أخشى أن يورثه الإنحراف طاعون العصر !
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أتوجه في بداية حديثي بالدعاء لك سيدة نور على هذه الصفحة الرائعة التي أكرمتنا بها جريدة "النهار"، وأسال الله العلي القدير أن يلهمك الصواب في مساعدة الغير.
أنا سيدة في الخامسة والأربعين من العمر أستاذة تعليم ثانوي، تزوجت منذ عشرين عاما من رجل يكبرني بعشر سنوات.
وكانت أمنيتي في الحياة الزواج من إنسان ملتزم متدين، إلا أن الله قدر لحكمة يعلمها، ألا يتحقق هذا الأمل، ووجدت في زوجي كثيرا من جوانب القصور التي تتعارض مع أبسط قواعد الدين، فهو يؤدي الصلوات الخمس، طيب وحلو المعشر حسن التعامل يشهد له جميع من يعرفه بحسن الخلق، إلا أن الزوجة أقرب للزوج وأعلم بمواقع التقصير، فهو يشاهد القنوات الإباحية التي ابتلينا بها، كما أنه قد يلجأ للكذب ثم القسم في بعض الأوقات للخروج من مأزق ما أو حرج مثلا أو خلافه.
المهم أنّني لاحظت منذ بداية زواجي أنه يحب العلاقة الحميمة بدرجة كبيرة، ولا أخفيك أنني لمدة طويلة لم أكن أتجاوب معه بالقدر الكافي، إلا أنني عندما شعرت أن هذا شيء يعرض الزوج للفتنة، ويعرضني للعقاب من العزيز الجبار، اجتهدت أن أكون لزوجي في هذا الأمر كما يحب.
واجتهدت كثيرا في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، في كل ما يعتريه من نقص، إلا أنني لم أفلح في الأخذ بيده إلى الطريق المستقيم.
وعندما أحسست أن الأمر قد يكون له تأثير عكسي عليه تركته واكتفيت بالدعاء له.
لقد اجتهدت قدر استطاعتي أن أتخلص من الشك المفرط والغيرة المرضية؛ وهما عاملان يؤثران كثيرا على أمني النفسي، بعدما لاحظت منذ عدة أشهر على زوجي أمور غريبة.
أولها، أنه في بعض الأحيان القليلة يرد على المكالمات بصورة غامضة وألاحظ ارتباكه، وثانيها أنه دائم الشكوى المادية بما لا يتلاءم مع واقع ظروفنا المادية، وأنه كثيرا ما تكون له جرجات غامضة نوعا ما، أشعر تجاهها بالريبة.
أما الأهم أنه بدأ في الشهور الأخيرة يقص علي قصصا جنسية غريبة، وتفاصيل دقيقة لما يحدث في الأماكن المشبوهة والعلاقات المحرمة، وعندما أسأله عن مصدر هذه القصص، يقول لي إنها حدثت مع أحد أصدقائه، لكني أشك أنّه المعني بالأمر، مما جعل قلبي مملوء بالشك والحيرة في أمره.
سيدة نور أكثر ما أخشاه انتقال الأمراض الخطيرة كالسيدا فماذا أفعل؟ إنه الواقع كما ذكرته لك دون زيادة ولا نقصان.
ف/ بومرداس
الرد:
عزيزتي أدعوك للإهتمام بزوجك والحرص عليه، حتى لا يلتفت إلى الأخريات، وأتمنى أن يجد عندك التجديد في الزينة والديكور، وحاولي الدخول إلى حياته، ولا تتوقفي عن نصحه بلطف ورفق، مع ضرورة إكثار الدعاء له، والثناء عليه بما فيه من المحاسن، والإجتهاد في عزله عن رفاق السوء، فإن صداقة الأشرار تعدي وتؤذي، ولا تحاولي إشعاره بما في نفسك من الشكوك، فإن ذلك قد يدفعه لتصديق تلك الأمور والقيام بها، واحرصي على الستر عليه، فإن ذلك يعينه على الرجوع إلى الصواب والسداد.
وأرجو أن يدرك الجميع خطورة الوقوع في هاوية الفواحش، ويكفي أن ندرك أن طاعون العصر (السيدا) يمضي بسرعة، وأن الطب رغم تطوره يقف عاجزا ومذهولا، أمام هذا المرض الذي لم تفلح كل المحاولات في علاجه.
عزيزتي وصيتي لك تقوى الله وكثرة اللجوء إليه،
أسأل الله أن يجمعك وزوجك في أحسن الأحوال وألطفها