انتخب فيما يشبه التنصيب اعضاء المكتب السياسي السي إلياسي، لحزب البام المعروف اختصارا بحزب الأســـالا، المكون السياسي الذي يعتبر اول من "سالا معا" القواعد الدنيا للتعامل مع القواعد، ففي طنزيــل سليم للمرتكزات الاساسية للهوية الجديدة للحزب قام اعضاء المجلس الوطني باختيار من يمثلهم وفق مقومات لعل ابرزها العقلنة، الدينامية، الديمقراطية الداخلية والانفتاح التفاعلي المنظم.
فجاءت العقلنة بكوطا نسائية، والدينامية بكوطا للشباب، والديمقراطية باقتراع سري مباشر في الوقت الذي جاء فيه الانفتاح بوجوه لا يعرفها احد.
لقد اصبحت المسائل واضحة،الحزب يريد ان يضطلع بدور مهم في المرحلة الراهنة عن طريق المعارضة والنقد البناء، فمع انتخاب الامين العام الجديد، اتضح التموضع والتيار الايديولوجي للحزب انه في يمين الوسط او بالاحرى وسط اليمين في مكان ما قرب الخزانة الحديدية "الكفر فور" المملوءة بما يمكن استعماله كأرضية للورقة النقدية، وجاء انتخاب المكتب في خطوة ثانية، لتكريس لخطيار الجماهيري والتأكيدعلى عزم القيادة القطع مع اساليب "الماضى" واستعمال اساليب" الامر" في مخاطبة المؤتمرين.
المسيرون، بكسر الياء، يعرفون ان سدة المعارضة شاغرة، بعد ان تبوأ المعارضون سدة الحكم، ويعرفون ان المواطن يميل فطريا للمعاندة، ولذا وجب إعداد العدة لإحتضان الافواج الاولى من الغاضبين، وهذا لن يتأتى الا للتنظيمات الجذابة التي ستنجح في ان تجمع تحت سقف واحد ، كما هو الحال بالنسبة للقاعات السينيمائية، كل عناصر الفرجة والاثارة والرعب، وتستقطب الجماهير التي تبحث عن البديل حتى ولو كان فرجة قديمة من نوع افلام يوسف بك "وهبي" او افلام "الريف" الامريكي.
كل مكونات المشهد السياسي تتساءل الآن كيف لها ان تضفر بمقعد المعارضة، والمعارضة هنا معارضة واحدة ليس كما يقال انها معارضات، وهي تعني لغة ؛ ذلك التنظيم او المكون السياسي الذي يلجأ اليه العموم، ويتبنى افكاره المواطنون في انتظار ان يحجزهذا الاخير مقاعد في الحكومة، فالشارع لا يعترف بالانتماء، كما لا يعترف بمحطات الوصول.
لم تكن هذه الاعتبارات لتفوت حكماء الاســـالا، فالهدف واضح، والملعب واضح والخوف كل الخوف من الخصم الفاضح، لذا كان واجبا ان تجمع التشكيلة كل الاطياف بما في ذلك المحترفون الذين يزاولون بالدول المتقدمة فأوروبا قريبة وامريكا قريبة او مابعيدة غير تادلة!!
التشكيلة ضمت ايضا ابناء السلف لضمان الخلف، فالمشروع الحداثي الديمقراطي كما يتصوره الاباء هو الدواء لكافة المعضلات، ولكنه على عكس دواء الصيدليات يترك في متناول الاطفال.
حكماء الحزب ابدعو في تعـ"ـريف" الهوية، وتعداد مناقب الانفتاح حتى اصبحت مفاهيم قابلة للتصدير الى احزاب آخرى بل ان هناك من يعول عليها في قلب الميزان السياسي لصالحه، غافلين تماما دور الوضوح في زمن الاشارات هذا، نعم انه زمن الاشارات زمن الكونڭو والسانسور للجميع، زمن الكاسك الذي يستعمله ويفتخر به من يتكلم لغة واحدة ، لغة الصراحة التي لا تحتاج حتما الى مترجم
لانها لا تنطق ... لكنها تصدق، لقد ولى الى غير رجعة زمن التفكير المفوض، ساسة يفكرون ومناضلون يكفرون باليوم الذي وطأت اقدامهم العمى السياسي[img]
[/img]