فيينا تحتفي بأشهر مفكر إ
سلامي تحول عن اليهودية وقاتل مع عمر المختار .
MBC
كشف برنامج MBC في أسبوع كثيرا من الأسرار حول حياة المفكر الإسلامي النمساوي محمد أسد، وذلك بالتزامن مع احتفالات العاصمة النمساوية فيينا، بالمفكر الراحل، حيث تم إطلاق اسمه على الميدان الواقع أمام مقر الأمم المتحدة، في بادرة هي الأولى التي تقوم بها عاصمة أوروبية.
ويعد محمد أسد من الشخصيات المثيرة للجدل -وفقا لحلقة 30 ديسمبر/كانون الأول من البرنامج الذي يعرض على MBC1- حيث قاتل مع الثائر الليبي عمر المختار في ليبيا ضد المستعمر الإيطالي، وكان صديقاً مقرباً للملك عبد العزيز -مؤسس المملكة العربية السعودية- ومندوب باكستان في الأمم المتحدة وأحد مهندسي استقلالها عن الهند.
وعرف أسد قصة إسلامه بالقول "جاءه الإسلام متسللاً كالنور إلى القلب المظلم" وهو الاختصار الذي وضعه لقصته بعد إسلامه، حيث كان يهودي الديانة يجيد العبرية ويستوعب التوراة، أما والده "كيفا" فكان ملحدا وجده بنيامين أريجا فايس كان "يهوديا أرثوذوكسياً".
واحتفت فيينا بمفكرها المسلم، وأطلقت اسم محمد أسد على الميدان الواقع أمام مبنى الأمم المتحدة، وحضر الاحتفال ابنه البروفيسور طلال أسد عالم الاجتماع القادم من نيويورك، وقال لـ MBC في أسبوع، "إذا ما سألني أحد عن ماذا سيقول والدك إذا كان حياً؟، وهذا سؤال وجيه حينها سأجيب بأنه سيكون في غاية السعادة وفخوراً بكونه نمساوياً وبكونه مسلماً".
وعاش محمد أسد فترة من عمره في السعودية كصحفي وأبدى إعجابه بشخصية الملك عبد العزيز بن سعود، حيث تعرف عليه عن قرب وفتح الملك قلبه له، فأتاح له أن يسأله ما يشاء حتى في شؤون السياسة والحكم، ما ساعده على تضمين كتاب الطريق إلى مكة معلومات خاصة عن الملك كشدة حزنه على وفاة زوجته وحبه الشديد وإعجابه بشخصيتها، الأمر الذي دفعه للتركيز على رومانسية الملك عبد العزيز، رغم كونه حاكماً قوياً ذا شخصية حازمة.
وكان لـ"محمد أسد" دور في تأسيس جمهورية باكستان الإسلامية، حيث انتقل إلى شبه القارة الهندية التي كانت تحت الاحتلال الانجليزي، وهناك التقى بالشاعر الكبير محمد إقبال عام 1932، والذي اقترح فكرة تأسيس دولة إسلامية مستقلة في الهند، والتي أصبحت لاحقا باكستان، وقد أقنعه محمد إقبال بالبقاء والمساعدة على العمل مع المسلمين لتأسيس تلك الدولة لتستقل باكستان عام 1947.
وتقديرا لجهوده لإقامة دولة إسلامية منفصلة في شبه القارة الهندية، فقد تم منح محمد أسد الجنسية الباكستانية، ثم تقرر تعيينه بمنصب مندوب باكستان في الأمم المتحدة في نيويورك عام 1952.
وأثرى أسد المكتبات العربية والأوروبية معاً بمؤلفاته، منها: منهاج الإسلام في الحكم، والإسلام على مفترق الطرق، والطريق إلى الإسلام، وترجمة وتعليقات على صحيح البخاري ورسالة القرآن والطريق إلى مكة، كما ترجم معاني القرآن الكريم، إلى اللغة الإنجليزية.
من جانبه، أبدى د. عمر الراوي -عضو البرلمان النمساوي- أسفه لعدم حصول المفكر محمد أسد على الاهتمام والتقدير المناسب في العالم العربي، إلا في وقت متأخر، في الوقت الذي كان الاهتمام الأوروبي به جيدا للغاية.
وقال الراوي "الآن الشارع النمساوي يهتم به بشدة، هناك رسالة دكتوراه ألفت عن حياته، وهناك مخرج تلفزيوني شهير صور فيلماً وثائقياً عن حياته عرض في مهرجانات السينما في أوروبا، وفاز بجوائز كثيرة.. بعض الصحف في ألمانيا وصفته مارتين لوثر كينج الإسلام".
وتابع: "كان له دور كبير في تقريب الحضارة العربية بالحضارة الأوروبية وبناء جسور بينهما، وحسب ما سمعت هناك في المملكة العربية، سيقام مؤتمر علمي عن حياته في شهر إبريل/نيسان المقبل".
وقال: "معاني القرآن التي قام بترجمتها بدأها بالآية القرآنية التي أنزلها الله عز وجل في كتابه العزيز (لقوم يتفكرون) حيث يرى أن مخاطبة العقل مهم جداً للوصول للأوروبيين.