يمكن ان نقوم به عندما نكون في نفس الوضع؟ إن النقطة الحاسمة بالنسبة لي، والشخص الوحيد المسؤول عما حدث هو حرب العصابات".
في الأشهر الأولى كان هناك الكثير لنتعلمه عن الحياة القاسية ومقاتلي القوات المسلحة الثورية الكولومبية وكنا في حاجة أيضا إلى السيطرة على الإرهاب النفسي – لاسيما ما يترتب من الحياة البرية القاتلة. وتصف بيتانكور تعرضها لهجوم من سرب من الدبابير الذي نخر جسدها بلدغاته".كما ان احد الحراس سحب أفعى اناكوندا عملاقة من النهر وأظهرها لهم لثنيهم عن محاولة السباحة.وبالنسبة للسجينات كان هناك تهديد إضافي يتمثل بالعنف الجنسي . لقد كتبت عن"استغلال" السجينات وعن البذاءات التي يتلقينها على يد الحراس. حاولت بيتانكور الهروب أكثر من مرة. والكتاب الذي تناول قصة حجزها يبدأ بنتائج محاولات الهروب الثلاث الفاشلة . بعد ان شقت طريقها عبر الغابة، أعيد اعتقالها وتعرضت لانتقامات عنيفة حيث ضربت ووضعوا السلاسل حول عنقها.وحاولت الشكوى لكنها لم تجد من يسمعها بل رفضوا شكواها. وبعد أن شهدت مواجهة وحشية بين حارس وسجين، قالت بيتانكور للحرس "هذه جريمة ضد الإنسانية". فأجابها: " جريمة ضد الإنسانية هو مفهوم البرجوازية".
وعلى مدى ست سنوات ،كانت تنتقل من معسكر إلى آخر وتغيير في الزملاء السجناء لكن هناك ومضات بسيطة من الفرح. والشيء المثير في أسرها، كما تقول ،أنها كانت بعيدة عن تقويض إيمانها في الطبيعة البشرية، حيث أكدت إيمانها غير المتناهي بعطش الإنسان للسعادة".
لقد حصلت على عدة خياطة بشق الأنفس وقامت بأعمال التطريز. وتعلمت كيفية نسج الأحزمة لكنها شعرت بحزن حقيقي عندما علمت ان الحرس الذي كان يعلمها قتل في كمين. ومع سجناء جدد حصلت على كتب جديدة للقراءة ،و رفضت التخلي عن قاموس ضخم الحجم وحملته على ظهرها مسيرة 40 ميلا. وعلمت الفرنسية للزملاء الاسرى ويوم عيد ميلاد ابنتها السابع عشر سمح لها الجنود بالاحتفال وصنعوا لها كعكة،أو بالأحرى قاموا بقليها، لأنه لا يوجد فرن. وزينت بعبارة:" ميلاني عيد ميلاد سعيد من فارك".
ولكن هذا اللطف لم يدم طويلا. بعد بضع سنوات لاحظت وجود اسلوب آخر : "في البداية الحراس حاولوا أن يكونوا لطيفين ولكن بعدها كان الانزلاق الى سوء المعاملة التي لا يمكن وقفها عبر الروتين، والجوع، والضغط عليهم لان القائد كان رجلا قاسيا وهو ما يمكن أن يحدث في أي نوع من المنظمات، وهذه القدرة على القتل تحطم نفسيتك حتى تعتقد ان لديهم الحق في الاعتداء،لذا علينا أن نكون مدركين لهشاشتنا كبشر لاسيما عندما نرى القسوة ندرك أنه في ظروف معينة، يمكن أن نكون نحن قساة أيضا. "
ومن ثم، اتخذت قرارا بان هناك بعض المبادئ لن تساوم بشأنها . فعلى سبيل المثال قررت ان لا تجيب عندما ينادونها رقما وليس اسما وهو القرار الذي أثار غضب زملائها الأسرى واتهموها بانها تبحث عن اثارة المتاعب. وخلال الاستدعاء تخبر سجانها: "عندما تريد أن تعرف إذا ما زلت هنا، يمكنك استدعائي باسمي وسأرد عليك."
بعض أصحابي السجناء طلبوا مني التوقف، وأخبرتهم : من الضروري ان لا نسمح لهم بالتمادي في ذلك لأنه سيصبح من السهل جدا بالنسبة لهم ان يضعوا أرقاما علينا ثم يطلقوا النار علينا ،وعلى الأقل لنحرك ضميرهم بأننا بشر '. وبعد احتجاجها، تم إلغاء النداء بواسطة الأرقام.وكان الشيء الذي يمنحنا اطمئنانا أكثر على مدى سنوات هو الراديو ؛ ففي أوقات معينة من اليوم كانوا يحصلون على الاستقبال في الغابة حيث يستمعون الى الرسائل التي تبث من قبل أسرهم.وتقول انجريد " كانت أمي، ولمدة ست سنوات تقوم كل يوم بارسال رسائل عن طريق الراديو، لكنها لا تعرف ما إذا كنت أستمع لها ام لا."
ومع مرور السنوات أصبح زوجها خوان كارلوس ليكومبيت معروفا بغيابه، كما تقول هي. 'خلال كل تلك السنوات في الغابة، كانت أختي وابنتي وابني يوجهون نداءات عبر الراديو في كل مرة يستطيعون ذلك ،فيما سمعت الصحفيون يقولون: 'الزوج السابق' لانجريد بيتانكورت وهكذا عرفت ان لزوجي حياته الجديدة . "
وكانت تلك الجملة تحديدا : "عندما أعود من الغابة"، قد أصبحت أصعب وأصعب بالنسبة لبيتانكور ان تؤمن فيها، وكان الحراس يسخرون منها بالقول إنها سجينة من الأهمية بحيث لا يمكن تركها، وإذا ما خرجت من حجزها فإنها ستكون جدة. وشعرت أن الهروب كان الخيار الوحيد. في محاولتها الأولى، مشت قليلا في الغابة قبل ان تدرك انها لم تكن جاهزة فهي لا تستطيع شرب الماء من بركة موحلة ما دفعها الى العودة . بعد ذلك، اتجهت إلى التدريب، واكدت على ردود افعالها وقدراتها الجسدية، وشرب الماء من البرك لكي تعود معدتها على ذلك.
وكانت جهودها الأكثر جرأة صنع جهاز للعوم من براد الستايروفوم للنزول الى النهر، نحو الموت جوعا أو الموت بواسطة الاناكوندا. من الصعب تصور كيف يمكن لشخص أن يعمل في مثل هذه الظروف المرعبة. و تقول ساعدني شيئان أولهما ما قاله حارس لي عندما سألته عما إذا تخيفه الغابة. "وأجاب :' كما ترين، نحن سنموت جميعا ولا نعرف متى . بالنسبة لي، قد يموت بسبب شجرة تسقط على رأسي او اناكوندا تلدغني، ويمكن أن تكون رصاصة من العدو. لا يهمني فلن أعيش حياتي بالخوف بسبب الأخطار من حولي '.وتقول انجريد لقد ساعدني ذلك كثيرا. "
والسبب الثاني كان خدعة نفسية . تقول انجريد " لا تسيطر على خوفك ،ولست قادرا على القول: أنا لن أخاف. ولكن ما يمكنك القيام به هو ان تقول : حسنا، أنا خائف جدا، ولكن علي أن أفعل هذا وتلك . ومن خلال التركيز على الإجراءات والحركات، والخوض في الأمور البسيطة حيث تتحرك يدي لانتزاع هذا الغصن بامكاني أن أذهب الى ما وراء الخوف. ضع الخوف جانبا وقم بالأساسيات هذا ما أشعر به اليوم ".ولم تنجح اي من محاولات الهرب. وعندما حررت في نهاية المطاف، كان المشهد أكثر درامية :هبط جنود فارك بطائرتي هليكوبتر واخبروا قائد المعسكر بانهم كلفوا بنقل سجناء إلى مكان آخر. وما ان اقلعت الطائرتان ،حتى ابلغ الـ 15 سجينا ،وكانت بينهم بيتانكور، بأنهم جنود من الجيش الكولومبي، قضوا شهرا في التسلل الى المراتب العليا من فارك.، قالوا لنا "نحن من الجيش الوطني، أنتم أحرار".
وفي العامين بعد إطلاق سراحها، كان على بيتانكور التكيف مع عالم مختلف عن ذلك الذي غادرته . لقد توفي والدها عندما كانت في الاسر -- اكتشفت ذلك من خلال قراءة خبر حول جنازته على قصاصة من صحيفة وصلت إلى المخيم ملفوفة بطعام .وكبرَ طفلاها اللذان كانا بعمري 13 و 16 عندما اختطفت. وعلى حد علمها فقد تبخر زواجها. وأعربت عن دهشتها لرؤية زوجها هناك مع باقي أفراد أسرتها عندما عادت من الأسر. وحاول تبرير بعض الاشياء لكن الامور كانت قد ذهبت نحو مدارج بعيدة رغم انها ما زالت تكافح من اجل النسيان
اما عن علاقتها مع أولادها فهي مسألة أخرى. أتصور أنه بعد الإفراج عنها، كانا متمسكين بها جدا، وبطبيعة الحال، انها العاطفة المتأججة في الأيام الأولى، لكن بعدها ادركت أن لكل واحد حياته، كانت ابنتي تعيش في نيويورك، لاكمال دراساتها العالية وكانت لها شقتها، والجدول الزمني الخاص بها، وأولوياتها. ابني صار رجلا، وكان من المهم جدا بالنسبة له ان افهم أنه لم يعد هذا الطفل الصغير. لذا، كانت الأولوية الأولى بالنسبة لي هي خلق علاقة قوية جدا مع كل واحد منهما. أردت استعادة مكانتي كأم ". كانت تبدو حزينة جدا بسبب ذلك، لكن ليس من وسيلة أخرى. كان عليها أن تصبر، وها هي الآن تعتقد أنها راضية عن العمل الذي قامت به في هاتين السنتين.
وتقدمت انجريد مع عدد من الرهائن السابقين للحصول على تعويض من الحكومة الكولومبية التي اتهمتها في الصحافة ب"الجحود" تجاه الشعب الذي أنقذ حياتها. و تقول انجريد، كان رد فعل حاقد ومسيس، لأنهم صمموا على معاقبتي لانتقادي الرئيس السابق اندريس باسترانا. فلو لم يقم مكتبه بإلغاء مقعدها على المروحية العسكرية في ذلك اليوم، لما تعرضوا للاختطاف.
حياتها في سطور
ولدت بيتانكور فى 25 ديسمبر 1961،
دخلت عالم السياسة من خلال عملها فى وزارة المالية الكولومبية
انتخبت عام 1998 كعضو فى مجلس النواب،
اسست حزبا سياسيا أطلقت عليه اسم "الأكسجين الأخضر".
فى عام 2002 دخلت الانتخابات الرئاسية فى كولومبيا،
في مايو من السنة نفسها، تم أسرها من قبل قوات "فارك"
في يوليو تموز 2008 تم تحريرها مع عدد من الرهائن
عن صحيفة الغارديان البريطانية