فشلت في التعامل مع ابنتي الصغيرة لأنها طفلة شرسة
أنا فوزي من مدينة ڤالمة، في الثالثة والثلاثين من العمر، أب لطفلة في الثانية من العمر، وهي لب مشكلتي وسبب انتكاستي!
لا أنكر أنها هدية من الله وكنت اعتبرها إلى وقت قريب قرّة عيني، لكني يا سيدة نور لم أعد كذلك بسبب تصرفاتها وكثرت صراخها، مما جعلني أضربها، وكلما فعلت ذلك زادت شقاوتها وأصبح البيت بسببها لا يطاق، فهي تكسر الأشياء التي تصادف طريقها، و"تعض" والدتها لأنها تلازمها كثيرا، وعندما أرجع إلى البيت تحاول أن تستريح منها قليلا، فتوكل لي مهمة متابعتها، هنا تنقلب الأحوال، لأني لا أطيقها فأنا لم أر في حياتي طفلة في هذا السن، تتمتع بهذه القوة الهائلة من العناد والرغبة في إيذاء الغير.
قد أبدو مبالغا في هذا الوصف، لكنها الحقيقة يا سيدة نور، لذلك أرجو أن تتفهمي الوضع، وتساعدني فأنا وزوجتي لا نعرف السبيل الصحيح الذي يردع هذه الطفلة الشرسة إن صح التعبير.
فوزي/ ڤالمة
الرد:
سيدي الكريم، ما أروعها من جملة تقول فيها "إن الله جعل من طفلتك قرّة عينك" وهي في الثانية من عمرها برعم صغير رائع وبريء، فهل تضرب البراعم وهل تُسحق الأزهار، عليك أن تغدق على الطفلة كل الحب والحنان فهي تحتاج فقط إلى الحنان والحب، وأكرّر الحنان والحب فقط، والطفلة في عمرها وحتى لو بلغت العاشرة يجب ألا تتعامل معها بهذه الطريقة، فأنت تدمر البراءة في طفولتها وها أنت ترى نتائج ذلك، إذ تحولت إلى طفلة عنيفة.
سيدي: إياك ثم إياك أن تعاملها بقسوة، لأنك ستدمرها وسينعكس ذلك على براءتها، فالضرب والقسوة عليها في هذا العمر جريمة، فإياك أن تفعل ذلك.
عليك أن تفرح بطفلتك وأن تحمد الله على هديته، وأن تقدم كل ما تستطيع من حب وحنان لها، وهذا هو واجبك الذي ينهض بالطفلة ويجعلها برعما يتفتح بالدفء والعطاء الذي تقدمه لها.