مفهومه الخاطئ لقوامة الرجل يجعله يستنزف مالي
عزيزتي نور أنا سيدة متزوجة في الأربعين، أم لطفلة في التاسعة من عمرها، لم يرزقني الله بالذرية غيرها، أشتغل منصب مديرة في وزارة، لدي راتب أسال لعاب زوجي رغم أنه إطار في مؤسسة خاصة، لديه من الإمتيازات المادية ما يجعله أفضل مني، لكنه رغم ذلك يفرض على التنازل عن مالي لأجل استمرار العلاقة بيننا، فأنا يا سيدة نور مطالبة بكل المصاريف ليس الضروريات فحسب، بل حتى الكماليات، علما أنه لا ينفق من راتبه دينارا واحدا.
يفعل بي ذلك لأنه الرجل ومن حقه حسب اعتقاده الوصاية على المرأة، كما أنه أخذ مفهوم القوامة من الجانب السلبي، فهذا الزوج يا سيدة نور سيدفعني للتمرد عليه ورفض هذا الوضع، علما أنه يهددني بحرماني من ابنتي لو أني فكرت في الإنفصال، هذا ما يجعلني مكبلة لا أعرف ماذا أفعل؟
سيدة نور، إني أغرق بعدما تورطت في هذه الزيجة التي لم أجن منها سوى الخسائر المادية والمعنوية، ولا أعرف إن كان هناك سبيلا للنجاة أسلكه لأعبر إلى طريق الآمان بأقل الأضرار، فأنا لا أريد سوى الشعور بالاطمئنان والعيش بسلام مع ابنتي الوحيدة.
الزوجة المُستغلة من العاصمة
الرد:
أتعجب ما لذي يجعل امرأة في نضجك وعمرك وعملك الراقي، تستسلم إلى هذه الدرجة لزوج لا يملك أي قدر من النخوة أو المروءة، إنه لم يذكر الرجولة إلا مقترنة بالخسة فهو يريد الإستيلاء على أموالك لأنه رجل، ونسي أن الرجولة تعني القوامة والإنفاق على الزوجة، فكيف يكون رجلا ذا نخوة وكرامة من يقبل على نفسه أن تنفق عليه زوجته من مالها، وإذا كان هو كذلك فما هو دوره في الحياة وما هي فائدته كزوج؟
لن أقول لك أخطأت منذ البداية بتنازلك عن أبسط حقوقك لأن الأمر مضى وفات، بل أقول أن استمرار الوضع على ما هو عليه معناه خطأ وعدم استقامة الأمور كما يجب أن تكون، في الوقت ذاته.
لا أنصحك بالطلاق قبل أن تستنفذي كل السبل والوسائل، فالحياة ليست أبيض أو أسود ولكن بينهما ألوان أخرى، حاولي أن تبلوري الحياة مع زوجك بشكل يفيدك ويفيد ابنتك، حاولي أن تتفاهمي معه وتناقشيه بعقل وتلتقي معه في منطقة وسط كي تستقيم الأمور، وبالطريقة التي لا تشعرين خلالها بأنه يظلمك أو يبخسك حقك، وامتنعي عن تسليمه راتبك واحتفظي به لنفسك وطالبيه بالإنفاق عليك وعلى ابنتك، لأن ذلك هو أبسط حقوقك، إذا اقتنع بكلامك وشعر بقوة شخصيتك وامتثل للحق فخيرا فعل، وإن رفض وأخذته العزة بموقفه الظالم، لابد من وضع حد للمهزلة الحياتية التي تعيشينها، حتى لا تتعرض ابنتك للتمزق النفسي وفقدان الإستقرار والأمان، لأن والدها يهددك بحرمانك منها، لذا افعلي كل ما بوسعك أولا لتجنبي نفسك مرارة الطلاق، وثانيا لتجنبي ابنتك أي عواقب.
فإذا لم تحدت النتيجة الإيجابية، اعرفي وقتها هل أنت قادرة على الحياة من دونه، وهل تفضلين وضع حد لحياة كهذه والبدء من جديد، كلها أسئلة أنت وحدك القادرة على الإجابة عنها، وبصرف النظر عن رأي أهلك، لأنها حياتك وأنت وحدك الأقدر على الحكم، وزوجك يجب أن يعلم أن للزواج مسئوليات جسام، وأن الرجولة تعني الإلتزام والإنفاق والمسئولية، ولا تعني الخسة والسيطرة وأكل مال الزوجة بالباطل، فكري واعرفي من أين ستكون رحلة التغيير، المهم ألا تستسلمي للأخطاء ثم تندمين بقية عمرك، هذا قدرك يا عزيزتي فجاهدي في سبيل الحفاظ على بيتك وكوني قوية الشخصية مع زوجك ودافعي عن حقك في الإستقلال براتبك، ولا تنسي أن الحق يحتاج إلى قوة تدافع عنه وتحميه، يؤسفني أن أقول لك ذلك، ويؤسفني أن تكون القوة المستخدمة مع زوج المفترض أن يكون هو حاميك وسندك وراعيك والمدافع عنك وليس هو الخصم.