كل مرة أخذل نفسي وأُعصي ربي لأنّي فشلت في الإبتعاد عنه
مشكلتي أمي نور تكمن في تعلق قلبي بذنب لم أستطع أن أتخلى عنه، رغم جميع محاولاتي التي باءت بالفشل، وفي كل مرة أخذل فيها نفسي أشعر بصغر حجمي وخجلي وحيائي من رب العالمين، فأنا فتاة أحاول أن أكون ملتزمة بقدر المستطاع، لكي أكون قدوة حسنة لأخواتي اللواتي يصغرنني ولكن صعوبة تركي لهذا الذنب، جعلتني كالمتخبطة في هذا العالم، ولازمني شعور دائم بالصراع في نفسي، وهو علاقتي بشاب منذ 3 سنوات، كنت ألتقيه بالصدفة في الشارع وبعد 5 أشهر من محاولاته في التقرب منّي، استطاع أن يأخذ رقم هاتفي من إحدى قريباتي ومن هنا بدأت معاناتي.
كنت أفرح وأتألم في نفس الوقت، إذا تحدثت معه لأنني أعلم في قرارة نفسي أنني لست على صواب، ولكن حبي له جعلني تائهة لا أعرف ما العمل، فأنا كنت أتمنى أن يطلبني للزواج، ليكون الأمر حلالا، وعندما صارحت أمي رفضت لأن هذا الشاب معروف بالخداع والخيانة مع أخريات قبلي، كما أنه من عائلة مشبوهة بتصرفات قبيحة وأخلاق غير حميدة، فوالده رحمه الله اغتصب ابنته وكانت الفضيحة.
لم أستطع يا أمي نور أن أخبره برد والدتي لأنني خفت أن أجرح مشاعره، أنا الآن في الخامسة والعشرين وقلبي مازال متعلقا بذلك الشاب، مع أنني أعرف أن من ترك شيء لوجه الله عوضه الله بخير منه، ولكن أحس بصعوبة التطبيق فالقول أسهل من الفعل، وأشعر بأنّني لن أجد شخصا يحبني مثله. أحاول أن أفهمه أنّني أحبه لذلك يجب أن نفترق، لكننا سرعان ما نعود فيرسل لي رسائل من باب الإطمئنان، لتكون البداية من جديد.
بصراحة أنا أؤمن بأن الله عز وجل عادل، ولا يظلم أحدا من عباده ، فإذا كان لي فسيعود يوما ما ، ولكنني أخاف بأنّ لا أراه هذه المرة بعدما تركني أرجوك ساعديني فأنا فعلا تائهة جدا ، فلا ترديني ولك مني جزيل الشكر.
شميسة التائهة
الرد:
حتما عزيزتي لن أرد من زينها العقل وحماها الدين . مرحبا بالقلب الرقيق الذي يحاول النجاة وسيدركها بإذن الله ، أتدرين عزيزتي، أنك وصفت المشكلة وشخصت الداء وبينت السبب، ووضحت السبيل وبقي فقط أن تخطي الخطوة الأولى وتثبتي عليها ، ليس خطوة الترك فقط وإنما التوبة الصادقة، التي لا عودة بعدها ، تعالي معي نقرأ كلامك ونعيش ألمك حتى نخرج منه بسلامة ، مشكلتي تكمن في تعلق قلبي بذنب لم أستطع أن أتخلى عنه ، رغم جميع محاولاتي التي باءت بالفشل ، أتعلمين ما الذي يسبب لها الفشل ، إنه التعلق نفسه ومتابعة هوى النفس والإرتباط بمرادها ، وفي كل مرة أخذل فيها نفسي ، أشعر بصغر حجمي وخجلي وحيائي من رب العالمين، عزيزتي هذا هو العلاج، أن تشعري بالحياء من المنعم المتفضل سبحانه، وليس فقط حين يسقط الرأس من أعلاه بل طيلة خطوات العمر، شعور مؤلم، أن يُعصى العظيم، ولكن صعوبة تركي لهذا الذنب جعلتني كالمتخبطة في هذا العالم.
نعم صدقت ، إنّها الحرب ، تلك الحرب التي نهزم بها شر هزيمة، حين تكون رايتها بيد أهوائنا أو الشيطان ونكسبها أكرم مكسب ، حين تمسك الراية قلوبنا المنيبة إلى ربها .
عزيزتي لقدت حمدت الله لأنّك لا تستطيعين الزواج به، لأنّ حياتك لن تستقيم، لن يثق بك أبدا، والخيانة لا تبيضها نبضات عشق غير صادق، بل هو قناع لا شك سيزول، فلازلت في ربيع العمر فلا تحرقيه بالمعصية وثبّتي الإيمان في قلبك وقد قلت ؛ مع أنّني أعرف أنه من ترك شيء لوجه الله ، عوضه الله بخير ، وأنا أنتظر ما يطمئنني ببعدك عن السوء، وأدعو لك قائلة، ربي احفظها وابعدها عن المعصية ، وكن معها وأعنها وسدد خطواتها، ربي هذه أمة ضعيف ة أتتك فلا تردها ، و أكرمها بحسن العودة للحق، واجعله أهون عليها من خطو الباطل يا مجيب.