لويز :أحب أختي لكنها الكابوس الأسوأ في حياتي لأنها الأصغر والأجمل والأكثر ثراء
تيلي: كلام لويز عني عار عن الصحة فهل سمع أحدكم عن نائب يخجل
تيلي: شقيقتي الأكبر عبقرية لكن متابعتها لي لا تقارن باهتمامها بالفرق الرياضية
ما زالت لويز لا ترغب بوجود أختها التي أنجبتها أمها لأنها تشعر بالانزعاج منها
ترجمة - كريم المالكي :
لويز وتيلي، اختان بينهما الكثير الكثير من الأشياء المشتركة إلى الحد الذي ربما يدعو للتساؤل ، كيف يمكن لذلك ان يحدث بين أختين، علما أنهما من الكاتبات الأكثر مبيعا في عالم الرواية في الوقت الحاضر على مستوى البلاد التي تنطق باللغة الانجليزية. والغريب أيضا أنهما قد تزوجتا من رجلين أمريكيين، ولدى كل منهما ثلاثة أطفال ودرستا نفس التخصص الأكاديمي..ونجد ان الأختين تتبادلا التهم حيث تزعم لويز بان تيلي قامت باستنساخ حياتها , فيما تقول الأخيرة وبعد سلسلة من الاتهامات لا تثقون بسياسي وذلك لكون اختها مرشحة حزب المحافظين في كوربي.
والمفارقة الاهم في قصتهما تكمن في ان الأختين تعيشان صراعا مريرا ومعلنا حتى على صفحات الجرائد. ولا تتورع أي منهما عن الحديث بالكثير من الغيرة والتنافس الشرس تجاه أختها الأخرى. وفي الحقيقة هكذا هي صورة الأختين باكشاو( لويز وتيلي) كما يرسمها الواقع وكما سردتها كل منهما عبر هذا الموضوع. وفي التفاصيل سنتعرف على استراتيجية كل من لويز وتيلي في العيش كأختين لكن في ظل تنافس بدأ منذ الصغر وقد يطول مدى الحياة.
لويز
لويز هي الاخت الكبرى، وتبلغ من العمر 37 عاما ، و تعيش في نورث مع زوجها الأمريكي أنتوني الذي يبلغ من العمر(39 عاما) والذي يعمل في مجال التطوير العقاري، وأطفالها الثلاثة تبلغ أعمارهم خمس وأربع وسنة واحدة . وإضافة إلى تربعها على عرش أفضل الروائيات فهي أيضا مرشحة حزب المحافظين في كوربي.
تقول لويز: أنا أحب أختي كثيرا ولكنها ومن وجهة نظري الكابوس الأسوأ لأي فتاة ، فهي الأخت الأصغر والأقل وزنا، والأجمل، والأكثر ثراء، وبطبيعة الحال فهي أكثر شبابا مني. إضافة إلى ذلك امتلاكها لصفات جيدة أخرى تبدو فيها تقترب من المثالية.
وكل ما أردت فعله خلال فترة تكويني لشخصيتي هو الجلوس بهدوء في غرفتي واكل التفاح والقراءة وتجنب كل أشكال ممارسة الرياضة البدنية. انا واحدة من أولئك المثقفين الذين يستمتعون في أن يكونوا بمفردهم من اجل الانغماس في أحلام اليقظة الطويلة لكن الأمور سارت على خطأ وتحديدا عندما كنت في الثانية. لقد نُقلَت والدتي إلى المستشفى وتركتني في رعاية عمتي التي قالت لي أن والدتي حينما تعود ستجلب لي معها شيئا مميزا. وكما يبدو أني سألتها ما إذا كان هذا الشيء المميز جميلا، إلا أنها أخبرتني بأنه شقيقتي الرضيعة التي أنجبتها والدتي. لكني حتى الآن ما زلت أريد ذلك.
وعندما كانت تيلي معنا وهي في عمر الستة أشهر، سألتني والدتي (التي كانت حاملا بأخي) كم هو مقدار حبي لشقيقتي. وكانت إجابتي دبلوماسية بدايات لإشارات الإنذار المبكر نحو التحول إلى سياسية , انني قلت لها. "كنت احبها من قبل ولكن اشعر بالملل منها الآن. هل يمكننا وضعها في سلة المهملات؟.
وضمن هذا السياق مرت السنوات القليلة الأولى هادئة ومن دون منغصات. كان لكل منا شخصية مختلفة، ومتفاوتة القوة , لقد كانت تيلي شرسة ومنفتحة، فيما كنت انا لصيقة بالكتب. تيلي كانت متفوقة في جميع المسابقات، وانا أفضل في العلوم الإنسانية. واخترت مواضيع دراستي في المستوى (أي) كالتالي - الإنكليزية والفرنسية والتاريخ - قبل مستويات (أو). فيما طلب معلمو تيلي منها بدراسة العلوم.
لم نتنافس أبدا بشكل مباشر لأنها كانت من الجيل الأول الذي اجتاز امتحانات الشهادة الثانوية العامة GCSE المعروف بسهولتها الكبيرة. وقد حصلت على مجموعة مختلطة من المستويات ولكن مضيت نحو اجتيازه على نحو مباشر كما في المستوى (أي). وتهيأت لامتحان القبول في جامعة أكسفورد، ودخلت في كنيسة المسيح,
ومع ذلك فإن تيلي قد استحوذت عليها فكرة استنساخ تجربتي، وأصبحت حياتنا نسخة اقل خطورة من "الأنثى البيضاء العازبة". لقد قررت تيلي التفرغ للعلوم والرياضيات، على ان تأخذ في المستوى (أي) مواضيعي التي اخترتها، والذي كان خيارا رائعا. وكنت قد عرضت مساعدتها في دراستها حيث قدمت فيما بعد إلى جامعة أكسفورد. لقد كانت من أفضل الجامعات في جميع الأنحاء لذلك لا توجد أي مشكلة في الانضمام اليها.
كانت الامور قد أخذت تتعقد على نحو ما عندما أصبحت تيلي حاملا في سن السابعة عشرة ومن ثم رحيلها من مدرستنا التي هي من حيث الاسم كاثوليكية وبالتالي فإنها لا يمكن لها أن تقدم أي دعما لتيلي وإن كان قليلا. وذات يوم كنت قد عدت من ليلة تنافسية احتضنتها الجامعة لأجد تيلي في سريري. وقد أخبرتني عن محنتها، وأقنعتها أن تتصل بوالدينا اللذين كانا أكثر من رائعين في هكذا نوع من المواضيع. وكنا جميعا نشعر بالفخر لهذه الأم، الرائعة والشجاعة. وعلى الرغم من سلوك مدرستنا غير المقبول اتجاه الطالب الذي يمر في محنة ما ،إلا أن تيلي أكدت تفوقها في المستويات(أي). وفيما رفضتها أكسفورد أخذتها كامبردج، وطفلها وجميع حيثياتها. ومنذ تلك اللحظة يبدو أن حياة كل منا قد أخذت اتجاها غير الاتجاه الآخر.
لقد درست تيلي التاريخ، وكنت أدرس اللغة الإنجليزية. لقد تركز اهتمامي على اللهجات الأمريكية والتي يرجع تاريخها إلى القديم ،أما تيلي فقد كان ،لها صديق، يلعب لعبة ألركبي، وهو من الشمال.ولم تكن هناك أي منافسة او خصومة بين الأخوات خلال ذلك الوقت إلى أن حدث التحول مرة أخرى. لقد تم إلغاء درجاتها في التاريخ؛ وأخذت تدرس اللغة الإنجليزية مثلي. انتهت علاقتها بلاعب ألركبي وبعد سنتين وفيما كنت أعيش علاقة جادة مع خطيبي الأمريكي، بدأت تيلي تواعد رجلا كانت قد التقته في وظيفتها في المدينة ،وكان أميركيا بالطبع. فيا للصدفة ! وهل حقا كل ذلك صدفة؟ فلكم أن تكونوا القاضي في هذه الصدفة.
كنت من بين الروائيات الأكثر مبيعا لعدة سنوات الى ان اتصلت بي تيلي لتخبرني عن مفاجأة من مفاجآتها. لقد استقالت من العمل كمعلمة وذلك بعد أن أصيبت بالإحباط لعدم وجود حرية حسبما تزعم. وقالت لي ومن دون مبالاة في تلك المكالمة :"لولو ،أريد أن أكون روائية. كيف يمكن أن أنجح في ذلك؟ "لا بد لي من الاعتراف بلحظة الذعر الأعمى. إنني أتقدم بشكل جيد في مجال الكتابة ولكن تيلي كانت أكثر نجاحا.
وعندما كانت في سن الثالثة والعشرين أصبحت أصغر شريك في شركة عالمية ولديها من المال ما يكفي لشراء منزل بأي مبلغ نقدي. وهناك شيء واحد يمكن لي أن أدعيه هو حياتي الهانئة ككاتبة.
لقد تمكنت من الحصول على ثروة مالية جيدة من خلال عملي ثلاث ساعات في اليوم. والآن تريد تيلي أن تكون كاتبة، وأعرف انها ستكون ناجحة في ذلك أيضا.
وبينما كانت مبيعاتي قد بدأت بشكل جيد وارتفعت مع كل كتاب جديد الى ان شعرت أخيرا بالتوهج والانتعاش التام، كانت رواية تيلي الأولى "المعشوق" هي من أفضل الكتب مبيعا والتي سوقتها صحيفة نيويورك تايمز. هل هناك من شقيقة كبرى لا تشعر بشيء من الاحباط؟
مذكرة إلى تيلي. انت اصغر مني بسنتين من حيث العمر، وأقل وزنا بحوالي 14 رطلا، واستنسخت مستوياتي الدراسية، وشهادتي الجامعية، ولم تكتف بذلك بل تزوجت من أمريكي، ولديك ثلاثة أطفال (صبيان وبنت واحدة ، وهو نفس عدد أطفالي)، والآن أنت الأكثر مبيعا. الرجاء أن تتخذي هذه المذكرة بمثابة إنذار نهائي. ابقي بعيدة عن السياسة، وإلا سأتقدم بطلب للحصول على أمر باحتجازك.
تيلي
تيلي تبلغ من العمر (35 عاما) وتعيش في لوس انجليس ولندن مع زوجها روبن ، وهي تعد من الشخصيات الاستثمارية الناجحة، ولديها ثلاثة أطفال أعمارهم سبع عشرة سنة وأربع سنوات وسنة واحدة وحاليا من الروائيات التي تسجل مبيعات كتبها تقدما قياسيا لكنها لا تفكر في العمل في السياسة ابدا.
الجميع يرتكب أخطاء, لكن مهم أن نتعلم من هذه الأخطاء. ولحسن الحظ لدينا والدان يعملان على ذلك النهج بالضبط. كانت لويز طفلتهم الأولى – ويمكن القول أنها مشروعهم الخام لو أردنا القول - وبينما أنا متأكدة من أن لديها بعض الصفات المحببة كطفلة رضيع، كان من الواضح انها خيبة أمل ملحمية بالنسبة لهم. وبالتالي كان قرارهم في إنجابي. وعلى الأقل هذه هي الطريقة التي رأيتها، حيث نشأت في ظل وجود شقيقتي الأكبر سنا التي كانت عبقرية بشكل لا لبس فيه، والتي كانت اهتمامها بي يعادل حجم اهتمامها بفرق الرياضات الجماعية.
أستطيع أن أرى أن على ورقة لويز اتهامات تصفني بأنني من النوع الذي يطاردها او يقتفي اثر نجاحاتها، وتبدو هذه الاتهامات مقنعة إلى حد ما. نعم لقد درسنا نفس المواضيع فى المستويات الدراسية. نعم أنا تقدمت الى أوكسفورد. نعم انا تزوجت من رجل أمريكي، ولدي ثلاثة أطفال، وأصبحت روائية ووقعت عقدا مع ناشرها السابق. ولكن للأمانة، أن الأمور لم تكن بهذه الطريقة. وهذا هو اللف والدوران. ويجب ألا تثقون بسياسي، وهذا هو شعاري. خاصة اذا كنت من المرتبطين بها.
أود أن أبدأ في القضية بتقديمي لدفاعي من خلال سرد بعض التصحيحات الواقعية، بدءا من المستويات الدراسية(أي). نعم لقد درست الموضوعات نفسها التي درستها لويز كالإنكليزية والفرنسية والتاريخ، ولكن السبب بسيط هو لأنني لم أكن ذكية بما فيه الكفاية في مادة الرياضيات والعلوم. كما أن السبب في تقديمي لأداء جيد في المواد العلمية في الشهادة الثانوية العامة هو لأنني اجتهدت كما يجتهد الكلب - وهو مفهوم يبدو غريبا لشقيقتي الرائعة الاكبر لأنها كانت قد انضمت إلى صالة الألعاب الرياضية في ذلك الحين.
ووفقا لمزاعمها فإنها عرضت علي مساعدتي في الدراسة، في حين ان مستوى ديسيبل لم يتم اختراعه ليتسنى قياس قوة قهقهتي. ولعدم اهتمام لويز بي عندما كنت مراهقة. وذلك ما كان يشمل الجميع مما يدفعني لان أشك في أنها قد تكون التقطتني من بين شخصين كان يقفان في صف لشراء شيء ما. في الواقع انها ساعدتني في الدراسة. وأنا أيضا اشعر بالتسلية من وصفها لي بالبولشية وبالمقابل تصف نفسها بأنها هادئة وخجولة وكثيرة الخلوة بنفسها. والتي بأكملها كلام فارغ. فهل سمع احد ما عن نائب خجول؟
وهناك عدد قليل آخر من الخفايا الواقعية - فعلا ذهبت إلى كامبريدج لدراسة اللغة الإنجليزية وتحولت إلى التاريخ، وليس العكس. ومع ذلك فان معظم ما تقوله ليس لديه ارضية على صعيد الواقع. وباستثناء الفكرة الشائنة من أن لويز كانت تعيش تهديدا مني.ان لويز ليست مهددة من قبل أي شيء. أبدا , انها سيدة واحدة وتتخطى إعصار الإنجازات. ولقد نشأت مقتفية لأثرها.
وفي الوقت الذي كنا فيه انا وأخي نلعب في الهواء الطلق ونتسلق الأشجار، ونقيم المخيمات، وننغمس في الأنشطة الأخرى التي يهتم بها الأطفال ،كانت لويز في غرفة نومها مستغرقة في قراءة تولكين أو ترجمة هوميروس وتحول كل سطر الى الجناس الناقص. حقا انها كانت توقد غضبا هائلا.
وما يمكن فقط ان تصفني به لويز بأني "المطاردة" ما يتعلق بحقيقة كوني لدي ثلاثة أطفال في حين اني انجبت طفلي الاول قبل 11 عاما من ولادتها لطفلها الاول. كما ان ما تذهب اليه من أني متزوجة من رجل أمريكي، فهو مجاف للواقع لأني قد ارتبطت به قبل عام كامل من لقائها بزوجها. في عالم لويز تكون هي الشمس. نحن الباقون لسنا سوى الكواكب المتواضعة التي تدور حولها. ولو نحينا المزاح جانبا، فإنه لا يمكن اتهامها ب"المطاردة" حتى فيما لو شجعك شخص ما على اتهامها بذلك. لان لويز لم تكن أي شيء آخر سوى انها تلك الاخت الداعمة بشكل لا يصدق لكتاباتي. كما انها قدمت كتابي الأول لناشرها السابق "اوريون "، وكان لي قبل ذلك وكيلي الذي لا تتجاوز نشاطه حدود الواجب المناط به فقط. وعادة ما تبتسم لويز ابتسامة المتسامح وتقول "حسنا كل الأشياء الصحيحة" عندما أبث لها شكواي من أنني أكافح في صياغة الحبكة او إعادة تحرير مخطوطتي في الوقت الذي أكملت ثلاث روايات كاملة ورائعة. وفي الوقت نفسه تأخذني لإعادة تزويد مكتبها بنقطة توصيل كهرباء (وبالمناسبة، لا يمكن للويز ان تقوم بذلك حتى لو أمضت 20 عاما وهي تحاول).
لا يمكنني أن أكون أكثر فخرا من لويز. وفي الواقع لا أستطيع أن أفكر في أي شخص لأكون ظله بل إنني أفضل أن أقف كما انا ،لذا فإنني حقا لست مطاردتها ،وعلى الأقل ليس عمدا.
في أية حال إنها الآن قد تحول موهبتها الهائلة نحو السياسة ويمكن ان تتوقف عن البحث ما تتهمني به. كما إنني أفضل أن أضع عصا دبابيس ساخنة في عيني على أن أحاول أن أكون عضوه في البرلمان , لذلك ليس هناك حاجة لصدور أمر بتقييدي.