أخشى استحسان مضايقات شاب طائش يسعى إلى المحظور
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أنا طالبة جامعية في 22 من العمر متحجبة ومتخلقة ولله الحمد، ولم يسبق لي أن ربطت علاقة مع الجنس الآخر، لكني يا سيدة نور أتعرض منذ العام الماضي إلى المضايقات من طرف شاب يلاحقني من مكان إلى مكان داخل الجامعة، وحتى خارجها، لقد شغلني هذا الأمر كثيرا.
في البداية كنت عندما أراه أحاول أن أتجاهله ولكني من غير قصد كان يظهر على وجهي أني مندهشة، وكثيرا ما كانت تلتقي عيني بعينه، فسرعان ما أغير وجهة بصري عنه.
انتهى العام الدراسي الأول، في الجامعة إذ تكرر معي نفس الشيء هذه السنة ومن نفس الشخص، كنت أظن قبلها أنني أتوهم، وأن هذه الأشياء حدثت صدفة، ولكن مع تكرارها أيقنت أن هناك أمرا ما، أنا لا أنكر أنه في البداية كنت أشعر بسعادة، وبعد ذلك شعرت بتفاهة هذا الشاب، وأن ما يفعله من تصرفات عندما يراني لدليل قاطع على عدم تخلقه، فجاهدت نفسي كثيرا فاستطعت أن أسيطر عليها، ولكني أخشى على نفسي، فأحيانا كثيرة أخاف أن أضعف لأني في كثير من الأحيان، ينتابني شعور بالفراغ العاطفي.
أدرك يا سيدة نور، أن من بين الطرق التي تستدرج بها الفتيات ما يقدم عليه من تصرفات، لكني لا أعرف كيف أتصرف لو أنه استمر على هذه الحال.
مع العلم أنه في السنة الأخيرة من الدراسة الجامعية، لقد فكرت كثيرا أن أحدثه، لأتعرف على نواياه الحقيقية، ولكن لم أفعل لأن حتما هذا ما يريده.
الرد:
التمست من خلال طرح مشكلتك ما يلي:
كيف تتعاملين مع هذا الشاب المتطفل الذي لا يحترم الآخرين؟ وما تشعرين به من فراغ عاطفي في بعض الأحيان.
عزيزتي، هذا الشاب في السنة الأخيرة وسبقك بسنتين في الجامعة، بالتأكيد تطفل على غيرك كما يتطفل عليك، وقد أحسنت التصرف بأنك تجاهلته تماما، ولم تكترثي بملاحقاته ونظراته المشبوهة وسوء تصرفه.
ولكن بعض الناس وخاصة من هذا النوع لا يجدي معهم التجاهل فقط، بل يحتاجون في كثير من الأحيان إلى الردع والزجر ووضوح الموقف، وأنت تدركين هذا، وخير دليل ما تجدينه في نفسك من كره لتصرفاته، وتشعرين بطيشه وتهوره، فلا مانع من استمرار التجاهل، بأسلوب مباشر لأنّه أكثر ألما لمثله وأشد تعبيرا.
أما شعورك بالفراغ العاطفي أحيانا، فهذا أمر طبيعي عند الشباب في مثل سنك، ولا يعني هذا أنه من الضروري ملء هذا الفراغ بوهم الحب والهيام، ولكن يمكن ملء هذا الفراغ بما يتناسب مع تربيتك ومحافظتك على خصالك، من خلال الترابط الأسري والصداقات بينك وبين زميلاتك اللاتي يساعدنك على المحافظة على المبادئ التي تسيرين عليها.
كما أنّ هذا الفراغ العاطفي، هو شعور مؤقت تشعر به الفتاة قبل فترة من الخطوبة أو عند النظر للزميلات اللواتي تمت خطبتهن، أو بالنظر إلى قصص الوهم بين الفتيان والفتيات، وإهمال هذا الجانب والإهتمام بالدراسة والتفوق، يساعد كثيرا على زوال هذا الإحساس، ويملأ وقتك بما أنفع وأفضل، إضافة إلى أهمية العناية باختيار الصديقات لسد جزء من هذا الشعور.