أكره نفسي التي جعلتني امرأة لعوب مهمتها إشاعة الفساد والفتنة
أنا فتاة في الثلاثين من العمر، موظفة، أتميز بأدب وأخلاق عالية بشهادة من حولي، أخاف الله، لكن ثمة مشكلة مع نفسي!
فأنا إنسانة متناقضة جدا في أمور حياتي، أصابني الكثير من الحزن والإكتئاب خلال هذه الفترة، مما جعلني أدعوا الله أن يقبض روحي لأرتاح مما أنا فيه، مع أني لم أيأس من رحمة الله ولكني لا أستطيع أن أمنع نفسي من ارتكاب المحرمات، أجاهد ولكن بدون جدوى، ارتكب الأخطاء وأعرف أنه تجاوز، ولكني ارتكبها وأندم كثيرا على ذلك، لا أعرف كيف أصف نفسي، فأنا امرأة لعوب، استمتع بمحادثة الرجال ويعجبني ذلك الأمر، أشعر أني تائهة وأسير في طريق مظلم، ولا أعرف كيف الخلاص منه، لا أستطيع السيطرة على نفسي، أحاول أن أشغلها فلا أتمكن من ذلك، رغم أنه لدي الكثير من الأنشطة، وأنجز الكثير من الأشغال، إلا إنه لدي متسع لكل ما أفعل من أخطاء. أصبحت أكره نفسي وأمقتها، فأنا بمثابة الشر على هذه الأرض وفتنه عظيمة، الكثير من الرجال ينجذبون إلي وهذا ما ساعد على تأزّم الوضع، أمام أهلي والناس أظهر بكل احترم وشخصيتي مهابة لكني عكس ذلك، مما يُشعل بداخلي نار عظيمة من شدة الأسف، أدعوا الله دائما أن أكون إنسانة سوية، لكني لا أستطيع كبح جماح نفسي.
سيدتي نور، صدقيني فالموت أرحم من ارتكاب المزيد من الأخطاء حتى لو كانت صغيرة، أشعر بحالة اكتئاب شديدة وحزن، لأني أحاول أن أتوب إلى الله، امتنع فتره ثم أرجع إلى سابق عهدي، حتى مللت من الحياة، فماذا أفعل بنفسي التي تسيير بي إلى الهلاك.
من الطيبة الشريرة
الرد:
عزيزتي، إنك تملكين نفسا لوّامة، تلومك دائما لما يصدر وتستعظمين ذنبك، لكن اعلمي أن "كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّاءين التوابون"
أنظري عزيزتي، لقد أعطاك مولاك نفسا محبوبة يحبها الناس وهذه نعمة يفقدها الكثير، فكثير من البشر نفوسهم ثقيلة ولا يثق بهم الناس، وأنت المحبوبة، مخيرة بأن تجعلي حياتك منفتحة على الخير ومنغلقة على الشر، تعلمي فن التأمل في شؤون الله وكوني لنفسك عالما خاصا من العلاقة الرحبة مع خالقك، وكوني صديقة لنفسك لا عدوة، تحببي لهذه النفس، تعرفي عليها حقا فهي المسكينة لا تستحق منك أن تتمني موتها، بل حياتها في سعادة وطمأنينة وسكينة، بعيدة عن الأفكار الشيطانية التي تدعوك لعكس هذه الأفكار المتزنة، وقريبة من الله، أكثري من الإستغفار واللجوء إلى العليّ القدير، خالقك ورازقك ومدبر الأمور ومزيل الهموم وكاشف الضر وغافر السيئات.
أرجو من الله عز وجل أن يزيل همك ويرزقك الزوج الحنون الطيب، الذي يقدر لك هذه النفس الحساسة ويسعدك، وأرجو أن أسمع عنك كل خير.