غيرة زوجي يشوبها الشك القاتل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أختي نور أعرض عليك مشكلتي التي جعلتني زوجة تعيسة، وحولت حياتي إلى عذاب وجحيم، مشكلتي تكمن في زوجي إنّه غيور جدا، في بداية الشهور الأولى من زواجنا كنت فرحة مسرورة بهذه الغيرة، لأنني كنت أرى أن هذه الغيرة دلالة عظيمة على حبه الكبير لي، لكن بعد فترة أدركت أنها غيرة مرضية غيرة وهمية يشوبها شك قاتل.
إنّه يتجسس علي لو أمسكت سماعة الهاتف، لأتحدث مع صديقاتي وأعرف أنه يسمع على الخط الثاني، فإذا ذهبت إلى زيارة أهلي أو إلى العمل فإنه يتبعني ويحسبني أنني لم أتفطن له، حتى إنّه يقوم بتفتيش أغراضي الخاصة، فإذا كنت في عملي يتصل أكثر من مرة ليتأكد من وجودي، وتعدى الأمر أنه نعتني بألفاظ جارحة لا تليق أن يقولها رجل لزوجته، فذات يوم وبينما كنّا في زيارة أهلي كان ابن عمي موجودا هناك، فألقيت عليه السلام وسألته عن أحوال عمي. رأيت الشرر يخرج من ملامح زوجي، وكله تساؤلات وشك، وعندما عدنا إلى البيت شتمني وضربني ضربا مبرحا، أدى إلى تشويه بعض الأجزاء من جسدي واتهمني بأنني على علاقة مع ابن عمي، ليس ذلك فحسب بل إنه يشك بأنني على علاقة به، لقد جن جنوني ماذا أفعل مع هذا الرجل الذي ابتليت به؟ هل أصبر عليه أم أطلب الطلاق؟ دليني فإنني أعيش في عذاب وجحيم قاتل.
م/ عنابة
الرد:
حقيقة وبالشكل الذي ورد في رسالتك، فزوجك شخص مريض بمرض الغيرة والشك، فأي حياة هذه التي تعيشينها مع هذا الرجل المريض، إنني أشعر بما تحسينه، وأدرك تماما حجم العذاب الذي تعيشينه ومدى عمق الضرر النفسي والأثر الأليم الذي سببه لك زوجك.
من المؤلم جدا أن يقذفك في شرفك ويقوم بضربك ضربا مبرحا، مما يجعل استحالة الحياة مع هذا الرجل، لأن الغيرة المرضية يصاحبها عنف لفظي وبدني.
وطالما أن زوجك مريض بداء الغيرة هذه، يجب أن تتخذي معه موقفا حازما وبشكل جدي، بطلب العلاج النفسي، فإن رفض رفضا قاطعا فأرى في هذه الحالة وجوب إعادة النظر في علاقتك معه، وهذا حقك، فأنت لست مرغمة على الإستمرار والعيش مع شخص مريض يهينك كل يوم وكل ساعة، بسبب مرضه الذي ربما يدفعه في النهاية إلى قتلك أو الإنتحار، لأن بعض حالات الغيرة المرضية قد تصل إلى درجة التعب الشديد من الغيرة والشعور بضرورة التخلص من هذا الألم بالتخلص من مسبب الغيرة الذي هو أنت، أو التخلص من الذات التي هي هو بالذات، أقصد كما قلت القتل أو الإنتحار، إذن تصرفي من الآن بشكل جدي، إما علاجه أو الإبتعاد عنه.