زوجي البطال يستنزف مالي ليرضي ضرّتي
سيدتي الغالية نور أنا من القرّاء الأوفياء لصفحة قلوب حائرة
، اسمي نور الأمل سيدة متزوجة منذ 16 سنة موظفة، منذ ارتباطي ترك زوجي عمله، فأصبحت أنا المتكفلة بمصاريف الأسرة كاملة، مما جعلني أبذل قصارى جهدي في عمل ثاني، ولكنّي لم أدخر من أموالي شيء، لأنّي أمنح راتبي لزوجي، الذي ارتبط بثانية بحجة أنّي مشغولة عنه بعملي، فأردت أن أمتنع عن دفع المال، لكنه في كل شهر وعند دخول الرّاتب يطالبني بدفع الإيجار وتسديد الدين، وإذا رفضت ينكد علي وعلى بناتي ويمنعنا من الخروج والذّهاب لأي مكان حتّى أدفع له.
وفي المقابل يشتري لزوجته الثّانية ما تريد ويذهب بها للسوق، فهي تعتقد أنّه يفعل ذلك من ماله الخاص، وأنّه المتكلّف بالمصاريف كلها، فإذا رأت عندي شيئا طالبته بأن يشتري لها مثله، وأخيرا طلب منّي أن يكون له مبلغ محدد، أحوله شهريا على حسابه، ولا يطالبني بعدها بشيء، فماذا أفعل وأنا لم أدخر لنفسي وليس لدي سكن خاص علما أنّي لدي 6 أطفال، ومصاريفنا تكاد تفوق قيمة الرّاتب الذي أتقاضاه، ومن جهة أخرى زوجي يريد المال أيضا.
أرجوك يا سيدتي أريد حلا لهذه المشكلة، فقد فكّرت كثيرا في الإنفصال عنه وترك الأولاد معه، ليتحمل المسؤولية كاملة، ولكنّي تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:" أيما امرأة طلبت الطلاق في غير ما بأس، لا تجد رائحة الجنة".
نور الأمل/ تبسة
الرد:
عزيزتي أعجبنى اسمك فهو يدل على أن عروقك لا زالت تنبض بالطموح والأمل، رغم الظروف المؤلمة والمحزنة التى تعيشين فيها.
عزيزتي؛ كل هذه الأعوام تحمّلت فيها أعباء وتكاليف أسرتك كاملة، ولكن بميزان علاقة زوجية غير متكافئ، فالقوامة الفعلية كانت لك بما كنت تنفقينه على الأسرة وحدك، خاصة أن الزّوج ترك عمله دون أن توضّحي الأسباب لذلك، لقد كان تنازلك عن حقك وحق الأبناء في النّفقة خطئا فادحا، فالزوج يريد أن يكون سيدا في بيته متبوعا لا تابعا، ويبدو أنّ الأمر كان مقبولا لديك لفترة طويلة حتّى تزوج الأخرى، ليشعر بقوامته معها، ولو عدل بينكما كما أمره الله لما شعرت بما تعانينه الآن.
عزيزتى؛ لقد أوردت حديثا للرّسول صلى الله عليه وسلم عن الطّلاق لا ينطبق على حالتك، فأنت في بأس لا يرضاه الله سبحانه وتعالى ولا رسوله عليه الصلاة والسلام للمرأة المسلمة، فالإسلام كرّم المرأة وأعزّها ولا يرضى إهانتها،
فلو كنت مكانك لاتخذت الخطوات التالية:
1 - أتحاور مع نفسي بصراحة وأحدّد ما أريد مع الوعي بالنّتائج والإستعداد لتحملها.
2 - الجلوس معه جلسة مصارحة ومكاشفته بمشاعرك وأفكارك ومطالبته بالعدل بينكما من ماله.
3 - إذا رفض ذلك - وهذا متوقع - فبإمكانك أن تطلبى منه أن يمتنع عن إيذائك وأبناءك، مقابل أن تتولي نفقات أسرتك دون أن تدفعي له أي مبلغ أو إتاوة فنحن لسنا في عصر الجهلة.
4 - يفضّل أن تكون هذه المفاوضات بوجود شخص من أسرتك وشخص من أسرته، مع كتابة ما تتوصلون إليه من اتفاق والتوقيع عليه جميعا.
5 - في حالة رفضه وإصراره على أن تدفعي له المال لا يبقى أمامك إلا طلب الطلاق غيرآسفة عليه، فقد قدمت له الكثير دون أن يعطيك حقك.
6 - احفظي مالك لنفسك ولمستقبل أبنائك، فمثل هذا الرّجل لا يؤمن جانبه فهو لايستحي من الله.
أدعو الله أن يوفقك ويهدى زوجك لمرضاته تعالى.
وكونى دائما مثل اسمك نور الأمل.