لكي تُبرّأ نفسها من ممارسة المحظور.. اتهمتني بالعجز والفتور
حالتي غريبة جدا يا سيدة نور، وأنا في أمس الحاجة لمساعدتك، تزوجت ولم يدم الزواج أكثر من شهر، من امرأة غريبة الأطوار عمرها 27 سنة مغرورة تحتقر الناس، تتظاهر بالحضارة والتمدن وحياة الأغنياء.
حكمت علي من أول لقاء بأشياء غريبة، ومنعتني من الإقتراب منها بعدما أوهمتني بالضعف وأني لست فحلا، مما جعلني أحاول إثباث قدرتي بطريقة غير شرعية.
في الحقيقة يا سيدتي نور زوجتي هذه من الشواذ لقد اكتشفت أنها على علاقة بصديقتها التي كانت تتردد علينا كثيرا، لقد تأكدت من الأمر بالحجة والدليل القاطع، وهذا ما جعلني أُعجّل بالطلاق.
مشكلتي الآن أني تقدمت لفتاة أخرى، وقد تمت الموافقة، ولكن لا أرى نفسي متحمسا للزواج، وأخاف أن أفشل وتقلقني الأمور الجنسية ويضيق صدري منها، إذا ذكر لي الزواج، فضفضت للكثير وبكيت كثيرا، ولكن لا جدوى، أشعر بالراحة ولكن تهاجمني جيوشا من الألم والحزن.
أرجوك ساعديني، لكي أتجاوز هذه المرحلة ولك مني فائق التقدير والإحترام.
ن/ الشلف
الرد:
سيدي أرى أن حالتك تتمثل في ضعف الثقة بالنفس الناشئ عن تجربتك السابقة والتي يبدو أنك تألمت وعانيت كثيرا منها، وهناك عدة أشياء يمكن أن أشير عليك بها لتساعدك على التخلص من هذه الأمور المنغصة وتستعيد ثقتك بنفسك وطمأنينة وراحة البال، بداية يجب أن تكون موقنا تماما ومتأكدا أنك إنسان سوي وليس لديك أي عيوب تمنعك من أن تنعم بالحياة الطيبة وراحة البال خاصة الزوجية، العيب كان في زوجتك السابقة، التي أساءت إليك في المعاملة وسوء الفهم والتقصير وتشوش الذهن والتصرفات وعلى ضوء ذلك، تخلص تماما من عقدة الشعور بالضعف أو النقص أو الإحساس بالتقصير، يجب أن تقتنع تماما بذلك، ومن ثم تبدأ في رحلة إعادة البناء للذات وللحياة.
ومنها أن تعيد علاقتك بالله وأنت تقول إنك تبت وأنبت، فمزيدا من القرب من الله والدعاء والصلاة وكافة أنواع الأعمال الصالحة فالحسنات يذهبن السيئات.
ثم ينبغي عليك اختيار شريكة الحياة ذات الدين والخلق القويم والشخصية الحسنة المنسجمة معك، وتأمل كيف كانت السيدة خديجة رضي الله عنها مع الرسول عليه الصلاة والسلام، كيف كانت تقف بجواره وتخفف عنه وتسانده نفسيا ومعنويا، وبالطبع ستجد من البنات من تكون كذلك فقط أحسن النية والقصد، وخذ بالأسباب.
ابدأ الطريق نحو تأكيد ذاتك بالعمل على بناء جوانب الثقة، واعلم أن فيك من المزايا الشيء الكثير، فلا تستهن بذلك وأكد لنفسك هذا الأمر دائما بالقول وإعادة القول والعمل المقرون بذلك، ولا تنسى أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، فتوكل على الله واستعن به.
أؤكد لك أنّه ليس لديك أي عيوب جنسية أو نفسية، فقط شيء من الإنسجام النفسي وحسن الإختيار للأهداف والعمل على تحقيقها بجدية وعزم وإعادة بناء العلاقة مع الله، بالإيمان والتوبة وحسن العمل.
وفقك الله وأعانك وتقبل مني خالص الدعاء لك.