غزة - دنيا الوطن
عاش الداعية الإسلامي صفوت حجازي متون وهوامش ثورة «25 يناير (كانون الثاني)» التي أطاحت بالنظام السابق في مصر، والتحف جسده المكدود حشائش مسرح عملياتها بقلب القاهرة في ميدان التحرير.. ولم ينس وهو منخرط في صفوف الثوار بالميدان، سنوات من الاعتقال والتنكيل والتعذيب قضاها في سجون النظام السابق، لا تزال آثارها مطبوعة على جسده.. سنوات مرة واجه فيها أصعب قرار يمكن أن يتخذه طاغية ضد رجل دين معارض لنظامه السياسي، وكان نصه: «يمنع صفوت حجازي من دخول مساجد مصر كلها إلا مصليا». يعلق حجازي على هذا القرار، في حواره مع «الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أنه كان بسبب روايته في خطبة له من فوق المنبر لقصة عدل عمر بن الخطاب، وكيف لم يستغل أبناؤه أو زوجته سلطاته، مما اعتبره النظام السابق إسقاطا سياسيا على أسرة الرئيس المتنحي.
وبعيدا عن هذا المشهد، أدلى حجازي أخيرا أمام المحكمة بشهادته على دماء شهداء الثورة في الواقعة الشهيرة بـ«موقعة الجمل»، التي سعى من خلالها رموز النظام السابق لإجهاض الثورة.
لكن بعد 9 أشهر من اندلاعها، كيف يرى حجازي مشهد الثورة المصرية وهو الذي يتولى منصب الأمين العام لمجلس أمنائها.. هل فعلا يتم اختطافها عبر الكثير من السيناريوهات السياسية الملتبسة والشائكة، أم إنها سمات فترات التحول وما يعتريها من بلبلة وفوضى؟ لا يخفي حجازي - في مقابل ذلك - تفاؤله بالثورة، ويرى أن كل ما يثار من مخاوف وعقبات حولها هي أشياء عادية جدا وحدثت في تواريخ الثورات كلها. وأكد حجازي أن الثورة «تأمر ولا تطلب، ولها اليد العليا في مصر الآن»، مشيرا إلى أنهم قادرون على حشد الآلاف مجددا للقيام بالثورة الثانية إذا ما ساورتهم الشكوك حول تنفيذ مطالب «ثورة 25 يناير».. وفي مايلي نص الحوار:
* هل استطاع مجلس أمناء الثورة الذي تتولى أمانته العامة أن ينقذ الثورة من براثن محاولة اختطافها حتى هذه اللحظة؟
- ثورة «25 يناير» لا يمكن لأحد أن يختطفها أو يقضي عليها، سواء كان ذلك في بدايتها أو منتصفها أو نهايتها.. لأنها ثورة صنعها الله عز وجل، وهو الذي يحافظ عليها وهو الذي ينقذها. بل لا أرى أن الثورة المصرية تحتاج إلى إنقاذ.. على العكس، أنا متفائل بها جدا على الرغم من كل المخاوف والعقبات.. إنها أشياء عادية جدا وحدثت في تواريخ الثورات كلها.
* لكن هناك مؤشرات خطرة باتت تظهر على المشهد السياسي بعد مرور 9 أشهر من قيام الثورة والناس لم تعد متوحدة حولها مثل المشهد الأول لها..
- خوف الناس نابع من إعلام يحاول أن يقتل الثورة، وأقصد الصحافة بالدرجة الأولى، وتحديدا الصحافة الخاصة. يضاف إليها الفضائيات والإنترنت، فبدلا من دعم الثورة، أصبحوا عوامل معاكسة. ومجلس أمناء الثورة هو كيان يحاول أن يجذر الثورة في المجتمع ويتابع تنفيذ مطالبها ويحرس هذه المطالب.
* تحديدا، ما دور مجلس أمناء الثورة للدفاع عن الثورة والحيلولة دون اختطافها أو سرقتها؟
- الثوار الحقيقيون موجودون ووقت أن تحتاج الثورة إليهم سيخرجون. والثورة لن تسرق ولن تهدم ما دام الثوار الحقيقيون على قيد الحياة، ومئات الآلاف من الثوار عندهم استعداد للموت إذا ما شعروا أن الثورة تتعرض للخطر أو محاولات الخطف. والذي يريد ركوب الثورة وهو ليس من أهلها مصيره الوقوع وكسر رقبته، لأن الثورة قامت لأجل هذه البلد وليس للحكام أو المناصب، ومن قاموا بها لم يحكموا، وهذا شيء فريد من نوعه.
* متى يمكن أن تقوم ثورة ثانية في مصر؟
- إذا لم يكن هناك دستور يوافق عليه كل المصريين، ولم تكن هناك انتخابات رئاسة مصرية وانتخابات برلمانية، أو خطر على الحياة الديمقراطية التي ننتظرها، أو لحظة شك في بقاء الجيش في الحكم أو سيطرة بقايا النظام السابق، في هذه الحالة ستقوم ثورة أخرى وسنخرج إلى ميدان التحرير.
* حينما تأسس هذا المجلس كان الهدف منه جمع قيادات الثورة من الشباب من الميدان تحت مظلة واحدة يتحدثون منها، ومع ذلك نجد حتى اليوم أن الثورة لا متحدث باسمها، بل وانقسم شباب الثورة على أنفسهم إلى حد التخوين أحيانا.. ما السبب في ذلك؟
- هناك سببان، أولهما الاختلاف في المفاهيم، وثانيهما المطامع الشخصية.. فالفكر الثوري دائما ما يكون غير منضبط بالثوابت السياسية والفكرية، وعندما يدخل الثوار العمل السياسي حتما سيختلفون، خاصة أن الثورة ليس لها قيادة. بالإضافة إلى مطامع الشهرة واللمعان، فالإعلام له بريق، وهذه أشياء تجذب بعضهم.
* هل يمكن أن يتحول المجلس إلى حزب سياسي في فترة لاحقة ليمارس مهامه بشكل أكبر، خاصة أنه قاعدة شعبية كبيرة؟
- خطتنا أن يصبح المجلس كيانا مجتمعيا كجمعية أهلية، وليس أي كيان حزبي أو سياسي، ليكون لنا دور رقابي كمنظمة مجتمع لها دور إصلاحي وتغييري وتنموي. وسيكون ذلك بالانتهاء من وضع الدستور والانتخابات البرلمانية وانتخاب رئيس الجمهورية.
* العديد من الأحزاب طلبت منك الانضمام إلى عضويتها في محاولة استقطاب سياسية واضحة، فلماذا رفضت؟
- لن أنضم إلى أي كيانات سياسية أو حزبية، وليس لدي أي مطامع في مناصب سياسية. وأتمنى أن تكتمل الثورة وتحقق كل أهدافها، ومن ثم سأعود إلى قواعدي سالما، شيخا يعلم الناس الخير ويقول لمن أحسن أحسنت وللمسيء أسأت.
* لماذا لا يشارك المجلس - وهو الممثل بدرجة كبيرة لشباب الثورة - في اللقاءات الحزبية المختلفة؟
- لأن مجلس أمناء الثورة عنده قرار بأن لا يشارك في أي لقاء حزبي إطلاقا. نحن قوى ثورية وهناك الكثير من الأحزاب لا نعترف بشرعيتها من الأساس لأنها من نتاج بقايا النظام السابق. 75% من الأحزاب مجرد حبر على ورق، لم تشهر ولم تستطع الحصول على 5000 عضو من الأساس.
* كيف استقبلتم بوصفكم مجلسا لأمناء الثورة وثيقة الشكر التي وجهتها بعض الأحزاب للمجلس العسكري؟
- المجلس العسكري يمارس مهامه ببطء وله أخطاء، ونحن غير راضين عن أدائه. كما نرفض تلك الوثيقة، فتوجيه الشكر له سيكون عندما يسلم البلاد للسلطة المدنية، وأنا متأكد تماما أنهم سيسلمون السلطة مدنيا.
* هل هذا الانطباع كان مبررا لإصداركم البيان التحذيري للمجلس يوم 23 سبتمبر (أيلول) الماضي والذي هددتم فيه بمليونية جديدة؟
- يوم 23 سبتمبر الماضي أصدرنا بيانا باسم المجلس نمهل فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة عصام شرف لإعلان جدول زمني لإجراء الانتخابات البرلمانية، وإذا ما لم يتم هذا الإعلان، فإننا سنذهب إلى ميدان التحرير يوم 30 سبتمبر، كان سيكون اعتصاما مليونيا.. ونحن قادرون على الحشد، ولكن الذي حدث أن المجلس أصدر الجدول الانتخابي يوم 28 سبتمبر، ولذلك لم نشارك في مليونية جمعة 30 سبتمبر.
* هل هذا يعني تسمية المرحلة المقبلة سياسيا بـ«مرحلة التهديدات»، بعد أن باءت مرحلة المشاورات والاجتماعات والاتصالات ما بين القوى السياسية المختلفة إلى اللاشيء؟
- ليست مرحلة تهديدات، ولكنها مرحلة انتقالية ثوريا وسياسيا، وأي ثورة تمر بمرحلة الزخم الثوري، ثم المرحلة الانتقالية تمهيدا للممارسة السياسية بعد ذلك. ودائما المراحل الانتقالية فيها الشد والجذب، ولا بد أن نعي أن هناك قوى سياسية وقوى ثورية، والقوى الثورية هي من لها اليد العليا اليوم في مصر.
* هل يعني ذلك أن القوى الثورية تستطيع أن تجبر من يترأس مصر رسميا اليوم على تغيير مساره؟
- نعم، ودائما أقول: الثورة تأمر ولا تطلب.. وما زالت الثورة تأمر، وستظل تأمر حتى يتم تنفيذ مطالبها.
* وقف العمل بقانون الطوارئ وإلغاء المحاكمات العسكرية من أهم مطالبكم ولم تنفذ حتى اليوم، فهل من تحرك ستتخذونه؟
- نعم هناك خطوات ستعلن في وقتها، ولكننا لم نحددها بوقت، لأنني مقتنع أننا لن ننال كل ما نطلب عن طريق المجلس العسكري أو الحكومة المؤقتة، فهناك أشياء كثيرة لن تُنال إلا إذا كان هناك نظام مدني يحكم مصر.. ومنها الحياة المدنية الكاملة.
* لكن البعض يطالب بتفعيل قانون الطوارئ مرة أخرى للسيطرة على الانفلات الأمني..
- نحن نقبل أن ينفذ قانون الطوارئ بشكل جزئي، وتحديدا على من ثبت يقينا أنه «بلطجي»، وهذا ما يتحدث عنه المجلس العسكري الآن. ولقد أخذنا وعودا منه حول تطبيق هذا القانون على حالات المسجلين خطر (أكثر من 300 ألف مسجل خطر و6000 سجين هارب)، لكن إذا استخدم قانون الطوارئ مع سياسي أو معارض من قبل المجلس العسكري سيكون لنا وقفات في وقتها.
* هل صحيح أنك قسمت ثورة «25 يناير» إلى مرحلتين؛ مرحلة في مصر، ومرحلة في القدس؟
- نعم هذا صحيح، ومن قراءة التاريخ.. فالثورة المصرية في مرحلتها الأولى تنتهي بتنفيذ مطالبها، ويتحقق فيها دستور جديد لمصر ومجلس نيابي منتخب ورئيس جمهورية منتخب. وبعدها يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي تطهير بيت المقدس من العدو الصهيوني.. نحن لسنا دعاة حرب، ولكننا نريد حقنا في فلسطين كاملا من البحر إلى النهر.
* لكن السادات أعلنها واضحة أن حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 هي آخر حروب مصر مع إسرائيل، وهناك اتفاقية كامب ديفيد للسلام..
- الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال إنه لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ويختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر وينادي الحجر والشجر يا مسلم ورائي يهودي فتعال فاقتله، فهل نكذب كلام رسول الله؟ هذه نبوءة محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهي مذكورة أيضا في التوراة والإنجيل. وحينما سأل أحد الشباب السادات عام 1981 حول مقولته بأن حرب أكتوبر آخر الحروب مع اليهود، في حين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إن آخر حرب سينطق فيها الحجر والشجر، وحرب أكتوبر لم ينطق فيها الحجر والشجر فكيف تقول ذلك؟ قال السادات بذكاء: أقول حرب أكتوبر هي آخر الحروب في عهدي، ولكن عندما أموت و«تمسكوا أنتم البلد.. حاربوا زي ما انتم عايزين».. وتحرير بيت المقدس لم يتم حتى اليوم باتفاقيات السلام.
* هناك دلالات تربط بين التوجه الديني القوي الذي يفرض نفسه على الساحة السياسية في مصر الآن، وبين خروجك من عباءة الإخوان المسلمين ومن ثم توليك قيادة مجلس أمناء الثورة..
- يجب علينا أن نعترف أن الإخوان المسلمين هم أقدر الناس في هذه المرحلة أن يكون لهم الوجود في الشارع المصري، فهم يمارسون السياسة منذ عشرات السنين في صفوف المعارضة واضطهدوا وعذبوا كثيرا، وهم منظمون وعندهم مقدرة على الحشد ويتبنون الفكر الإسلامي ولديهم آيديولوجية فكرية، لماذا نعيب عليهم؟ هل نعيب على أناس لديهم الخبرة والقوة البشرية ومنظمون تنظيما دقيقا وتبنيهم للفكر الإسلامي؟ أما كوني محسوبا عليهم فكريا فهذا شرف لا أدعيه، وانفصلت عنهم عام 1999.
* لكن «الإخوان» يريدون حكما إسلاميا، وهو ما يثير تخوفات كبيرة خاصة لدى الأقباط..
- هناك فرق بين الفتوى والقانون، فلن يسمح لأي شخص كائنا من كان أن يحكم مصر وفقا لهواه، فنحن في مصر نطبق القانون الفرنسي. لماذا لا نطبق القانون الإسلامي؟ والسادات قام بالتعاون مع صوفي أبو طالب في تقنين الشريعة الإسلامية؟ والقانون كلنا نخضع له، ومصر منذ 1400 سنة بها الإسلام، فما المشكلات التي تعرض لها المسيحيون واليهود وهم يحكَمون بالشريعة الإسلامية؟ الشريعة الإسلامية تعطيهم الحق أن يحكموا أنفسهم في العقائد والأحوال الشخصية إلا إذا أرادوا أن يحتكموا إلى الشريعة الإسلامية، لكن في الحياة العامة، القانون يطبق على الجميع، والإسلام هو الذي حافظ على غير المسلمين.
* هل تعتقد أن تطبيق الشريعة الإسلامية كان به خلل طوال السنوات الماضية؟
- طبعا، فمصر دولة إسلامية وكان هناك خلل كبير، خاصة في قوانين الأحوال الشخصية. وما بعد الثورة سيعالج هذا الخلل، وتطبيق الشريعة الإسلامية لن يتم بين ليلة وضحاها.
* هل واجهت أي تهديدات في ما يخص شهادتك أمام محكمة جنايات القاهرة مؤخرا حول أحداث «موقعة الجمل» ضمن القضية التي يحاكم فيها أركان وقيادات النظام السابق؟
- لا لم أتعرض لأي تهديدات، لأن أحدا لا يجرؤ على ذلك. وكل ما جاء في شهادتي تجاه أسماء بعينها كان صحيحا، فهي شهادة «ومن يكتمها فهو آثم قلبه». ولقد فوجئت أن بعض المتهمين قالوا إنه لم يحدث واستغربت ذلك كثيرا، فدماء الشهداء كانت تسيل على يدينا ونحن في الميدان.
* لك مقابلة وحيدة مع القذافي عام 2004، فما سببها؟ وهل صحيح أنك قلت له أن يكف عن الحديث عن الإسلام والسنة النبوية المشرفة؟
- هذه القصة شاهد عليها د. عمر عبد الكافي والشيخ محمد حسان والعربي كشاط (جزائري). كنا ضيوفا في مسابقة «واعتصموا» لحفظ القرآن، وطلب القذافي أن يقابل الشيوخ المشاركين، وتحديدا أنا، لأن محمد القذافي (نجله) كان يحج معي مصادفة في إحدى السنوات وتناقشت معه عن فكر والده تجاه السنة النبوية المشرفة وإنكاره لها.. وكان يريد أن يحذف اسم «مصر» من القرآن، وأن يحذف كلمة «قل» كذلك! واتضح أن محمد حكى له هذه المناقشات لاحقا، وبالتالي، أصر على مقابلتي، وترددت في البداية خوفا من أن يثار هذا الموضوع وأتكلم مع القذافي بشكل حاد، ولكن الشيخ عبد الكافي أقنعني بالذهاب وأن نناقشه بالحسنى. ودار الحوار بيننا، وأذكر أني قلت له بالحرف: «أنت رجل سياسة ولست رجل دين، فاترك الدين لرجاله ومشايخه واكتف بالسياسة».
* وماذا كان رد فعله؟
- أغلق الحوار بسرعة لأن دائرة الحوار بدأت تتسع وكانت ستخرج من أطرها، وهذه هي المرة الوحيدة التي رأيته فيها.
* زيارتك أخيرا لليبيا ما كان هدفها؟
- كانت زيارة إيجابية للغاية، وكان الهدف الأساسي هو تهنئة المجلس الانتقالي بدخول طرابلس وإظهار التضامن الشعبي من مصر للمجلس الوطني، خاصة أن الاعتراف الرسمي المصري جاء متأخرا. وكان الهدف مد جسور التعاون ما بين الثورة المصرية والثورة الليبية، وقد قوبلنا باستقبال حافل على المستوى الشعبي والمجلس الانتقالي. ويتم الآن العمل على تشكيل لجنة اقتصادية من مجلس أمناء الثورة المصرية والثورة الليبية.
* ما أسرار عداء النظام المصري السابق لك؟
- تاريخي مع المعارضة يبدأ من فترة السادات حينما اعتقلت لأني كنت معارضا لكامب ديفيد، ثم لفقت لي قضيتان «أمن دولة عليا» في عهد مبارك، إحداهما مرتبطة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة، والأخرى بغزو إسرائيل للبنان. وكانت بداية الصدام عند عودتي من المملكة العربية السعودية وظهوري للرأي العام من خلال الإعلام، وفي انتخابات البرلمان عام 2000 تكلمت عن التزوير، وفضحت عملياته من فوق المنبر.. ومن هنا كانت بداية التنكيل بي.
* ما أشد تجارب التنكيل بك قسوة في فترة النظام السابق؟
- حينما اعتقلت وعذبت تعذيبا وحشيا في مقر أمن الدولة، وما زالت آثاره على جسدي حتى اليوم، وكان ذلك في فبراير (شباط) 1998. أما التهمة فكانت محاولة قلب نظام الحكم وتعكير الصفو العام واستخدام السلاح، وكل ذلك من دون دليل واحد. كما صدر - بعد الإفراج عني - قرار نصه: «يمنع صفوت حجازي من دخول مساجد مصر كليا؛ إلا مصليا»، وكان ذلك في عام 2006.
* ما السبب الحقيقي وراء هذا القرار؟
- إلقائي خطبة جمعة تكلمت فيها عن العدل في الإسلام، وتحديدا عن عدل سيدنا عمر وأبنائه، وكيف أن أبناءه أو زوجته لم يكونوا يستغلون سلطاته.. وبعدها قدمت محاضرة عن حسن البنا وكيف كان سابقا لزمانه، وكيف كان سيكون حال مصر إذا ما كان يحكم مصر في الوقت المعاصر.
* اتهمك طلعت السادات تحديدا بأنك وراء تحريض الشاب أحمد الشحات على إنزال العلم الإسرائيلي من على السفارة؟
- غير صحيح، وأنا لم أحرض أحمد الشحات، ولو أعرف أنه يمكنه أن يسقط العلم كنت سأحرضه، بل كنت أتمنى أن أكون مكانه!
* ما صحة ما تردد من أنه عرض عليك أحد المناصب الوزارية ورفضتها.. ولماذا؟
- أعتذر عن عدم الإجابة عن تسمية الوزارة لاعتبارات خاصة، ولكن سبب الرفض يندرج في رفضي لأي منصب سياسي.. وقد أثير الكثير من اللغط حول إعدادي لدور سياسي معين، لكن كل هذه شائعات. لكني أقول: «لو أنا عاوز أترشح كرئيس للجمهورية سأترشح؛ بل سأنجح»! ولكني لا أريد ذلك.
* من المرشح الذي تتوقع له أن يكون رئيسا لمصر؟
- رئيس مصر القادم لم يظهر بعد.