رد خاص للقارئة "باية" من موزاية
لا تستمر الحياة بالسكون والضعف.. بالتفاعل والقوة تستمر
أنصحك بأخذ عطلة من عملك شهرا أو شهرين أو أكثر، ولا تعودي إلا بعد أن تكوني واثقة من التئام جروح قلبه الصغير، وإذا التأمت فلا تتركيه لأي شيء يخدش نفسيته من كلمة عن أبيه أو ذكر موضوع الطلاق أمامه، لأنّ مواجهة الطفل بأمر انفصال أبويه مؤلم جدا، وكذلك يؤلمه في كل مرة تكرار ذكر هذا الموضوع، إذ أنّه يحب أن يتجاهله أو ينساه ليعيش حياته دون نكد أو هم.
عزيزتي، امنحي ابنك الحب، والحنان والدفء، والعطف بكل ما تستطيعين من قوة، وبكل ما تعرفينه من حيل، أعيديه إلى حضنك، دعيه ينام بقربك، ويشعر برائحتك وضمة صدرك، احكي له قصصا قبل النوم، أفهميه أنه الأهم في حياتك، اضحكي معه مازحيه واتركيه يداعبك بمقالبه وشقاوته، خذيه خلال هذه العطلة في نزهة وشاركيه لعبه، ودعيه يفرح بالإنتصار عليك في ألعاب كثيرة.
ساعديه ليكون لديه أصدقاء يستقبلهم في البيت، ودعيه يشعر أنّ الدنيا مليئة بمن يحبه ويريده لذاتها.
-خذيه إلى زيارة الأقارب والأصدقاء، وخاصة من لديهم أطفال في سنه ليملأ الفراغ، فالطفل جسم صغير لكنه روح كبيرة، لديه طاقات جسدية يجب أن يستخدمها، وفراغات عاطفية يجب أن يملأها.
ولا بد من قيامه بزيارة والده ليس في الوقت القانوني المحدد له فقط، وشجعيه على ذلك، مع تأكيدك له أنّك لا تستطيعين العيش بدونه، وهذا الكلام يقال بنغمة متفائلة قوية، ليس بنغمة متشائمة ضعيفة، فأخطر ما نفعله أن نظهر الضعف أمام الأبناء خشية استغلاله.
عزيزتي، طبعا لن تستطيعي أن تفعلي شيئا مما ذكرت، إذا لم تخرج من أزمة الطّلاق، وتجاوزت نظرة المجتمع المغلوطة للمطلقة، وشعرت بالرضا، فالحياة لا تقف عند رجل ولا عند أحد، بل إنّ الحياة تكره السّكون والضّعف، كل هذا لتمنحي ابنك القوة والقدرة على حب الحياة، لأن فاقد الشّيء لا يعطيه.