كيف أردع نفسي التي تأبى حضور الإمتحان؟!
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أنا حسام من مدينة سكيكدة في التاسعة عشر من العمر، مقبل على إجتياز إمتحان الباكالوريا للمرة الثانية، مشكلتي تتمثل في الآتي: أعاني من ضغط قوي جدا، عندما أكون جالسا في القسم أثناء الإمتحان، أشعر كأنني لا أستطيع الجلوس، مما يدفعني للخروج قبل الإنتهاء من الإجابة، لا أدري هل لأنني مرغم علي الجلوس ولا أستطيع الإستئذان والخروج أم لسبب آخر. خلال هذا الشعور ينتابني التعرق الشديد والتعب وكأنني أصارع نفسي، وهذه الحالة تتكرر معي أيضا في مواقف أخرى، عندما أكون واقفا عند إشارة المرور، فإنني لا أستطيع السيطرة والتحكم في نفسي، أرجو من الله ثم منك المساعدة يامدام نور ولك منّي فائق الشكر والإحترام.
حسام / سكيكدة
الرد:
بالنسبة للحالة التي تعاني منها يا حسام، هي حالة ضغط الإمتحان، أو ما يعرف أيضا بقلق الإمتحان. والأعراض التي ذكرتها هي في حدود الإحساس بنوع من التوتر أثناء دخول قاعة الإمتحان، ولا يوجد لديك أي مشكلة أخرى، فإن حالتك النفسية يمكنك السيطرة عليها ما دمت قد سيطرت على أهم سلوك ضمن الأعراض الأساسية في حالة الضغط النفسي، ولقد نجحت في ذلك كما ورد في قولك:" يأتيني ضغط قوي لكي أقوم ونحن لازلنا في الإمتحان، ولا أستطيع الإستئذان والخروج". مع العلم أن قليلا من التوتر أو الضغط النفسي عند بداية الإمتحان مفيد جدا، بينما ضغط شديد يُضعف قدرات الطالب في الإجابة على الأسئلة، أما حالة التعرق الشديد التي تلي ذلك، يمكنك التغلب عليها بسهولة وبالمحاولات المتكررة المتمثلة في: -عدم تسبيق أفكار حول نتيجة الإمتحان، وأكتفي بما لديك من معلومات وتوظيفها. - لا تعر أي اهتمام لمحتوى وصعوبة الإمتحان، أو كونه مصيريا في حياتك. -لا تقم بمقارنة النتيجة المحتملة، بل تقبلها كيفما ستكون، مما يسمح لك بالتحكم في مسار تفكيرك إزاء الموقف الذي أنت أمامه، وتصبح الرؤية أمامك واضحة ولها نقاط ومعالم محددة، وهي إجراء الإمتحان، بما توفر لديك من معلومات وكفى. وإذا كان الموقف يتكرر أثناء عبور الطريق، فإن الأمر هنا يتطلب أيضا تحديد كيفية العبور في الوقت المناسب والإبتعاد عن كل فكرة تهويل وتعميم خطر العبور. إن الإنسان يسلك حسب ما يفكر، فنظرته السلبية إضافة إلى المغالاة في تعميم الحكم، وهي التوصل إلى نتيجة كلية على أساس حدث واحد، وقد يكون هذا الحدث تافه. مثل هذه التفسيرات أثناء المواقف المولدة لحالة الخوف والقلق، لا تتناغم مع الحقيقة الموضوعية، ويصبح الشخص ضحية حكمه غير المنطقي على الموقف أو على ذاته. وهذا كله يدفعنا دفعا إلى اعتماد التفكير الإيجابي ومن جوانب عديدة، يكون مبنيا على حقائق وليس إنطباعات وتفسيرات ذاتية، ويكون منسجما مع الواقع الذي في مقدورنا القيام به، كما ورد في القرآن الكريم قوله جل وعلا: " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" لتحقيق الصحة النفسية والجسمية معا، بالتالي الشعور بالطمأنينة، وتحقيق السعادة والفاعلية الإجتماعية وكذلك النجاح.