ابنتي الصغيرة قلبت موازين حياتي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أرجو النصيحة فيما سأطرحه، بعد زواجي بسنة رزقني الله بطفلة جميلة ملأت حياتي وجعلتني أشعر بأنها كل شيء، هي نبض قلبي وخالص روحي، لكني لاحظت منذ ولادتها أن زوجي، أي والدها، لا يحبها ويسيئ معاملتها منذ أن كان عمرها شهرا واحدا، فكنت دائمة المشاكل معه من أجلها وقد برر لي ذلك بأنه يشعر، بعدم حبي له منذ ميلاد الطفلة. مع العلم أن هذا غير صحيح. فأنا أحبه واهتم به كثيرا ولكنه شديد الغيرة منها والآن قارب عمرها الثلاث سنوات وما زال يسئ معاملتها بشدة وعنف، فكل من حوله يغضب منه بسبب تصرفاته معها بما فيهم أهله. وقد رزقنا الله بطفل ثانٍ، وقد لاحظت أنه يعامله بطريقة مختلفة عن أخته ويحظر له كل شيء، حتى أصبح تصوري أنه يوبخ الطفلة لمجرد أنها تريد تقبيله.
أرجوك ساعديني ماذا أفعل، وكيف أتصرف؟
سليمة/ تلمسان
الرد:
الحقيقة أن الحالة التي تحدثت عنها لا تخلو من تفسيرين: الأول أنك حساسة جداً وتعطي الأمور أكبر من حجمها الطبيعي، والثاني أن زوجك يعاني من اضطرابات نفسية ويحتاج إلى علاج نفسي. وعلى كل حال فأنصحك باتباع التعليمات التالية: إعملي على إيجاد التوازن بين ما تقومين به من أدوار مختلفة في إطار الأسرة (الأم - الزوجة) ويكون ذلك عن طريق تنظيم الوقت واستغلاله الإستغلال الأمثل، كأن تقومي بقضاء أغلب حاجات أطفالك الجسدية والنفسية (الحب والإهتمام والحنان واللعب) في أوقات انشغال الزوج خارج أو داخل المنزل، ويساعد في ذلك تنظيم أوقات النوم وأعمال المنزل والإلتزامات الأخرى والتنسيق المسبق من أجل عدم حدوث التعارض الذي يولد الصراع. إعطي ابنتك مزيدا من الإهتمام كنوع من التعويض عن حنان الأب، مع ملاحظة عدم المبالغة في ذلك خصوصا وأن والدها لا يحبها، خصوصا عندما تزداد مداركها ويتفتح عقلها مع مرور الأيام القادمة. أشغلي ابنتك بممارسة الهوايات والألعاب المناسبة لعمرها في المنزل، لا تبيني لزوجك بشكل دائم بأنك قلقة من تعامله مع ابنته وليكن ذلك في أوقات متباعدة، ثم إحرصي على تنبيه زوجك بخطورة ما يقوم به من تصرفات سلبية مع ابنته، تهدد البناء النفسي لها وليكن ذلك بطريقة غير مباشرة، حتى يدرك الأخطاء التي يقدم عليها.
أعانك الله على رعاية شؤون أسرتك وجعل الأبناء من الذرية الصالحة.