حذرت الاحتلال من خطف "شاليط" جديد
غزة ـ محمد حبيب
دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حركة فتح إلى البدء بتنفيذ اتفاق المصالحة فوراً و"التوقف عن حالة تعطيل الاتفاق وإدارة الظهر له". وجددت حماس على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة عنه الاثنين تأكيدها على الحاجة إلى حوار وطني شامل يحدد الاستراتيجية الوطنية وينهي حالة التفرد. وعبر أبو زهري عن رفضه تصريحات الرئيس محمود عباس حول الحق في المسئولية عن تشكيل الحكومة الانتقالية، وعدها تراجعاً كبيراً عن اتفاق المصالحة بالقاهرة وتناقضاً مع الاتفاق الذي ينص على أن تشكيل الحكومة يجب أن يتم بالتوافق بين الطرفين.
وقال أبو زهري "تعتبر حركة حماس ذلك دليلاً إضافياً على حالة التفرد والاستئثار بصناعة القرار، وأنه مثال لسياسة الانتقائية في تعامل حركة فتح مع الاتفاقات الوطنية".
وكان عباس قال في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" نشر الأحد :" لقد اتفقنا على أنه لا بد من أن نشكل حكومة انتقالية من المستقلين والتكنوقراطيين، فإذًا هي ليست حكومة وحدة وطنية، ثم هذه الحكومة، ستكون مسؤوليتي كرئيس لمنظمة التحرير حتى تحصل الانتخابات".
وأضاف "في هذه الحالة ممكن أن نتشاور على الأسماء لكن بالنتيجة من يصلح من وجهة نظري ومن لا يصلح، سواء أكان الذي رشحته "فتح" أو الذي رشحته "حماس" أو الذي رشحته الجبهة الشعبية أو غيرها.. ومن لا يصلح لا أستطيع أن أضمه، أنا أريد من يناسب المرحلة الانتقالية وأن يكون مستقلًا وأن يكون فنيًا تكنوقراطيًا".
من جهة أخرى حذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إدارة السجون الصهيونية من المساس بالأسرى البواسل، محملة الكيان الصهيوني كامل المسئولية عن أيّ ضرر أو سوء بهم.
وأوضح "إسماعيل الأشقر" النائب في المجلس التشريعي عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"- خلال اعتصام أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة الاثنين تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام- أن الأسرى يتعرضون لأشرس حملة قمعية ضدّهم وضدّ ذويهم، إضافة إلى العزل الانفرادي للعشرات منهم، والتفتيش العاري، ومنع الزيارة و العلاج لمئات الأسرى الذين يعانون المرض، ومنع مواصلة التعليم، وفرض الغرامات الباهظة، وفصول التعذيب والشبح التي لا تنتهي.
وأشار الأشقر إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة داخل السجون دفعت بالأسرى إلى خوض معركة "الأمعاء الخاوية" الصعبة ضد أساليب الظلم الصهيونية التي تتصاعد يومياً بحق الأسرى وذويهم.
وشدّد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني على أن شعرة واحدة من رأس أسرانا الأبطال أثمن وأغلى من كل الأرواح الصهيونية النجسة، مؤكداً أن سياسة خطف الجنود والمستوطنين الصهاينة ستستمر حتى يتذوق كل أسير طعم الحرية، وأضاف: "أمثال شاليط قادمون بإذن الله".
وطالب الأشقر كافة فصائل المقاومة بالوحدة خلف مطالب الأسرى والاستمرار في الفعاليات المناصرة لهم حتى تصل رسالتهم إلى العالم، مطالباً المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالقيام بمسئولياتهم وحماية أسرنا من غدر السجان الصهيوني، وتقديم قادة الاحتلال لمحكمة الجنايات الدولية.
وفي ذات السياق، أكّد د. عطا الله أبو السبح وزير الأسرى والمحررين أن الشعب الفلسطيني بكل فصائله المقاومة يقف خلف مطالب الأسرى العادلة، ويتوحد لتحقيق أهدافهم النبيلة.
وأضاف أبو السبح: "لا يمكن للشعب أن يتنازل مهما اشتدّ الطغيان الصهيوني..، والمقاومة ستعمل على حرية الأسرى وإطلاق سراحهم بكل الوسائل".
واستنكر وزير الأسرى والمحررين كل الأيادي التي تمتد لتصافح يد الإرهاب الصهيونية، مشدداً على ضرورة أن نكون أوفياء لمّا ضحى الأسرى من أجله، وأضاف: "سيسقى الاحتلال من نفس الكأس الذي أسقى منه أسرانا البواسل".
من جانبه، شدّد "د. محمد شهاب"- رئيس لجنة الأسرى بالمجلس التشريعي- على ضرورة أن لا يشعر الصهاينة في جميع أنحاء العالم بالأمن والأمان ما دام أسرانا يعانون في سجون الاحتلال.
وأضاف شهاب: "عارٍ على بلاد العروبة والإسلام استقبال قادة الكيان المجرمون وهم يرون ما يفعله الاحتلال بنا وبأسرانا داخل السجون"، وتساءل عن غياب التفاعل العربي والإسلامي مع قضية الأسيرات الفلسطينيات اللاتي يستصرخن داخل السجون.
واستهجن رئيس لجنة الأسرى بالمجلس التشريعي موقف المجتمع الدولي المتناسي لوثيقة "جنيف" التي تحمي حقوق الأسرى داخل السجون، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل العاجل ووقف عدوان السجان الصهيوني على أسرنا.
وطالب "شهاب" المؤسسات الإعلامية والإعلاميين بضرورة فضح الجرائم الصهيونية أمام العالم، وإيصال رسالة الأسرى وذويهم إلى كل مكان.
وبارك رئيس لجنة الأسرى بالمجلس التشريعي كل الجهود الوطنية والإسلامية التي تتضامن مع أسرانا، داعياً لاستمرار الجهود وتصاعدها مع تصاعد فعاليات الأسرى حتى يخضع الاحتلال لمطالب الأسرى العادلة، وأضاف: "نشعر بالاعتزاز والفخر بكم، لأنكم تعززون صمود الأسرى وترفعون معنوياتهم".